عدن لن تموت وستظل شامخة

> حسين فروري

>
حسين فروري
حسين فروري
مازلت أمارس هواية الحلم ولن أفقد الأمل، ولدي قناعة تامة أن كل شيء سيتغير للأفضل، فرغم الآلام التي يكابد مُرها أبناء عدن والمآسي الجاثمة والأوضاع المزرية التي يعانيها أبناؤها، ورغم الحرب لم ولن أفقد الأمل، لأن القادم، بإذن الله، أجمل، وبعد العسر يسر، وإن عدن باقية والأشخاص زائلون.. عدن التي تركت في القلب غصة وفي العين دمعة وفي العقول والألباب ذكريات لا تمحى.
كلنا نجزم أن هذا الحلم سيتحقق قريبا وربما سيتأخر، قد يضعف البعض من أبنائه وقد ينهبه البعض، وقد يغض منه البعض، وقد تنهشه كلابه المسعورة وتلدغه الأفاعي الميليشاوية، وتؤلمه وتبكيه أبناؤه المعاقون الذين يزعزعون أمنه واستقراره، ورغم ذلك تبقى عدن إلى الأبد موطني، وموطني لن يموت، فالتاريخ والوقائع والشواهد تثبت عظمة عدن، وهي القدر الذي في قلوبنا ووجداننا شعلة ونور ننطلق من خلالها جميعاً نحو العطاء والتنمية.
كلنا تعلمنا من عدن، وكلنا أخذنا نصيبنا من حنانها منذ كنا طلابا على مقاعد الدروس، وحفظنا عدن كما حفظنا فروضنا الدراسية، كتبنا آلاف الكلمات وخطت أقلامنا عشرات المقالات هنا وهناك، لكن الكتابة عن وطن بوزن عدن وهامة بارتفاع جبل شمسان وتاريخ محفور في جدار السنين وحنايا الذاكرة لا ينساب حبرها بيسر وسهولة، لأن عدن أكبر من الكلمات وأرفع من أوصاف الدنيا.
لذا تتلبد في ذهني غيوم التعجب حتى أرى السماسرة والخونة والانذال وقطاع الطرق وعناصر التخريب يتغنون بالوطنية ويتشدقون بها، ويدعون الحب لعدن، وهم من أدخل عدن في نفق مظلم ويعملون ليل نهار لدفنها وتشييعها، ويريدون أن يطفوا نورها، لكن عدن ستبقى ساطعة شامخة ولو كره الحاقدون.
عدن ليست بحاجة لهذا العبث الممارس ضدها، والذي بدأ من لقمة العيش، مرورا بهشاشة الأمن وانتشار السلاح والمليشيات التي تشوه جمال وعظمة عدن.
نقولها للقاصي والداني إن عدن لن تموت، لأننا فتشنا عنها فوجدناها في الوجدان تعيش في جوانحنا، باقية في قلوبنا خالدة إلى الأبد، وهي التي تستحق كل التقديس والحب والتضحية والفداء مننا جميعاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى