متى نبني عدن؟

> عفان عبدالله نعمان

> الوطن ليس مختزلا بالرئيس هادي أو علي محسن أو عيدروس أو بن دغر أو أي شخص، عدن موجودة إذا وجد الإنسان بمعنى الكلمة في القضاء والوزارة والمؤسسة والجيش والأمن.
متى يتفق الجميع على بناء عدن؟ متى ينعم المواطن بالأمن والأمان والحياة والسلام ويطمئن لمستقبل أبنائه ويحس بأن وطنه أعظم وأجمل وأفضل من عذاب الاغتراب.. “وطن لا نحميه لا نستحقه” شعار ظل يعشعش في رأسي أثناء دراستي الأعدادية حتى يومنا هذا، فعلا وطن لا نحميه من أنفسنا ونبنيه لا نستحقه، لا نستحق أن نكون على أرضه، لأن قديما كان الوطن الذي نبنيه نشعر بالفخر في كل شيء فيه ولازال الكثير يتذكر الأمن والقضاء والوظيفة والمشاركة المجتمعية والنشاط الطلابي، كل هذا من أجل بناء الوطن. كانت عدن فعلا يحسدها الكل على النظام والقانون وعلى المساواة والقضاء والعدل والصحة المجانية والمواصلات...إلخ.
حتى جاء اليوم الذي كان ينضال الكثير منا على بناء الوطن.. واليوم عدن بيد أبنائها ولكن عامل البناء لا يجيد العمل بالبناء، لا يعرف كيف يمسك أدوات البناء المهم أنه لابس بدلة بناء حتى طاحت عدن وستنهار فوق الجميع.
قال الكاظمي:
ومن لم تكنْ أوطانهُ مفخراًُ لهُ…
فليس له في موطنِ المجدِ مفخرُ...
ومن لم يبنْ في قومهِ ناصحاً لهم…
فما هو إِلا خائنٌ يتسترُ...
ومن كانَ في أوطانهِ حامياً لها…
فذكراهُ مسكٌ في الأنامِ وعنبرُ...
ومن لم يكنْ من دونِ أوطانهِ حمى…
فذاك جبانٌ بل أَخَسُّ وأحقرُ.
من يبني عدن؟ خرجت بمرارة من أعماق قلبي، عندما أشاهد أبناء وطني هم من يستولون على (الواو) ويفجرون (الطاء) وينهبون (النون)، إنه وطن لم يبق منه شيء، فهل نبني ما أفسده حالنا وضمائرنا وليس الدهر؟!.
متى نبني عدن وقد صارت السرقة فيد، والفساد فهلوة وشطارة، وأصبح المدير والقائد والمسئول بأيديهم وأفعالهم يهدمون أساس أجيالهم وأبنائهم؟!.. عدن تُبنى بالمؤسسات والنظام والقانون في كل شيء، تُبنى بالقيادات النزيهة والشرفاء، والقضاء العادل الذي هو أساس تقدم الأمم ونهضتها واستقرارها بمساندة الأمن المؤهل والمدرب، وسواعد شبابها وشاباتها.
مرت سنوات من تحرير عدن ولا زالت أنفسنا وضمائرنا لم تحرر بعد.. سنبني عدن إذا بنينا أنفسنا أولا وتحررنا من الكذب والغش والمحسوبية والنهب والفساد والظلم والحزبية والمناطقية والعصبية، واتجهنا نحو المدنية الخالية من السلاح، وبدأنا نؤسس للعمل المؤسسي والإداري لأن هذه هي عدن.
إن فشل أي دولة يعتمد على فساد قراراتها في تعيين أفشل الناس وأفسدهم في مراكز هامة تهم اقتصادها وبنيتها التحتية حتى يعيش مواطنوها في حلقة فساد، الداخل فاسد، والخارج فاسد، وليس لديهم القدرة على الاختيار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى