علكـة الفتيـات

> ريم وليــد

> تدهشني فكرة الزواج السائدة بين بعض الفتيات، وكأنها علكة يمضغ عقولهن منها حلوه الذي ما يلبث أن ينتهي مذاقه.
عزيزتي إن الله حين أنعم علينا بالزواج لم يحصر تلك النعمة بما تلتفتين إليه من مغريات (شكل فستانك، لون باقة وردك، أفخم قاعة حفل، نوع رقصتك وزوجك، وشهر العسل)، فهناك أمور عميقة تكمن خلف ساعات الفرح التي لا تكفين عن تخيل نفسك بها، أمور عليك أن تتراقصي عليها بسلاسة مهما بلغ إيقاع الصوت اختلافًا، لأن الزواج من أهم خطوات حياة المرء، وأنت به ستضيفين إلى عالمك الذي اعتدته عالما جديدا مختلفا، عليك أن تكوني به أكثر واقعية وتبلغي من حد فهمه ما لا يجعلك عرضة للفشل في أول الطريق وتتشربي في معنى الكمال لله، ولاحظي أنني قد سبقت مصطلح الزواج في بادئ قولي بـ(أنعم علينا)، وهذا يعني أن تستشعري النعمة في كل الهم والرخاء، وذلك يكون بإدراكك إياه وإحساسك بقدره، كي لاتنزوي في عداد المتحسرات تذمينه وتضيقين الخناق بوصفك إياه، ولا أعني هنا أن جمال الحياة لا يكمن إلا بالزواج بل إن الجمال يكمن بكل شيء أُدرك جوهره، حتى الله المنزه من كل عيب، الذي لا يضفي أو ينقص عباده عليه شيئا لا يُعبد بالجهل.
وبعضهن يخفن أن يفوتهن القطار فيومئن بقبول كل من طرق بابهن أو كاللواتي حين يأنفن من لقاء شريك أحلامهن يَقبلن عند اليأس بمن كُنّ يرونه كابوسًا سيسلبها الحرية حتى من نومها، فذاك القطار أخواتي في الله لا أصل له، كون لا سنَّ محددة للزواج.
هاكن السيدة خديجة عندما تزوجت النبي عليه الصلاة والسلام لم تنظر للأمر من جهة المقارنة بينها وبينه.
لذلك عزيزتي، قبل أن يخطفكِ ضوء قد ينطفئ في أي لحظة، عليكِ أن تحرصي على إيقاد النور الذي سيظل يشع بفضلكِ وزوجك، من خلال عمل صادق أو علم ينتفع به، من خلال قطب إنشاء أسرة وتربية أولاد صالحين وكل ما فيه منفعة وخير، واعلمي أن الله جل جلاله لايبني نية الشخص إلا بما تخبئه سريرته.
وحتمًا عندما سيناظر بعضكما بعضا ستجدان شيئًا يستحق الابتسام، وكأنك الجنة التي خلق منها ذاك الجنة.
ريم وليــد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى