علي سعيد العودي.. نجم من الزمن الجميل

> أحمد فضل ناصر

>
أحمد فضل ناصر
أحمد فضل ناصر
الفنان الراحل علي سعيد العودي، من مواليد 1943 بطور الباحة، منطقة وادي السحر، انتقل مع أسرته وهو طفل صغير، إلى قرية الحبيل بلحج، نال قسطا من التعليم.ِ. وقد أبصرت عيناه الوجود بمواهبه الأخاذة للسامعين، بصوته العذب الشجي الذي وهبه له المولى، كما تأثر حينها من خلال سماعه الأغاني التراثية اللحجية، بما فيها من الدان اللحجي الذي كان يردده، حتى سمعه المسرحي المرحوم سالم الحاج، في حين ربطه عمله بداية بحيط ابن عبدالله بالحبيل، كما أعجب بصوته الفنان المرحوم عبده عبدالكريم الذي أخذه للندوة اللحجية. وتم تقديم لحنين له من الفنان صلاح كرد ومحمد سعد الصنعاني، لأدائهما، ولكن لم يتمكن من ذلك، وبعدها أخذه المرحوم سالم الحاج للفنان المرحوم فضل محمد اللحجي، الذي فصّل له أول لحن على طبقات ومساحات وعذوبة صوته، من كلمات الشاعر المرحوم صالح نصيب:
“ذي رماني سهامه بالجفاء والخصام
بعد ما القلب هام في الهوى والغرام
ضاع حبي حرام منيتي ياسلام”.
هذه الرائعة قدمت لأول مرة بمسرح البادري بعدن بصوت العودي برفقة ندوة الجنوب اللحجية بقيادة فضل محمد اللحجي، حيث نجحت نجاحا كبيرا لفت أنظار الجميع لهذا الغريد القادم من ريف لحج، وبالذات من قرية الحبيل.
تميز الفنان علي سعيد العودي بعذوبة وشجى صوته النادر، الذي يذكرنا دوما عند سماعه بأصالة الأداء اللحجي بمخارج ألفاظه اللحجية السليمة، كما جسد من خلال أدائه روحانية لحج المتميزة عن غيرها من باقي الألوان الغنائية في الساحة.
كلنا نتذكر الفنان علي سعيد العودي، ونتذكر الروائع التي شنف بها مسامعنا، حيث قدم له معظم رواد الشعر والتلحين أعمالا ميزته عن غيره من النجوم، وقد وثق معظمها لإذاعة وتلفزيون عدن، منذ مرحلة العصر الفني الذهبي اللحجي، بسنواتها الجميلة التي لم تتكرر.
فهلا يحظى غريد الحسيني وبلبل تبن المرحوم العودي بالتكريم الذي يليق بما قدمه من أعمال فنية في مختلف أنواع الغناء، سكنت الوجدان ورددها الجميع إلى يومنا هذا، ومنها
(يواعدني وينسى ليلة الميعاد) من كلمات صالح نصيب ولحن فضل محمد اللحجي الذي جعل زخرفة اللحن بصوت العودي من خلال مقطع (لما ألقاه يضحك لي .. يقول لي لاتؤاخذني).. الذي وضعه له لإظهار جماليات صوته.
كما وضع له سعودي أحمد صالح أيضا من كلمات نصيب مقطعا آخر في أغنية:
“يباني عود له ثاني
وارجع من جديد أهواه
في عز أيام عمره
تركني راح جافاني
وصد قلبي بهجره
حرمني نوم أجفاني”.
كثيرة هي الأعمال الغنائية التي قدمها العودي، ومنها نتذكر من ألحان سعودي أحمد صالح:
أنا والعقل في حيرة
يقول لي للصدف خلي
حبيبي عاد شي تذكر
كما نتذكر رائعة العودي بصوته ولحن محسن أحمد مهدي، وهي:
يعاتبني ويظهر في عتابه لي خصام
ويجرحني بنظراته وحتى بالكلام.
فهلا تحظى أجيالنا ومكتباتنا من خلال الأرشفة والاطلاع على مشوار إبرز نجوم الأمس الجميل، وذلك من خلال طباعة ونشر كتاب عن حياة ومشوار وأعمال علي سعيد العودي، وهو المشروع الذي لطالما كان يراوده قبل رحيله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى