> يقولونَ إنني كبرتُ يا أمي بيد أننا وحدنا من لا ندرك ولانصدق ذلك..!
مازلتِ تمرينَ عليّ وأنا نائمة تغطيني لتطبعي قبلةً على جبيني ثمَّ تعودينَ لتكملي نومك.. وأنا مازلتُ أضع لحافي بجانبي متيقنة أنكِ ستأتي وتغطيني به.
مازلتِ يا أمي تستيقظينَ قبلي صباحًا تعدي الفطور ثمَّ تنادينَ علينا فردًا فردًا ومازلتُ أتظاهر بالنوم إلى أن أسمع صوتكِ القادم من الجنة !
مازلتِ حتى الآن تنتظرينَ خروجي من الحمام لتعطيني المنشفة خشية البرد ومازلتُ أتناساها حتى أجدكِ بانتظاري.
مازلتِ حتى الآنَ يا أمي تسرحينَ شعري وترفضينَ أن أقصه ومازلتُ حتى الآن أسألك : أي تسريحةٍ أفضل؟
هل تسمحينَ لي بقصِّ شعري ؟
كيف يقولون يا أماه أني كبرت وأنتِ مازلتِ حتى الآن تراضينني بقطعة (شوكولا) وقبلة.. وأنا مازلت أحزن كلما خرجتِ من دوني !
كيف يقولونَ أني كبرت وأنتِ حتى الآن تقولينَ لصديقتي عند خروجنا (انتبهي عليها) ومازلتُ حتى الآن أقول لصديقتي: حاولي إقناع أمي !
يقولونَ إني كبرت يا أمي ومازالت تغريني الفساتينُ المنفوشة وغزل البنات والبالونات الملونة والرقص على أغاني الأطفال والقفز عاليًا واللعب والجري من دونِ أن يغضبكِ هذا أو يجعلكِ تصرخين بوجهي: كفاكِ إيمان لقد كبرتِ؟
أماه.. هأنذي في الثالثة والعشرينَ من عمري ومازلتُ طفلةً شقية كما ترين.. فهل نسيني الكبر أم إنني عالقةٌ في الطفولة!
إيمان خالد