في الذكرى الـ(15) لرحيل القامة الثقافية والإبداعية الموسيقار الأمير محسن بن أحمد مهدي.. أحد رواد الثقافة والأدب والفن والمسرح والإعلام في الجنوب

> محسن كُرد

> الأمير محسن بن أحمد مهدي، من رواد الثقافة والأدب والمسرح والغناء والتلحين، موسيقي كبير وعازف بارع أجاد العزف على العديد من الآلات الموسيقة، العود، والكمنجة، والبيانو، والقانون، والطبلة، والمرواس، والهاجر.
حفيد الشاعر الكبير باني نهضة لحج الثقافية والفنية والزراعية، القمندان أحمد فضل بن علي محسن العبدلي رحمة الله عليه.
الأمير العبدلي محسن بن أحمد مهدي، رحمة الله تغشاه وطيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته.. من المدرسة القمندانية ومن المجددين فيها، من مواليد 1934م.. في مدينة الحوطة، ومن صناع أجمل الألحان الخالدة والجميلة، لم يهتم بالسلطة كونه أميرا، ومن أبناء الأسرة الحاكمة العبدلية، جده القمندان قائد للجيش العبدلي ووالده الأمير أحمد مهدي العبدلي قائد للشرطة السلطانية، وعمه الشاعر الأمير صالح مهدي بن علي، نائب قائد الجيش العبدلي، رحمة الله عليهم، وقد اتجه مثل جده القمندان إلى دوحة الفن والغناء والطرب والتلحين، وواصل مشوار جده القمندان الفني، الذي نستمتع حتى اليوم بألحانه الرائعة وفنه الجميل والخالد والراقي.
كان الفنان الأمير محسن بن أحمد مهدي من المؤسسين الأوائل للندوة اللحجية الموسيقية، وكان صديقا لأخي الأستاذ صلاح ناصر كرد، رئيس الندوة اللحجية، طيب الله ثراهم.. ومن المداومين والمشاركين في مختلف الأعمال الفنية للندوة اللحجية، وكان الأمير محسن في لجنة اختيار الأصوات الغنائية في إذاعة وتلفزيون عدن، ومن أوائل المؤسسين لتلفزيون وإذاعةعدن.. ومن كبار الموظفين فيها. ومن الإعلاميين البارزين.
لحن لكبار الأدباء عمالقة الشعر والثقافة في لحج وعدن من أبرزهم: جده الأمير العبدلي أحمد فضل القمندان.. وقد أدخل الكثير من التجديديات على عدد من ألحان أغاني جده القمندان، حيث إن بعضا من ألحان القمندان كانت ثقيلة في طابعها الإيقاعي، لكن الأمير محسن خفف تلك الألحان وحسن موسيقاها وأضاف عليها التجديديات والآلات الموسيقية، وجعل بعضها شرحية، فنالت إعجاب واستحسان جمهور واسع من المستمعين والمشاهدين، وكان دائما ما يوجه أسطورة لحج وفنانها الكبير فيصل علوي، رحمة الله عليه، حول أدائه لأغاني القمندان، وهذا ما أكده الأستاذ أبو باسل والأمير طارق محسن بن أحمد مهدي، نجل الأمير محسن، والأستاذ عبدالله هادي سبيت وعمه الأمير صالح مهدي العبدلي، وابن عمه الأمير محسن صالح ومهدي العبدلي، والأستاذ صالح نصيب والأستاذ أحمد علي النصري.. وغيرهم.
وألحان الأمير محسن أحمد مهدي، ترتقي إلى مصاف الألحان العربية.. ولازالت خالدة وجميلة ومتجددة.
وكان هو الداعم الرئيسي للأنشطة الثقافية والفنية والمسرحية والرياضية في لحج وعدن، وسخر إمكانياته لخدمة الفن ومساعدة الفنانين وتشجيعهم ودعمهم معنويا وماديا.. وكان الأمير محسن بن أحمد مهدي.. يتمتع بحضور ثقافي وفني كبير في عدن ولحج وأبين، كما دعم الفرق الفنية والرياضية والمسرحية، من حر ماله، وكان من رجالات الإعلام والثقافة في عدن، ولم تشفع له إسهاماته في دعم الحركة الثقافية والفنية والموسيقية والمسرحية في الجنوب وتطويرها، فبعد الاستقلال اعتبرته قيادة دولة الجنوب سابقاً، من ركائز وبقايا وأتباع العهد البائد وتم إخراجه من وطنه مرغماً ومكرهاً ومبعداً.. وهو من ضمن قائمة طويلة من الإعلاميين الذين تم الاستغناء عنهم وفصلهم من وظائفهم.
كانت سياسة طائشة اتبعتها آنذاك الدولة الجنوبية، ومن الأخطاء الجسيمة والقاتلة لدولة الجنوب سابقاً، والتى نعاني منها حتى اليوم..وهي إبعاد الكثير من الكوادر المتخصصة، وفي مختلف المجالات والتي كان يفترض أن يُستفاد منها.
عاد الأمير محسن بن أحمد مهدي العبدلي، إلى وطنه الحوطة، مشاركا في مهرجان جده القمندان، الذي انعقد في نوفمبر من عام 1988م، والذي كان للشخصية الوطنية والثقافية الأستاذ عمر عبدالله الجاوي، والذي كان حينها الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، طيب الله ثراه.. والأستاذ الدكتور محمد أحمد جرهوم، وزير الثقافة والإعلام، الله يحفظه ويرعاه، الدور الكبير في إقامة هذا المهرجان وإنجاحه، ودعوة عائلة القمندان ومنهم حفيده الأمير محسن أحمد مهدي العبدلي، للمشاركة في فعالية (مهرجان القمندان).
كما كان للأستاذة الإعلامية سلوى محمد سعد الصنعاني دور بارز في المهرجان، وذلك من خلال تجميع مواد المهرجان وإعداد الكتيب الخاص بمهرجان القمندان، وللأستاذ أحمد فضل اليماني، دور كبير في متابعة طباعة الكتيب في بيروت، وذلك أثناء تواجده في دمشق، والذي لعب فيه الأمير محسن بن أحمد مهدي دوراً كبيراً في إنجاح مهرجان القمندان، والذي مثل أكبر فعالية ثقافية شهدتها لحج.
الأمير محسن بن أحمد مهدي العبدلي، نجم فاعل ومشارك في المهرجان، عزف واشترح شرحا لحجيا عبدليا.. وغنى بأحسن أغاني جده القمندان، (غزلان في الوادي يا سعد رعيانه).. وأخذ المرواس والهاجر وعزف عليها، وأبدع..وذكر الناس بجده القمندان، الذي كان دائما بين الناس، يشاركهم أفراحهم ورقصاتهم ويسهر معهم، ويشترح ويعزف ويغنى وكأنه واحد منهم، هكذا كان العبادل متواضعين وبسطاء.
الأمير القمندان والأمير صالح مهدي والأمير محسن صالح مهدي والأمير عبده عبدالكريم والأمير الموسيقار محسن بن أحمد مهدي العبدلي
وآخرون من أمراء العبادل، كونوا إمارة تقافية وفنية عبدلية رائعة، ذاع صيتها في كل أرجاء الوطن، وحلقت ولازالت تحلق وتنثر عطرها وإبداعاتها في دول الخليج والجزيرة وعدد كبير من الدول العربية.
الحديث عن الموسيقار الأمير محسن بن أحمد مهدي العبدلي، لا يختزل ببضع كلمات، فهو مدرسة فنية قائمة بذاتها، وهو من قامات لحج ومن مبدعيها الكبار.
لكن للأسف الشديد، لم يلق الاهتمام بتجميع أعماله التى يعبث بها وتشوه عند أدائها من بعض من يسمون أنفسهم فنانين، فنطالب وزارة الثقافة ومكتب الثقافة في لحج، أن يقوما بالبحث عن الأعمال الكاملة للأمير محسن بن أحمد مهدي العبدلي، وتجميعها وحفظها وأرشفتها، فهذا تراث يجب الحفاظ عليه من الضياع.
من أجمل ألحان الأمير محسن بن أحمد مهدي العبدلي، رحمة الله عليه:
(ليتني نسمة على وجه الحبيب، دق القاع دقه، ياربيب الحب، زمان والله زمان، انا مظلوم، أهل الهوى ياغبونه، اخي في الجزائر يا عربي، رخصة شل حبه، غيب والله احضر، ناجت عيوني، يقولوا لي نسى حبك، والله ما تحلحل حتى يلتفت، ليه يا هذا الجميل، سكون الليل والنجمة، الحياة لعبة بيد القدر، يعاتبني ويظهر لي خصام، عيون سهرانه، بنار الشوق، تناساني وانا مانساه، عمركم شفتوا حلاوة، انا عايش على الذكرى، لاعب الوتار، لو هجر او صد، وابوي واعمري، ياللي تناجي الليل، كل السبب مني، غني يوم ما شوفك).
وللأستاذ الأمير محسن أحمد مهدي العديد من المؤلفات والمقطوعات الموسيقية الرائعة والجميلة، والتى كانت تذاع بشكل دائم من إذاعة وتلفزيون عدن، وكانت توضع كمقدمات للكثير من برامج إذاعة وتلفزيون عدن. وقد غنى من ألحانة كبار الفنانين في عدن ولحج وأبين ومن أبرزهم: الأستاذ فضل محمد اللحجي، الأستاذ أحمد بن أحمد قاسم، الأستاذ محمد علي الدباشي، الأستاذ أحمد يوسف الزبيدي، الأستاذة فتحيهة الصغيرة، الأستاذة رجاء باسودان، الأستاذ عبدالكريم توفيق، الأستاذ سعودي أحمد صالح، الأستاذ محمد صالح حمدون، الأستاذ علي سعيد العودي، الأستاذ فيصل علوي، الأستاذ حسن عطا، الأستاذ فضل الكريدي، الأستاذ حسن الكريدي، الأستاذ محمد عوض شاكر (حنبلة)، الأستاذ عوض أحمد، الأستاذ دحان.
الأستاذ باحشوان الربان، الأستاذ عبود، الأستاذ رمزي، الأستاذ علوي فيصل علوي، وعدد من فناني الخليج.
الأمير محسن بن أحمد مهدي من رواد الثقافة والأدب والفن والمسرح والإعلام في الجنوب، وله إسهامات كبيرة في تطوير الأغنية اللحجية والعدنية وانتشارها في مختلف مدن ومناطق اليمن ودول الجزيرة والخليج.
لم يحظ بالرعاية والاهتمام والتكريم في حياته، وحتى بعد مماته ظل من المنسيين.
توفي الأمير محسن أحمد مهدي في 26 مارس 2003م.. رحمة الله عليه!
محسن كُرد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى