من ذكريات المنلوجست عثمان عبدربه مريبش.. إذاعة صوت العرب تهاجم جعار بسبب (كعدة ما يحملها حمّال)

> محمد ناصر العولقي

> ارتبط ظهور فن المنلوج، أو الأغنية الموضوعية الساخرة، في أبين عموما بالمنولوجست الكبير الراحل عثمان عبدربه مريبش، الذي كانت بداياته الأولى من مدينة جعار عام 1957م، كما ارتبط شيوع هذا الفن هنا بحكاية ظريفة وصادمة، كان بطلاها الأستاذ عثمان مريبش وطلاب مدرسة جعار الابتدائية، من جهة، والمذيع المصري الشهير أحمد سعيد وإذاعة صوت العرب من القاهرة، من جهة أخرى.
ففي مايو عام 1958م، أقيم في مدينة جعار احتفال عام بمناسبة انتهاء العام الدراسي 1957 - 1958م، شاركت فيه جميع المدارس الابتدائية في سلطنة يافع بني قاصد.
وفي ذلك الوقت كانت هناك أغنية مصرية مشهورة ملأت الآفاق للفنان الكبير محمد قنديل، ومن كلمات الشاعر الكبير بيرم التونسي وألحان عبدالعظيم عبدالحق، غنيت بمناسبة الوحدة المصرية السورية ومطلعها:
وحدة ما يغلبها غلّاب
تباركها وحدة أحباب
توصلها م الباب للباب
ولا حايل ما بين لثنين
فلفت لحنها وشهرتها اهتمام الأستاذ عثمان مريبش، وكان حينها في بداياته مع فن المنلوج، ويعمل مدرسا في السلطنة اليافعية، وبالتحديد في باتيس، فقدّم منلوجا في ذلك الاحتفال المدرسي على نفس لحن الأغنية مع تغيير كلماتها وموضوعها، ليصبح فكاهيا فقال:
كعدة ما يحملها حمّال
تشاركها كعدة أبتال
هي ليّه وأنا الأكّال
ولا يشاركني فيها إنسان
أنا اسمي كعكع
وبوي اسمه مقرع
أنا جندي حامل مدفع
وطول الليل ونا فزعان
وقد قال لي الأستاذ عثمان مريبش:
“كانت مشاغبة مني أن أعمل هذا المنلوج، الذي بدا للبعض وكأنه يسخر من ذاك المنجز القومي الكبير حينها، وهو مالم يجل في خاطري عندما كتبت المنلوج. المهم أنه بعد ليلة أو ليلتين من الحفلة المدرسية، كبرت الحكاية ووصل صدى المنلوج إلى مصر والعالم العربي كله، حيث شنّت إذاعة صوت العرب من القاهرة، وبصوت المذيع الكبير الشهير أحمد سعيد، هجوما عنيفا على منلوجي هذا وتهكمت علينا ووصفتنا بـ(زماميـط جعار) الذين يتطاولون على مكسب الأمة العربية الكبير (الوحدة) بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر، ويهزأون به من خلال هذا المنلوج الى آخر مثل هذا الكلام".
وعن الأثر الذي تركه ذلك الهجوم عليه، قال لي الأستاذ مريبش:
"بصراحة اعتراني مزيج متناقض من المشاعر، فقد كنت من ناحية فرحان لأن منلوجي لاقى هذا الاهتمام، إلى درجة أن تخصص له إذاعة صوت العرب بجلالة قدرها برنامجا خاصا يقدمه أحمد سعيد بذات نفسه، ومن ناحية أخرى كنت غاضبا من نفسي، لأن الموضوع تم تفسيره على أنه استهزاء بالوحدة وبعبد الناصر وبالأغنية، ولكني عموما استفدت مما حدث، وبدأت من تلك اللحظة، أعي مسؤولية أن تكون منلوجست، وأهمية التدقيق في ما تكتبه وتؤلّفه".
رحمك الله يا أستاذ عثمان، وأسكنك فسيح جناته.
محمد ناصر العولقي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى