يقطنها أكثر من عشرة آلاف نسمة.. شعب العرمي بيافع.. حياة كفاح مع الطبيعة وغياب الخدمات والمراكز الصحية

> تقرير/ د. محمد صالح العبدلي

> شعب العرمي، إحدى مناطق يافع التابعة لمديرية رصد في محافظة أبين، وهي مجموع مناطق متناثرة تقبع بين سفوح الجبال وبطون الوديان، تتوسط بموقعها مناطق يافع العليا والسفلى، وهي ذات سلسلة جبلية عالية شديدة الانحدار، يقطنها أكثر من عشرة آلاف نسمة، يعيش أهلها حياة كفاح دائم مع الطبيعة وتضاريسها القاسية، محرومين من أبسط الحقوق والخدمات الأساسية كالطرقات والصحة ومشاريع الري والزراعة ومياه الشرب، فكل تلك الأمور قائمة على المبادرات الجماهيرية والمشاريع الخيرية التي يتكفل بها رجال الخير والمغتربون من أبناء المنطقة، فتلك المناطق عانت وما زالت تعاني إلى اليوم من الحرمان، وتبلغ معاناة الناس أوجها في الجانب الصحي، حيث لم يكن ثمة مركز صحي إلى الأمس القريب، وكان الناس يقطعون المسافات لساعات طوال حتى يصلوا إلى أقرب مركز صحي في رصد أو لبعوس بيافع.
*عناء دائم
وتسبب ذلك الهم المتواصل بعناء دائم، وفقدت كثير من الأسر عائلها، فقد تتعسر الولادة عند بعض النساء، فإن وصلت إحداهن إلى المركز نزفت الأخرى في الطريق، وكذلك الحال بالنسبة للأطفال حديثي الولادة والخدج والرضع الذين يحتاجون إلى رعاية صحية شبه يومية أو أسبوعية، في ظل نسيان تام وإهمال شديد من قبل وزارة الصحة والسكان، التي لم تلتفت قط لهذه المناطق رغم المناشدات الكثيرة.
*إنشاء مركز صحي
وكسابقاتها بادر عدد من أبناء المنطقة المغتربين، وبمساهمة الأهالي، وفاعلي الخير في بناء وإنشاء مركز صحي يضم هذه المناطق وما جاورها، ويتوسط مناطق شعب العرمي كافة قرى "ناصر، الجحلة، الحمراء، نصحان، النجيد، هرمان، تصلح، الوسطي، قطي، الراحة، العطف، الخربة، داية، اللكمة، المصنعة، شعبة، أسفل الذراع، وجبل السعدي".

وبتضافر الجهود أصبح الحلم حقيقة، واستطاعت هذه الأيادي الخيرة، رغم شحة الإمكانيات، أن تنشئ مركزًا صحيًا نموذجيًا في مواصفاته ومبناه، بطول 20 مترًا وعرض 9.5 أمتار، ويتكون من ثلاثة أدوار، الدور الأول مبني من الحجر، ويتكون من شقتين كل شقة تتكون من غرفتين ومطبخ وحمام وصالة، والدور الثاني يتكون من ست غرف وصالة كبيرة وعدد من الحمامات، فيما يتكون الدور الثالث من ست غرف وصالة وحمامات، ليكون إجمالي عدد الغرف 16 غرفة، و6 حمامات، و4 صالات، ومطبخين.
*جهود ستُكلل بتوفير التجهيزات الطبية
وبهذا الإنجاز الكبير للمبنى والجاهزية العالية في المواصفات يأمل الأهالي سرعة افتتاحه، وبدء العمل فيه، لتكلل الجهود بالخير الوفير الذي يصب في خدمة المنطقة والمواطن بشكل عام، فنرجو من الجهات الحكومية المختصة ممثلة بالسلطة المحلية في المديرية، وكذا المحافظة، وبمناشدة المنظمات الدولية العاملة في البلاد اللفتة الحانية والكريمة، لتكلل الجهود بالإنجاز الكامل، فلم يتبقَ إلا التجهيزات الطبية، التي غدت حجر عثرة أمام الأهالي يصعب تجاوزها مهما كانت الإمكانيات أو الجهود ما لم تتدخل هذه المؤسسات وتقوم بواجبها الخيري الوطني والإنساني لإحياء بذور الخير أينما وجد زارعوه، فخير هذه المؤسسات يكمن هنا بتوفير المعدات التشغيلية، والأجهزة الطبية، والأدوية، والكادر الطبي، لكي يتسنى للقائمين عليه افتتاحه بشكل رسمي، وهذا ما يأمله الأهالي، شاكرين كل الجهود التي بُذلت وكذا ملاك الأرض، والأيادي التي ستبذل في تجهيزه وسرعة افتتاحه، لما لهذا المشروع من خير وفير، ومردود كبير للمواطن والمنطقة كلها.
تقرير/ د. محمد صالح العبدلي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى