الفنان بشير ناصر.. عطاء فني جميل لم يكرمه أحد

> أحمد فضل ناصر

> يوم الـ 13 من الشهر الجاري، مرت علينا الذكرى الثامنة لرحيل الفنان اللحجي الموهوب بشير ناصر..رحمة الله عليه.
بشير ناصر، أحد مبدعي المرحلة الثانية لجيل المبدعين من العصر الفني الذهبي في لحج، وقد بدأ مشواره الفني منذ منتصف الستينيات، حيث تتلمذ أسوة بالكثير من مبدعي لحج، على يد الأستاذ والمربي الفنان الخالد الذكر الراحل عبدالله محمد حنش، الذي تربينا وتتلمذنا نحن أيضا على يديه، وقد سبقنا بشير ناصر، كما تتلمذ وعاصر الكثير من الرواد والنجوم أمثال محمد سعد الصنعاني وأحمد سالم مهيد وفيصل علوي وعبدالكريم توفيق ومهدي درويش وحمدون والزبيدي ومحمد عوض شاكر وفضل ميزر ويسلم حسن صالح وفضل وحسن كريدي ونور نجارة وبنات الكريدي وأحمد بن أحمد قاسم ومحمد سعد عبدالله والمرشدي وغيرهم، وتنقل بمواهبه وإبداعاته في معظم مناطق الوطن، وشارك في العديد من المهرجانات، كما واصل مشواره وإبداعاته، حتى وافاه الأجل، بعد مرض عضال ألم به، كما أنه فقد بصره في منتصف عمره، وظل يعاني الأمرين، رغم عشقه الجنوني لفنه وحبه لجمهوره وارتباطه الدائم بنا في لحج، حيث مقر عمله معنا بمكتب الثقافة بلحج، وقد أوصى بنقل جثمانه إلى لحج من منزله المتواضع بالمخزن بأبين، الذي انتقل إليها من لحج هو وأسرته قبل عدة سنوات.
وقد شاركنا الفنان الراحل بشير ناصر في الكثير من الجلسات واللقاءات والأعراس والاحتفالات، وكنت شخصيا أشكل معه ثنائيا فنيا في تلك الاحتفالات، كما شاركنا في السهرات التلفزيونية والتسجيلات الإذاعية، وقد أبدع منذ بداية مشواره، في أداء العديد من الألوان الغنائية، كما يعود له الفضل في إعادة توثيق معظم أغاني التراث اللحجي بصوته وبأصوات فنانين آخرين، حينما تحمل قيادة أول فرقه موسيقية لمكتب الثقافه م.لحج، وهو من الأوائل الذين وثقوا لإذاعة وتلفزيون عدن الأغنية القمندانية الشهيرة: (وانا احبك ياسلام) بمصاحبة فرفة الحوطة اللحجية،كما سجل أعمالا أخرى لتلفزيون عدن (أبيض أسود)في أوائل السبعينات مع فرقة الحوطة والفلاح التي كان يقودها زميله الفنان الراحل هادي سعد شميلة، ومنها نتذكر:
( القمر كم بايذكرني)
(في نصيف الليل) وغيرها، ومن المهرجانات كذلك:(ياورد ياكاذي) (على المحبين شني)(وانا احبك ياسلام) وغيرها.
أصوله حضرمية ووالدته هندية، تربى وعاش منذ طفولته في لحج، حيث ارتوى من فنونها وإبداعاتها، حتى صار أحد مبدعي لحج وهاماتها الذين نفخر بهم إبداعا وطربا وارتقاء وحفاظا على أصالة وفنون لحج، كما كان رقما جميلا في عزفه على آلتي الكمان والعود، حيث كان متمكنا من أداء معظم الألوان والفنون الشرقية الأصيلة، استقل بموهبته الفنية، وتغنى بالجديد من ألحانه ومن ألحان غيره، ولم يكن أنانيا، حيث شجع معظم الموهوبين، وممن تغنى بأعمالهم، نتذكر أنه حفظ وتغنى بألحان زميله الفنان هادي سعد شميلة، التي لكم تمنينا أن يوثقها لروعتها، ومنها(ياجميل) (سال دمعي) ( احبك واكرهك)(رحبوا بالعروس) التي أداها أيضا مهدي درويش وغيرها، كذلك شكل ثنائيا جميلا مع الشاعر عبدالله الشريف في كثير من الأعمال، ومنها شهيرته (بكره لما بايجي محبوبي من السفر.. باشله وباخطفه وباخبيه عن البشر.. باقله تعال يامتغيب علي سنة.. باضمه وباحظنه وباخبيه عن البشر.. إلخ).
كذلك (من قلبي هويتك أنا) التي تغنى بها زميله أحمد الشلن.. (مشتاق من قلبي لكم)(لما يعود الغائبين) وغيرها، كما تغنى من ألحان أحمد فضل ناصر (كلك عجائب يازمن)..(يارب شوه ذا النصيب) وغيرها، كما لحن وتغنى لمبدعين آخرين.
ذكرياتنا جميلة وكثيرة مع الفنان الراحل بشير ناصر، رحمة الله عليه، ونأمل أن يتم تكريمه من خلال إعادة أعماله الغنائية، وتقديم كتيب عن حياته ومشواره الإبداعي، حيث خدم الحركة الفنية والإبداعية، وقدم معظم الروائع التي ضاع معظمها من مكتبات الإعلام.
ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.
أحمد فضل ناصر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى