الصراع الثقافي

> علي عبدالله الدويلة

>
علي عبدالله الدويلة
علي عبدالله الدويلة
الكثير من الناس البسطاء الذين ينتمون إلى الطبقات الوسطى وبالذات الفقيرة، ومنهم أصحاب الدخل المحدود، ليست لديهم المقدرة الكافية على شراء الكتب الثقافية القيمة، بحكم أنهم يشكون من قلة الرواتب ويعانون من ظروف الحياة الصعبة إلى جانب الغلاء الفاحش، كل ذلك أدى إلى تدني مستوى معيشته وكذا مستوى وعيه الثقافي.
كل هذه الظواهر السلبية خلقت حرب عداوة ما بين الصحف والكتب الثقافية، ولكن هذه الحرب في الحقيقة لا نراها ولا نشعر بها، لأنه ليس لها صليل السيوف ولا صوت القنابل، ولكنها مع صمتها شديدة القوة يراها المفكرون المثقفون ويرتاح لمنظرها ويتعجب من هجومها ودفاعها، وهي أشبه ما تكون بالحروب الاقتصادية كالحرب بين السلع اليابانية والسلع الأوروبية والحرب بين الثقافتين الشرقية والغربية، وهذا ما يحدث الآن في الصحف والكتب الثقافية من حرب تدور رحاها بين ناظري القراء في فهم ميادين القتال كالمستعمرات التي تحاول كل ناحية أن تشملها نفوذها وتبسط عليها، أو كما يعبرونها من حيث اللغة الحديثة.
ومما لا شك فيه فإن كثيرا من الصحف لعبت دوراً حقيقياً وتحريضاً في نشر الثقافة الإنسانية، استطاع من خلالها الإنسان المثقف أن يكتسب خلفيته الثقافية بدافع الفضول وحب المعرفة والاطلاع الواسع وبالاستيعاب الأمثل، ويعشق القراءة لأجل تطوير مداركه العقلية العلمية والأدبية والفلسفية والثقافية ومتابعة القضايا الإنسانية الهادفة التي تتجسد من خلال الأفكار والآراء الإنسانية بكل أبعادها السياسية والثقافية، لتملأ شهوتهم للمطالعة والقراءة.
ومن منطلق البيان والتحديد نقدر أن نقول، إذا جاز التعبير، إن الصحف المستقلة استطاعت أن تطلق صرخاتها الإبداعية بكل جرأة وقدرة فائقة في التعبير المنسجم من خلال المشهد السياسي والهموم والمشاكل الاجتماعية والمعاناة الإنسانية، وأصبح معظم مختلف الناس يقرؤون الصحف لأخبارها وثقافتها، والمجلات لطرافتها وفنونها، ولكن اعتمادهم الحقيقي على الكتب الثقافية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى