دور فيصل علوي مع الأغنية القمندانية

> احمد فضل ناصر

> تغنى الفنان المرحوم فيصل علوي، بمعظم الأعمال القمندانية، وأبدع كثيرا في إخراجها، نغما وأداءً، بروحانية لحجية فيصلية، أكسبها خصوصية خاصة به، وتميزًا وتفردًا بأدائها، حيث لم يقلّد أحدا من سابقيه، بل قلّد أداءه وعزفه، معظم الموهوبين ممن جاؤوا بعده، وخصوصا، موهوبو مرحلة الثمانينات وماتلاها، كما أنه أعاد تقديم معظم الأغاني القمندانية المجهولة الألحان بأسلوبه الخاص، وعمل على نشرها في كافة الاحتفالات، والمهرجانات والأعراس، والتسجيلات لشركات الإنتاج ووسائل الإعلام.
وقد استفاد كثيرا من معاصرته للرواد أمثال الفنان خالد الذكر فضل محمد اللحجي، والشاعر والملحن الفنان الراحل مسرور مبروك، والأستاذ عبدالله هادي سبيت، والأستاذ الفنان محمد سعد الصنعاني الذي حفظ الكثير من أعمال القمندان وتأثر غيره بأدائه لها، وعبده عبدالكريم والأستاذ المرحوم صالح دبا، (عم فيصل علوي) والفنان سالم عبدالله المولد، ومحمد عزيز الذي كان أبرز فرسان الدان اللحجي، وحسن إبراهيم القبيح، وصابور ناصر والحسيني، وكذا الأساتذة محسن أحمد مهدي وصالح نصيب وعيسى والدباشي وسعودي أحمد صالح الذي اجتهد كثيرا وابتكر المقدمات واللوازم الموسيقية لبعض الأعمال القمندانية، وأداها للإعلام بأسلوب راق، حيث تأثر الكثيرون بأداء هدا العلم الفني ونتدكر منها:
"غزلان في الوادي، ياذي تبون الحسيني وغيرها".
ولا ننس المسلسل الإذاعي القمنداني الذي أعده الأستاذ الشاعر المرحوم عبدالله هادي سبيت في أوائل السبعينات، حيث تغنى ووثق خلاله مهدي درويش أعمال القمندان بمصاحبة محمد علي الدباشي على العود، وتقديم الإعلامي المرحوم عبدالقادر سعيد هادي، وإخراج محمد محمود السلامي، تلك الوثيقة التي كانت مركونة في مكتبة إذاعة عدن، ولم يَُعد بثها لحجج واهية، وأعذار لا مبرر لها، كأنها مواد ميتة، والحقيقة لأنها عمل إبداعي تاريخي لحجي، وحينها كان بعض المتنفذين في الإعلام، لا يريدون الخير للحج وتراثها، حتى جاءت فترة حرب 94 التي كان فيها أيضا ضياع بعض الأعمال الغنائية والوثائق التراثية، ومنها اللحجية، وأكملتها حرب 2015م التي انتهت بسببها معظم الوثائق الإذاعية والتلفزيونية، حيث لم نعرف شيئا عن مصير تلك الوثائق اللحجية الهامة، عدا عند من لديهم التسجيلات الخاصة.
فيصل علوي كان له دور كبير في إعادة نشر الأعمال القمندانية شعبيا ورسميا، في الداخل منذ صعوده سلم المجد الفني، كما كان خير سفير للأغنية اللحجية، ومنها القمندانية، في رحلاته لمختلف دول العالم، وبالرغم من سطو القراصنة على البعض منها، وتعمد تجاهل مصدرها، كأغنية (وانا حبك ياسلام) القمندانية، إلا أنه سعى جاهدا بمختلف الوسائل لأن يثبت أهليتها هي وغيرها.
ذلك هو ابن الخضيرة لحج، الفنان الراحل فيصل علوي، الذي نفض عن الأعمال القمندانية غبار السنين، وأعاد تقديم معظمها في الحفلات والأعراس، بعد أن كادت تختفي مع ظهور مدارس الشعر والتلحين اللحجي الجديدة، واتساع رقعة الشهرة للألوان الغنائية الأخرى في الساحة.
فهلا نتذكر ما أعاد تقديمه فيصل علوي من أعمال فنية قمندانية، ذاع صيتها واشتهرت كثيرا بصوته وعزفه.
وللذكر ليس للحصر إليكم ما يلي:
يا ورد يا كاذي... صادت عيون المها قلبي، ليه الجفاء يا منيتي، هيثم عوض قال ريت الأرض في ودره، ياليلة النور، دار الذي تهواه وقلبك في الهوى مرجوج رج، على المحبين شني يا مطر نيسان، يالله هنا يومي هنا، يا مسك يا عنبر، قفيت يا ناسع القامة ودمعي يسيل، سيرة دلا يامرغدد من البانة وغيرها.
وهلا نتذكر إجادته وتميزه في أدائه للدان اللحجي، كدان (ياطير كف النياح) وفي أدائه لشهيرة القمندان:
(ياموز شيني طري)، والدان الآخر (سرى الهوى للحسيني). وكذا دان (قال أبو سعدان) وغيرها من أنواع الدان الذي أشجانا بها فيصل علوي ولم نتذوقها إلا بصوته.
كما نتذكر بأن فيصل علوي بمهارته وموهبته وظب تقديم الأغنية القمندانية، بمعية رفيق دربه الفنان الأسطورة، العازف على آلة الإيقاع فضل ميزر، الذي تميز بأدائه الرائع للون اللحجي، وهو الذي رافق أخيه المبدع فيصل علوي، طيلة مشواره الفني، حيث كونا ثنائيا جميلا على العود والإيقاع، بعد أن كانت الأعمال القمندانية وغيرها تقدم بالعدة الشعبية (الهاجر والمراويس).
كثيرة هي الأعمال القمندانية، التي تغنى بها فيصل علوي، وقد وصلت إلى الوجدان وسكنت في القلوب، بل تذوقها ورددها الجميع، ومازالت ترددها الأجيال.
احمد فضل ناصر*

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى