نجوم الكرة بين الأداء المتذبذب والثابت

> الكابتن شريف فوز

> كثيراً ما تتعالى أصوات انتقادات الجمهور المتابع للمباريات في ملاعب الكرة، أو أمام شاشات التلفاز لطريقة لعب بعينها ، أو بسبب تذبذب مستوى أداء اللاعبين بين مباراة وأخرى أو شوط وآخر ، أو لأداء لاعب ما ،
ولا يخلو الأمر عادة من إطلاق التعليقات الساخرة أو حتى السباب والشتائم لهذا المدرب أو ذاك، لإصراره على إشراك لاعب بعينه كان قد أخفق في أداء دوره التكتيكي، أو أنه قد ظهر دون مستواه في أكثر من مباراة ويفاجأ الجمهور، بإشراكه مرة أخرى، وبإصرار غريب، من قبل المدرب أو الطاقم التدريبي ، دون إبداء أي تفسير أو أسباب لهذا الإصرار.
والحقيقة التي قد لا يعرفها الجمهور هي أن المدرب أو المدير الفني لأي فريق، هو الوحيد الذي يمتلك كامل الصلاحيات في اختيار هذا اللاعب أو ذاك ، ليلعب هذه المباراة أو تلك لأنه الوحيد الذي يعلم بجهوزية لاعبيه لخوض المباريات ، كما أنه هو من يتحمل مسئولية ذلك ، فأين هي المشكلة، إذا كان هذا اللاعب يظهر أثناء التدريب نجماً متألقاً ، وفي المباريات يكون قزماً في أدائه، والسؤال الذي يبرز الآن هو : لماذا يتذبذب مستوى أداء اللاعب بين التدريب والمباريات .. ولماذا لا يتسم أداؤه بالثبات؟
وإذا ما أمعنا النظر في دلالات هذا التعريف فإنه يدعونا إلى محاولة فهم أسباب هذا التذبذب وعدم ثبات المستوى، وعليه يجب علينا فهم السمات الشخصية للاعب وصحته ولياقته الذهنية، ولياقته البدنية، وروحه القتالية وكيفية مواجهته الخصم والجمهور ومستوى التوازن الانفعالي عنده وقوة تركيزه وتمكنه من استخدام مهاراته أثناء اللعب، ومدى حسن تعامله مع الخصم والحكم والجمهور، ومقدرته على استيعاب فكر المدرب ومدى امكانياته في تنفيذ الخطة ، وتحليه بصفة إنكار الذات من أجل مصلحة الفريق.
إن تهيئة اللاعب تهيئة نفسية سليمة ومحاولة فهم وتفسير كل شاردة وواردة لسلوكياته اليومية البسيطة ، هي أهم ما يمكن للمدرب القيام به تجاه لاعبيه لتحقيق الأهداف المرجوة والتي تأتي في صلب علم النفس الرياضي علماً أنها حاجة ملحة في العمل الرياضي، لأن الركون إلى تحري علامات اللياقة البدنية والمهارية فقط خلال التدريبات لهو أمر يؤدي إلى احتراق النجوم وإفساد المواهب.
* مدرب ناشئة وشباب نادي التلال
الكابتن شريف فوز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى