بوتين رئيسا حتى 2024 والمعارضة تندد بحدوث تزوير

> موسكو «الأيام» ا.ف.ب

> حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزا قياسيا في الانتخابات الرئاسية ليبدأ ولاية رابعة لست سنوات لكن قادة الغرب لم يسارعوا لتهنئته أمس في اوج التوتر بين الطرفين، فيما نددت المعارضة بحدوث تزوير في الاصوات.
وبوتين الذي حكم روسيا على مدى عقدين تقريبا، سجل افضل نتيجة ينالها في انتخابات بحصوله على 76,66 بالمئة من الاصوات في الاقتراع الذي جرى الاحد لكنه بدا رافضا لفرضية البقاء في السلطة لفترة غير محدودة.
وتم الإبلاغ عن تجاوزات انتخابية أقل من السنوات السابقة، وقالت بعثة مراقبة منظمة الأمن والتعاون في اوروبا إنه رغم أن الانتخابات شابها غياب “المنافسة الحقيقية”، إلا أنها جرت بشكل جيد.
وتحدثت المعارضة عن تزوير اصوات لكن مؤيدي بوتين قالوا ان الضغوط الغربية على بوتين بما في ذلك اتهامات بريطانيا بتورطه في قضية الجاسوس الروسي السابق الذي تعرض للتسميم في انكلترا والحظر المفروض على المشاركة الروسية في الالعاب الاوليمبية بسبب أزمة التنشط، دفعت بالروس الى الالتفاف اكثر حول رئيسهم.
*أطول مدة حكم منذ ستالين
وبوتين الذي يبلغ من العمر 65 عاما امضى منها اكثر من 18 عاما في السلطة، سيبقى بذلك رئيسا لولاية رابعة لروسيا حتى العام 2024 على الاقل، وهو يعتبر الرئيس الذي امضى اطول فترة في الحكم منذ ستالين. لكنه استبعد البقاء رئيسا مدى الحياة.
وقال للصحافيين مساء أمس الأول ردا على سؤال حول ما اذا كان سيترشح مجددا للرئاسة “هل سابقى هنا حتى ابلغ المئة عام؟ كلا”.
وكان بوتين اكد بعد اعلان فوزه مساء أمس الأول قرب الكرملين انه يرى في هذه النتيجة “الثقة والأمل لدى شعبنا. سنقوم بعمل كبير في شكل مسؤول وفاعل”. واضاف “ارى في ذلك امتنانا لانجاز كثير من الامور في ظروف بالغة الصعوبة”.
خاض بوتين الانتخابات في مواجهة سبعة مرشحين لكن ابرز معارض للكرملين اليكسي نافالني منع من المشاركة في الانتخابات لاسباب قانونية.
وارتياح بوتين خلال القاء خطابه يتناقض مع ليلة الانتخابات عام 2012 حين اعلن فوزه متأثرا، تزامنا مع تظاهرات ضخمة ضد عودته الى الكرملين.
*"الشكر لبريطانيا"
واعتبر المتحدث باسم حملة بوتين الانتخابية اندريه كوندراشوف أن نسبة المشاركة التي جاءت أعلى من 67 بالمئة أعلى بثماني إلى عشر نقاط مما كان متوقعا، قائلا “يجب شكر بريطانيا على هذا الامر” مضيفا “لقد قاموا بزيادة الضغط علينا حين كنا بحاجة لتعبئة صفوفنا”.
وقالت رئيس اللجنة المركزية للانتخابات ايلا بامفيلوفا “الكثير من القادة الاجانب، لن أقول اسماءهم، قدموا اسهاماتهم”، وتابعت “شعبنا دائما يتحد في الاوقات العصيبة”.
وكتب عضو مجلس الاتحاد اليكسي بوشكوف في تغريدة ان “تشويه صورة بوتين في الغرب، ادى الى اثر عكسي في روسيا”.
وفي شبه جزيرة القرم حاز بوتين على أكثر من 92 بالمئة من الأصوات بعد اربع سنوات على قيام روسيا بضمها من اوكرانيا.
ومعظم الناخبين الذين تحدثوا لوكالة فرانس برس قالوا انهم صوتوا لبوتين رغم عدة مشاكل مثل الفقر وسوء نظام الضمان الصحي لكنهم اشادوا بسياسته الخارجية.
وتواجه روسيا عزلة متزايدة بسبب تدخلها في اوكرانيا وسوريا كما تخضع لسلسلة عقوبات اميركية جديدة بسبب قضية التدخل في الانتخابات الرئاسية الاميركية عام 2016.
ومع الاستعدادات للانتخابات، اندلعت ازمة جديدة مع الغرب بعدما وجهت بريطانيا الاتهام لبوتين في تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال بغاز اعصاب عسكري.
*أجواء احتفالية
وعمدت السلطات الروسية الى تشجيع الناخبين للمجيء والادلاء باصواتهم عبر تنظيم مسابقات ومهرجانات احتفالية وحفلات ترفيه للاطفال في مراكز الاقتراع.
وكتبت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا “الناس ذهبوا الى مكاتب الاقتراع في اجواء احتفالية برفقة اولادهم كما كان يحصل في الايام السابقة” في الحقبة السوفياتية.
لكن موظفين في شركات حكومية وخاصة وطلاب قالوا إنهم ذهبوا للتصويت بسبب ضغوط أخرى.
وخلال حملته الانتخابية، شدد بوتين على دور روسيا كقوى عالمية عظمى، متفاخرا بأسلحتها النووية الجديدة “التي لا تقهر”.
ويقول محللون إن بوتين استغل التوتر مع الغرب لحشد الدعم له، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي سيستغل التفويض القوي الجديد لفرض اجراءات عقابية أكبر بحق المعارضين.
وقال المحلل السياسي كونستانتين كالاشيف إن الرئيس الروسي “يريد أن يظهر أن هناك القليل من روحية بوتين في كل روسي”.
*انتخابات "زائفة"
بحسب اللجنة المركزية للانتخابات بعد فرز 99,8 % من الاصوات فان بوتين نال 76,67 بالمئة متقدما بفارق كبير على منافسه الابرز مرشح الحزب الشيوعي بافل غرودينين الذي نال 11,79 %.
ونال القومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي نحو 5,66 % ومقدمة تلفزيون الواقع السابقة كسينيا سوبتشاك 1,67 % فيما نال السياسي الليبرالي غريغوري يافلنسكي اكثر من 1 % من الاصوات.. لكن المعارضة الروسية ومنظمات غير حكومية تددوا بالاف التجاوزات في الانتخابات الرئاسية أمس الأول وخصوصا نقل ناخبين في حافلات من جانب الشرطة وتهديد مراقبين وحشو صناديق بهدف رفع نسبة المشاركة في اقتراع فاز فيه فلاديمير بوتين.
وقالت بعثة مراقبة منظمة الأمن والتعاون في اوروبا إن الانتخابات تمت في “على نحو منظم” لكنها انتقدت المخالفات المرتبطة بسرية التصويت وغياب الشفافية فيما يتعلق بفرز الأصوات.
وذكرت أن “معظم المرشحين اعربوا علنا عن تأكدهم أن الرئيس الحالي سيفوز في الانتخابات”.
وقال المعارض نافالني إن فريقه يخطط لتنظيم احتجاجات دون أن يقدم مزيد من التفاصيل.
وكان المعارض الذي منع من المشاركة في الانتخابات لاسباب قضائية، حض أنصاره على مقاطعة الانتخابات “الزائفة” وأرسل 33 ألأف مراقب للتأكد من اختلاف نسب المشاركة التي اعلنتها السلطات عن تلك سجلها المراقبون.
*روسيا "شريك صعب"
بين القادة القليلين الذين هنأوا بوتين حتى الان الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي تولى لتو ولاية ثانية فيما مهد البرلمان الصيني الطريق امامه للبقاء رئيسا مدى الحياة.
وقال الرئيس الصيني في رسالة إن العلاقة بين الصين وروسيا “في أفضل مستوياتها التاريخية”.
واضاف “ان الصين مستعدة للعمل مع روسيا لمواصلة دفع العلاقات الصينية الروسية (وتعزيز) السلام العالمي”.
وهنأ الرئيس الايراني محمد روحاني بوتين على “فوزه الساحق” وتعهد تعزيز العلاقات الثنائية.. كما هنأه الرئيس السوري بشار الاسد معتبرا ان اعادة انتخاب بوتين “نتيجة طبيعية” لادائه “المتميز”.
ووجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الامير محمد بن سلمان ايضا التهاني للرئيس الروسي.
وقال متحدث باسم المستشارة الألمانية الاثنين إن انغيلا ميركل ستهنئ بوتين على إعادة انتخابه في رسالة ستثير فيها أيضا “التحديات” في العلاقات بين البلدين.
وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن روسيا “ستبقى شريكا صعبا” واضاف إن إعادة انتخاب بوتين لا يمكن وصفها “بالمنافسة السياسية النزيهة”.
بدوره، هنأ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بوتين بإعادة انتخابه في اتصال هاتفي أمس.
في اميركا اللاتينية، هنأ رئيسا فنزويلا وبوليفيا بوتين على فوزه “الساحق”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى