سكنها اليهود والمسيحيون.. قراقش منطقة تحكي حقبا من التاريخ بجحاف الضالع

> تقرير وتصوير/ طــــه منصــــر

> تعتبر منطقة قراقش بعزلة جحاف من أهم المناطق الأثرية والتاريخية، فقد سكنها اليهود والمسيحيون والمسلمون معا، وواصل الأخير البقاء فيها حتى اليوم.
حيث يعود تاريخ هذه المنطقة إلى مئات السنين، وتشتهر المنطقة بمدرجات زراعية تزرع عددا من محاصيل الحبوب في مواسم الأمطار، نظرا لشحة مياه الآبار، كما توجد في المنطقة معالم وآثار وأدوات صناعية قديمة كان يستعملها اليهود قديما في صناعة الذهب والفضة والغزل والنسيج، باعتبارهم أول من سكنها.
مسحقة قديمة كانت تستخدم لسحق الذهب قبل صهره ووعاء صغير مصنوع من الأحجار كان يستخدم لصهر الفضة انذاك
مسحقة قديمة كانت تستخدم لسحق الذهب قبل صهره ووعاء صغير مصنوع من الأحجار كان يستخدم لصهر الفضة انذاك

*كتب التوراة مخطوطة باللغة العبرية
خلال جولة لـ«الأيام» في المنطقة وجدنا بعضا من كتب التوراة مخطوطة باللغة العبرية، بالإضافة إلى كتب أخرى، وتم التعرف على أوان منحوتة من الأحجار، كانت تستخدم في سحق الذهب وتصنيعه، وكذلك في صناعة الفضة، وهناك مغازل خشبية كانت تستعمل في غزل الملابس، وصناعة السجاد والمعاجر (حزام نسائي من الفضة)، إضافة إلى المحداد، وهو عبارة عن آلة قديمة كان يستعملها اليهود في صناعة الحديد.
*مبنى الكنيسة وديار اليهود القديمة
وما يميز قراقش هو مبنى الكنيسة الذي تحول بعدها إلى مسجد، ولازالت بعض الجدران والنقوش واضحة عليه من الداخل والخارج حتى اليوم.
وهناك ديار قديمة سكنها اليهود والمسيح، حسب روايات مواطني قراقش الكبار في السن نقلا عن آبائهم وأجدادهم الذين تناقلوا تلك الأحداث من جيل إلى آخر، وتوجد بالقرب من منطقة قراقش قرية اسمها (الموقبة) تشتهر بمسجدها الأثري والديار الأثرية القديمة، وتوجد وسطها قلعة كبيرة آيلة للسقوط، حيث قام الأهالي بتكسير أجزاء منها، خوفا من سقوطها فوق منازل المواطنين.
بعض الحلي المهشمه التي كان يستخدمها نساء اليهود انذاك
بعض الحلي المهشمه التي كان يستخدمها نساء اليهود انذاك

*واقع التعليم في قراقش
وانتقلت «الأيام» من موقع الآثار السياحية إلى واقع التعليم في قراقش، وعرجت إلى مدارس العباس الأساسية والثانوية ومدرسة أروى للبنات للصف السادس ابتدائي، لنقل بعض آراء المواطنين والمعوقات التي يواجهونها، وقد خرجت بالحصيلة الآتية:
فيصل عبدالله مسعد، شخصية اجتماعية في المنطقة ويهتم بالتاريخ القديم، كان دليلنا السياحي في منطقة قراقش جحاف الذي تحدث قائلا: "أحتفظ بعدد من كتب التوراة والكتب اليهودية والمسيحية القديمة، إضافة إلى بعض الأحجار المنحوتة التي كانت تستخدم في صناعة الذهب والفضة ومغازل نسيجية، وكذلك بعض المعادن الفضية، وهذه تعتبر كنزا ثمينا يتحدث عن تاريخ أجدادنا ومناطقنا".

أما الحاجة نعمة مسعد الذيب فقد تحدثت عن تاريخ هذه المنطقة وقالت: "إن اليهود سكنوا هذه المنطقة قبل مئات السنين، حسب روايات الآباء والأجداد آنذاك"، مطالبة الجهات الحكومية والمختصة بـ "ترميم تلك البرك التي عجز المواطنون عن ترميمها، للاستفادة منها في حياتنا، كون ظروف المواطنين صعبة ولا يستطيعون ترميم هذه الأماكن".
مغازل خشبية كانت تستعمل في صناعة السجاد والملابس
مغازل خشبية كانت تستعمل في صناعة السجاد والملابس

بدوره مدير مدرسة أروى للبنات، محمد مثنى عبيد، وصف حال المدرسة بالمتردي، وقال: "نعاني نقصا في الكتاب المدرسي في الصفوف الأساسية، بالإضافة إلى الأثاث المكتبي، وعدد من الوسائل التعليمية، ونأمل من الجهات ذات الاختصاص القيام بتوسعة المدرسة إلى الصف التاسع الأساسي".
المعلم عارف خالد مسعد يقول: "المختبر العلمي العملي لثانوية العباس تم تدشينه عندما قمنا بجهود ذاتية بتوفير الأدوات الأولية لتطوير العملية التعليمية، ونتمنى من مكتب التربية بالمحافظة والخيرين والمنظمات الدولية دعم ثانوية العباس في كل النواحي التعليمية".
أما عبدالله أحمد عبده، مدرس بثانوية العباس، ناشد المنظمات الداعمة والخيرين "دعم المختبر العلمي الذي يحتوي على عينات قليلة من الأحماض والمحاليل الكيميائية، حيث أن المختبر يعاني نقصا في الأجهزة المختبرية والأوعية المعدنية والزجاجات الخاصة بالفحص المختبري".
تقرير وتصوير/ طــــه منصــــر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى