قطة سعيد عولقي والريال اليمني أيهما أفضل؟

> عبدالله عبده سعد

> عندما قمت بنبش بعض الصحف القديمة وجدت صحيفة «الأيام»، فوجدت فيها مقالا كتبه الأديب والصحفي الكبير ومؤلف مسرحية التركة، سعيد عولقي، في الصفحة الأخيرى من صحيفة «الأيام» الغراء الصادرة في العدد 5336 بتاريخ 27 فبراير عام 2008م، تحت عنوان "ذبح المستهلك بلا قبلة"، حيث يقول: "لما يكون لكل بضاعة سعر، ولكل سلعة مواصفات من نفس النوع والمنشأ واللون والتغليف ومستوى الجودة والرداءة، حسب كل نامونة، ما فيش فرق أبداً بين المتشابهات، يمكن أن يعتد به، وما فيش أي فرق غير أنها تباع في كل مكان بسعر يحدده البائع ومن خلفه سلسلة من الوسطاء إلى أن تصل إلى آخر سلسلة عند باب مخزن التاجر، وعند كل دورة إنتاجية أو استيرادية يلحقها بفاتورة لسحب ما بجيوب المستهلكين دون مراعاة ظروف الناس".
وما أشبه الليلة بالبارحة، وها نحن المستهلكين اليوم يتم ذبحنا بلا قبلة، من قبل التجار الموردين الكبار خاصة، وتجار الجملة عامة، لقد رفعوا أسعار المواد الضرورية، متذرعين بارتفاع الدولار، وأصبح الغلاء فاحشا يطعن المستهلكين بلا رحمة، ومازالت الأسعار في تصاعد مستمر، والحكومة الشرعية المغتربة برمتها (أذن من طين وأذن من عجين)، وكأن الأمر لا يعنيها ولا معاناة الناس لا من قريب ولا من بعيد، وراتب العمال ما زالت محلك سر، وخاصة المتقاعدين العسكريين والمدنيين الذين يعانون أكثر من غيرهم، لتدني رواتبهم التقاعدية، والتي تقدر بـ 28 ألف ريال.
ماذا يشترون بهذا المبلغ الحقير والغلاء نار، والريال اليمني أصبح مثل قطة سعيد عولقي التي تعثرت وسقطت من رابع دور ووقعت على رأسها فوجدت نفسها، ولما فاقت وجدت نفسها فاقدة الذاكرة وراحت تمشي وتترنح، وتقول هل أنا هاوو ولا مياوو، نسيت المسكينة إن كانت كلبة أو قطة، وهذا حال الريال اليوم بعد أن وجهت إليه العملات الأجنبية الصفع والركل، فوقع أمامها، وعندما سقط وقع على رأسه وأصبح فاقد الذاكرة، ويردد ما قالته قطة سعيد عولقي، يقول: "هل أنا شلن صومالي أم ليرة سورية أو ريال يمني".
فازداد جشع التجار كبيرهم وصغيرهم، ورفعوا الأسعار لكافة المواد الضرورية دون مراعاة للظروف المعيشية التي يعاني منها المستهلكون من جرى ارتفاع الأسعار، مستغلين غياب الحكومة الشرعية، وما أشبه الليلة بالبارحة.
عبدالله عبده سعد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى