الفنان القدير عبدالله مقادح.. شاعرا وملحنا ومطربا.. المقادح.. مدير فرقة الفنون الشعبية بمعاش 24 ألف ريال وأغانيه منهوبة

> غلام علي

> عبدالله مقادح، هو الشاعر الأبيني، والفنان المتعدد المواهب، والقدرات، صار يشكو ويندب حظه العاثر، بعد السطو على أعماله الفنية، واغتصاب ملكيته الفكرية والأدبية، بعد أن أصبحت حقوقه الأدبية والفنية في مهب الريح ولسان حاله يقول:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهندِ
آه يا وطن.. ما أصعبك في هكذا أوضاع، قدر مكتوب أعشقك، وفيك أموت وأذوب..!
وتسألني لماذا تهجر الطيور أعشاشها! وتتساقط معاني القيم الإنسانية قرابين على مذابح الحرية! وكيف تموت الدمعة في الأحداق، وتنتحر الأحلام وترتحل الأشواق!
هو عبدالله محمد عوض مقادح، من مواليد 1949م زنجبار، متزوج وأب لبنتين وثلاثة أولاد،
موظف بمكتب الثقافة محافظة أبين/ مدير فرقة الفنون الشعبية (الرقص)، بمعاش شهري قدره أربعة وعشرون ألف ريال، لا تفي بشراء (جونية رز).
في الستينات بدأ محاولاته الأولى بكتابة المنولوجات.. الساخرة.. كما كتب الديالوج، وهو حوار غنائي بين اثنين (دويتو).
وفي مطلع السبعينيات كانت بداياته الأولى، وباكورة أعماله الغنائية (ليه يا بوي) كلمة ولحنًا، وغناء الفنان دحان:
أنت السبب في هيامي
أنت السبب في ضناي
أنت السبب في ملامي
أنت السبب في شقاي
عذبتني ليه يابوي
حيرتني ليه يابوي
ليه تمر جنبي ولا حتى ترد السلام
المقادح شاعرا ومغنيا
يتفرد المقادح عن زملائه بغزارة إنتاجه الشعري الغنائي، كما أبدع في صياغة وتقديم فن الديالوج والمونولوج الشعبي. ومن أشهر أعماله الغنائية:
- لما متى يا قلب محروم من دنياك.. كلماته وألحانه، وغناء دحان، أحمد محمد عبدالله (شوقي)، محمد يسر وآخرين.
- حبايب لقلبي جيت باجبركم، كلماته وألحانه، وغناء دحان وعلي العطاس، صاحب (حبايبي رحلوا).
- عيونك شاغلة قلبي، كلماته وألحانه وغناء دحان وعلوي فيصل علوي.
- عيد الأعياد (وطني)، كلماته وألحانه، وغناء عوض دحان.
- أنت السبب في هيامي (ليه يابوي)، كلماته وألحانه وغناء عوض دحان.
- اتجابروا ياناس، كلماته وألحانه، وغناء الفنان عوض أحمد.
- الوعد كالرعد وإن جاد كالمطر، كلماته، وألحان غلام علي، وغناء رايد الهدار.
- ما على العاشق ملام، كلماته وألحانه، وغناء عوض دحان.
- حيا بك وحيا بالذي جابك، كلماته، وألحان وغناء عوض دحان.
- الزعل ذا على أيش.. أنت في الشرج ساكن وحنا جنبك في الديس، كلماته وألحان، وغناء محمد علي ميسري.
- يا زمن فيك العجائب، كلماته، وألحان وغناء عوض دحان.
- قالوا الزمن عياب، كلماته، وألحان غلام علي، وغناء رايد الهدار.
- باب منه ريح سده واستريح، كلماته، وألحان غلام علي، وغناء عثمان علي سعد.
- ياحصن بامهدي وشرحان، كلماته، وألحان تراث أبيني، وغناء محفوظ سيلان وأحمد عبادي وامضلام.
- عاد لك في القلب ذكرى، كلماته، وألحان غلام علي، وغناء عثمان علي سعد.
نماذج من أعماله الفنية التي غناها بصوته
- لما متى ياقلب محروم من دنياك
ذي كان فيها سلاك.. وكل شيء كان يهناك
ذي كنت عايش معاه اليوم قد جازاك
أسقاك كأس الهلاك اليوم قفى وخلاك
- عيونك شاغله قلبي
صراحة وليش باخبي
ولما تمر من جنبي
يزيد الشوق يلعب بي
ترفق بي ترفق بي
لأن الذنب مش ذنبي
كله سبب عيني هي اللي بلت قلبي
- يا زمن فيك العجائب
يازمن مالك أمان
يازمن فيك الغرائب
كل مخفي فيك بان
- نظرتك فيها كلام نظرة حلوة ياسلام
نظرة خلتني أعيش بين أمواج الهيام
- كرهتك بين كل الناس
لأنك مالديك إحساس
لأنك ما تصون الحب
ولا في الحب لك إخلاص
خلاص قلبي قنع منك
وكاسك لم يعد لي كاس
وتعذيبي الذي سيته
كرهتك بين كل الناس
وشهد شاهد من أهله
والمقادح ما انفك يغرد خارج السرب، وهو محق كل الحق في دعواه بقوله:
بشتكيهم إلى الله
يبتليهم بغيري مثلما ابتلوني.
وقد غنى له العديد من الفنانين اليمنيين والخليجيين، وعن أغنيته (ياحادي العيس) التي تم السطو عليها من قبل الفنان البحريني، خالد الملا، كما قال عنها الكاتب والأديب السعودي إبراهيم مفتاح 27 / 7 / 2011 في سلسلة مقالاته ودراساته النقدية عن (الأغنية اليمنية التي تجرأوا عليها)، معللا بذلك شحة الإمكانيات والموارد المالية، وضعف الإعلام اليمني، وقد صب جام غضبه على الفنان البحريني (خالد الملا)، بسبب جراته وسرقته أغنية (ياحادي العيس)، للمقادح، كلمات ومن تلحين الفنان الراحل محمد علي ميسري، دون الإشارة إلى موطنها الأصلي، دلتا أبين الإخضرار (أبين الحب والخير والعطاء المتجدد).. ومما قال:
“كنا وآباؤنا وأجدادنا نستمع إلى أغاني جنوب الجزيرة العربية، على أسطوانات جعفرفون، طه فون، ومستر حمود، عندما كانت عدن درة المدائن وبيروت الشرق، منارة العلم والتنوير والتحضر والمدنية، قبل أن تطالها أيادي العبث، وتعيث فيها الفساد، ويتم السطو على كنوزها وموروثها الغنائي، ومنها أغنية (شي معك لي أخبار) من كلمات شاعر مدينة أبين عبدالله مقادح، وألحان وغناء فنان أبين أيضا محمد علي ميسري، رحمة الله عليه. كما تتجلى وتظهر بوضوح السرقة الفنية ذات الصبغة اليمنية، عند إفراغها (من) نكهتها ولهجتها (اليمنية الأصل والمنشأ)، حيث إنه من المستحيل أن تسمع خليجيا يقول لك: شي معك لي أخبار) ؟ شي عيشة؟ شي صرفة؟
مما يدل قطعا على أنها محلية الماركة والتسجيل”.
ويقول الأديب السعودي: “كيفما كانت المحاولة لتجريدها من عمامتها اليمنية، وإلباسها عقالاً خليجيًّا تفضحك الكلمات والمفردات.. وبتقديرنا فقد أخفق كثيرا فناننا القدير خالد الملا وخانه ذكاؤه، من حيث لا يشعر، عندما نسب السويداء كمنطقة أو قرية بحرينية وبها دار وأطلال المحبوب:
في السويدا لهم دار
عامرة بالأحاسيس.. داخله غرقوني.
حيث جاء في البيت الشعري وفي هذا السياق كـ(تورية) تحمل
معنيين، قريب وبعيد، الاولى كمنطقة يمنية ذائعة الصيت، والثانية بمعنى القلب (الفؤاد)، أي المكانة الرفيعة وسمو المقام التي يتموضع بها المحبوب في قلب المحب.. إذا نحن الآن.. أمام أكثر من قضية، قضية سطو على الكلمات واللحن والغناء، وقضية سلب ملكية أصحابها
الحقيقيين، وقضية تجنّي و إفساد شاعرية الشاعر وشاعرية الكلمات، وتحريف المعاني الأصلية وقضية ذكريات جغرافية المكان ومراتع الهوى والصبا. فالشاعر مقادح يقول:
شي معك لي اخبار
قلي واحادي العيس
لا تخيب ظنوني
كيف شفت المكلا
والحبايب في الديس
عاد شي يذكروني
ويقول خالد الملا:
ما معاكم خبر زين
يارسول السلامة
لا تخيب ظنوني
باسألك عن البحرين
كيف أهل المنامة
عادهم يذكروني
وكذلك:
في بعاد الأحبة شوف كثر الهواجيس
كثرت من ظنوني
ذكريات المحبة في خيالي محابيس
ليتهم يفهموني).
ويضيف الكاتب السعودي الأديب إبراهيم مفتاح:
(الذي يجعلني أسيء الظن بأن البيتين ليسا من كلام أو شعر خالد الملا، هو أن لهجتهما يمنية حضرمية واضحة لا تخفى على القاريء الفطن).
وآه.. آه يابلد!
السؤال المستفز والذي يطرح نفسه ولم يجد إجابة شافية (إلى متى؟) ونحن كثيراً ما نجيد التنظير والتفلسف، وبعد أن أخذ اتحادنا الموقر (اتحاد الفنانين) إجازة سريرية، وراح في سبات عميق، كيف يمكن استعادة هذه الدرر إلى موطنها الأصلي (الوطن الأم)..قد يقول قائل.. بانتزاع قرار من المحكمة القضائية أو هيئة المصنفات الإبداعيه.. سؤال مشروع وبحاجة إلى إجابة شافية، حتى يُشفى غليل فناننا الكبير عبدالله مقادح، وحتى يهدأ قليلا أنين قلب الفنان المتألق نايف عوض، بعد السطو على أغنيته (حبيب قلبي هجرني) من قبل بلقيس أحمد فتحي.
بقي أن نشير إلى أن الفنان الكبير، مدير فرقة الفنون الشعبية، متقاعد حاليا بمعاش شهري قدره (24 ألف ريال).
وآه.. آه يا بلد!.
غلام علي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى