في لقاء ساخن .. مدير مديرية حوطة لحج أنيس العجيلي لـ«الأيام»: المرحلة تتطلب التخلي عن مخلفات الماضي والتخلص من شطحات الأمس

> حاوره: هشام عطيري

> مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، ومنذ ثلاث سنوات من تحريرها، لازالت تعاني في العديد من الجوانب الخدمية واعادة الاعمار وتنظيم الشوارع وغيرها.
ولمعرفة ما تعانيه مدينة الحوطة، وأبرز الإشكاليات التي تواجه السلطة المحلية بالمديرية، بالإضافة الى العديد من القضايا التي تهم المواطن فيها، أجرينا لقاءً مع مدير مديرية الحوطة أنيس العجيلي، فإلى نص اللقاء.
* كيف تنظرون إلى واقع مدينة الحوطة بعد ثلاث سنوات من التحرير؟
- في البداية أترحم على أرواح شهدائنا الأبرار، والحمد لله الحوطة اليوم غير الأمس، وبإذن الله لن تعود عجلة التنمية إلى الوراء، وليعلم الجميع أن الحوطة آمنة ولن يسمح أبناؤها وكل من يسكنها بعودة الوضع إلى ما قبل 2015، فقد أمعن أعداء الله وأعدائها في تدميرها تدميرا ممنهجا، والذي لا يعلمه الكثيرون بأن الحوطة دُمرت قبل الحرب وأثناء الحرب وبعد الحرب، ورغم ذلك تنهض اليوم من بين الركام، وتنفض غبار الحرب بفضل الله ثم بفضل تضحيات الرجال وكل الشرفاء، وتخلع ثوب الحزن وتستعد لتلبس ثوب العافية. ولا ننسى أن نقف إجلالا لكل تلك التضحيات التي قدمها أبطال المقاومة الجنوبية ورجال الأمن ومن خلفهم قوات الحزام الأمني وبدعم الأشقاء في دول التحالف لتثبيت الأمن وعودة الحياة إلى طبيعتها.
كما لا ننسى دور السلطة المحلية السابقة بقيادة د.ناصرمحمد الخبجي الذي لم يبخل في خدمة مدينة الحوطة والمحافظة، بالإضافة إلى ما يبذله اليوم اللواء الركن أحمد عبدالله التركي في قيادة السلطة المحلية بلحج، ووقوفه معنا لإيصال كل الخدمات وفي شتى المجالات من مشاريع خدمية وتحريك المياه الراكدة لكثير من المشاريع المتعثرة في المديرية.
* ما هي أبرز الإشكاليات التي تواجه عملكم؟
- اسمح لي بأن أتحدث كثيرا في هذا الجانب.. إننا في مديرية الحوطة ومنذ تكليفنا لم نستلم مدينة على طبق من ذهب، وإنما كُلفنا لحمل جملة من التراكمات وتركة ثقيلة من المشكلات المتداخلة، وحاولنا ونحاول تشخيص وضعنا لإيجاد الحلول لكثير من المعضلات التي تعترض سير عملنا، ونبذل جهودا كبيرة لإعادة الثقة بين الأجهزة والمكاتب التنفيذية في السلطة وبين المواطن (حجر الزواية في كل مانقوم به)، وفي هذا الصدد خلقنا نوعا من التجانس، وانفتحنا على الجميع، واستعنا بكل من لديه الخبرة ولم نقصي أحدا، وفي أي مجال كان ولأي سبب، وأعطينا الفرص ومددنا يد العون لكل من حولنا، ومازلنا نطالب الجميع ومن لديه القدرة والخبرة لإعانتنا وتقديم ما يمكن أن يخدم به الحوطة كلٌ حسب إمكانيته. ونسعى للمّ الشمل وأن نقبل بالآخر وتقبّل النقد البناء، متلقين كل الاقتراحات، ومستعدين لحلحلة كل القضايا وإحالتها لذوي الاختصاص للنظر فيها.. مشاكلنا عامة وليست خاصة، أهمها غياب الدعم المركزي وتقليص النفقات التشغيلية لمكاتبنا التنفيذية، وتدني الإيرادات للمكاتب التنفيذية في المحافظة وتذبذب الإيراد المحلي للحوطة، كوننا لا نملك أي مصانع أو مصادر إيراد قوية سوى إيرادات ضئيلة، صارعنا قوى مختلفة حتى نعيدها إلى صوابها، تلك التي اقتحمت المرافق الحكومية من بعد الحرب، فعملية الاقتحام لمرافق الدولة يعني عدم عودتها للعمل وإلى سابق عهدها وذلك يؤخر عملية التنمية، وكذا غياب التنسيق والانسجام بين الأجهزة بمختلف تخصصاتها كان عائقا أيضا أمامنا.. وعلى الرغم من التحسن الملحوظ في الجانب الأمني في المديرية إلا أننا مازلنا نبحث عن ذاتنا المفقودة، فكل ما تحقق في المديرية إلى الآن لا يرقى إلى مسمى إنجاز وإنما هي محاولات لإعادة تطبيع الحياة وإنعاش ما يمكن إنعاشه.. لم أتحدث عن كل الصعوبات والمشاكل وإنما أتحدث عن أهمها، فالتداخل في بعض الصلاحيات سبب لنا إرباكا في ظل غياب الكادر المؤهل وضعف الكادر الموجود.
عن أي مشاكل تريدني أن أتحدث، عن مرافقنا المقتحمة أم المتضررة أم عن الأسر التي تفترش الأرض في بعض الإدارات الحكومية المهدمة رافضة أي حلول مؤقتة، وهذا حقهم، فمنازلهم مازالت مدمرة والبنية التحتية مدمرة، وكله بسبب غياب الدعم المركزي، مما أدى إلى غياب الخدمات وضعف في أداء بعضها وتعمد أحيانا في عدم أداء البعض الاخر لأسباب لا نعلمها، كل ذلك يندرج في كل الوعود التي تلقيناها من شرعية فاقدة للشرعية أصلا، لأننا تعودنا أن نسمع جعجعة ولا نرى طحينا. وحتى لا أكون سوداويا أو متشائما أكون منصفا إذا قلت نقدر ونثمن كل الجهود التي تُبذل من قبل ممثل ومنسق المنظمات والجمعيات في الحوطة المهندس هاني مليكان الذي من خلاله تواصلنا مع كثير من المنظمات والجمعيات العاملة، بالإضافة إلى ما يبذله صندوق الأشغال العامة ممثلا بكبير المهندسين محسن علوي، وما يقدمه مكتب الصندوق الاجتماعي للتنمية بقيادة المهندس غازي علوان من خدمات كبيرة للحوطة وأبنائها من خلال تحريك المياه الراكدة في كثير من المشاريع المتعثرة واعتماد مشاريع جديدة سيُكشف عنها في الأيام القادمة.
* حدثنا عن نشاطكم في المديرية.
- أستطيع أن أقول إننا ومعنا كل الخيرين وبوقوف قيادة صلبة في المحافظة من خلفنا نحاول تطبيع الحياة وإعادة هيبة الدولة وتفعيل العمل في معظم مكاتب المديرية، واستطعنا إعادة مقر السلطة المحلية للعمل وتفعيل عمل عدة إدارات كانت غائبة، فعلنا عملها وحدثنا آليات عمل جديدة، وتواصلنا مع الكل للعودة للعمل، وطرقنا كل الأبواب لتحسين خدمات الناس برغم شحة الإمكانيات، وقمنا بعدة محاولات ولا نسميها إنجازات، ومنها إعادة العمل في بريد الحوطة بعد توقف دام سنوات، وتبنينا دعوة توحيد الناس في مصلى واحد وإلغاء عدة مصليات، إلى جانب المختصين في الأمر ووفقنا الى حد كبير، ولاقت هذه الخطوة استحسان الكثير، وأعدنا أسطوانة الغاز للحوطة وبسعر الشركة التي كانت توفرها وليس بسعر السوق السوداء عبر سماسرة متنفذين، ومازلنا نصارع قوى خفية لتثبيت مخصص المديرية، وأعدنا ترتيب أوراق بعض المكاتب التنفيذية بالتنسيق مع مدراء عموم المكاتب لتصحيح وضعها ولتحسين الأداء فيها والتواصل الدائم مع صندوق التنمية الاجتماعي ومكتب الأشغال العامة لإطلاق العديد من المشاريع المتعثرة واعتماد مشاريع جديدة بعد الرفع بأهم احتياجات المديرية حسب الأولوية منها ما نُفّذ ومنها قيد التنفيذ، ومنها سيتم اعتماده خلال الفترة القادمة، ناهيك عن مشاريع إسعافية أخرى، كتأهيل بئر ماء شرب لأهالي منطقة (بيزج)، وعمل سور لمدرسة "أسماء" للبنات، والذي تعثر تنفيذه سابقا، وربط مجاري المهمشين في (العدني) إلى الشبكة العامة للمجاري على خط (قيصى)، ورفع المخلفات الصلبة من المجرى المائي خط (الصمصام، والزهراء) وشراء أجهزة وماكينات خاصة لجمعية الصم والبكم، ودعمنا بعض الأندية المغمورة ببعض المستلزمات البسيطة وأشرفنا على إقامة دوري لكرة القدم من 14 فريقا لفئة الناشئين وكلفنا فرقا لإعداد قوائم خاصة بالنازحين، وقدمنا ما هو تحت سلطاتنا من إمكانيات للتخفيف من معاناة النازحين والوافدين إلينا من كل مناطق الحرب، وكذلك قدمنا مساهمة بمبلغ 5 مليون ريال لشراء محول كهربائي بسعة 1500 وات لحارة (مساوى) وما جاورها كدعم لقطاع الكهرباء، ولا تسعفني الذاكرة لذكر الكثير من الأعمال، لكن أكرر بأننا لا نعتبرها إنجازات ولكن هي محاولات لتطبيع الحياة وإعادة الروح للحوطة التي تعتبر ملتقى لكل مديريات المحافظة.
* هناك من يتحدث بأنكم همشتم دور الهيئة الإدارية.. ما تعليقكم على ذلك؟
- من يقول إننا همشنا دور أي إنسان في المديرية فليأتِ إلى مكتب الإدارة المحلية والمجلس المحلي، وسيلاحظ حركة هذا المرفق وكل من يرتاد هذا المكان سيجد كل التسهيلات وكل غرف مكاتبنا مفتوحة لاستقبال كل المواطنين وكل شكاويهم والتعامل معها أولا بأول، وكلا بحسب الحاجة ونوع التدخل، وتحويل كل هموم الناس لكل مكتب مختص من مكاتب المديرية المفتوحة في أوقات الدوام الرسمي، وفيها موظفون مختصون ومعنيون بحل مشاكل الناس، وأما تغيب البعض عن أداء مهامهم فهذا شأن يخصهم والسؤال موجه إليهم للإجابة عنه وتوضيح أسباب تخليهم عن خدمة الناس، ولا تعليق لدينا لما يقوله البعض بأننا همشنا دورهم لكون المرحلة تتطلب جهودا مضاعفة من الجميع والتخلي عن مخلفات الماضي والتخلص من شطحات الأمس والترفع عن الصغائر ونبذ الفرقة والخلافات، وإن وجدت فلا تطغى على العمل وخدمة الناس، وندعو الجميع، وعبركم، للعودة إلى أعمالهم والالتحاق بإخوانهم، وخدمة الناس هي هدفنا.
* وماذا عن الشكاوى التي تلقتها الصحيفة حول تأخر إعادة الإعمار للمنازل المتضررة؟
- انتظرنا طويلا لنرى هذا المنجز، ونحن بدورنا نوضح للناس أن السلطة المحلية لم تستلم من حكومة الشرعية إلا وعودا بإعادة الإعمار منذ 3 سنوات، وكل ما ذكرناه من ترميم وإعادة تأهيل أو بناء لكثير من مرافق الدولة تحملته وقامت به بعض دول التحالف عبر جمعياتها ومؤسساتها العاملة عندنا، وكذا بعض الجمعيات الخيرية والمنظمات ومكتبا الأشغال العامة والصندوق الاجتماعي، اللذان ساهما إلى حد كبير في إعادة بعض المرافق والإدارات والمدارس لتأدية عملها والتي توقفت عن أداء مهامها بسبب تدميرها في الحرب التي شنتها عصابات صنعاء والحوثيين، والتي مازالت آثارها مستمرة في المناطق المحررة إلى اليوم، وأجدها فرصة لأزف بشرى سارة لأصحاب المنازل المتضررة في الحوطة نتيجة للحرب الأخيرة بأن أشقاءنا في الكويت اعتمدوا ترميم أكثر من 120 منزلا من المنازل المتضررة جزئيا كمرحلة أولى، وسيبدأ العمل فيها خلال أيام، والتي ستنفذها الهيئة الكويتية، ووعدونا بترميم المزيد من المنازل خلال الفترة القادمة كمرحلة ثانية تليها مرحلة ثالثة.
* المياه والكهرباء خدمتان أساسيتان لأهالي المدينة.. هل هناك معالجات لتحسينهما في فصل الصيف؟
- الوعود كثيرة في مجال تحسين خدمات المياه والكهرباء، وهناك أخبار عن دعم حكومة الشرعية لهذه القطاعات لكن لا نستطيع أن نعد بشيء لا نملك القدرة على تنفيذه، وإنما المتتبع لهذه الأمور سيجد أن هناك توجها قادما لتحسين هذه الخدمات في المناطق المحررة، وفي الوقت نفسه هناك من يتشاءم وينشر بأنها مجرد وعود ليس إلا، ونحن بدورنا نطمئن أهلنا في الحوطة بأن جهود المحافظ في هذا الجانب كبيرة وتنصب في إطار معالجة الوضع قبل دخول فصل الصيف، وكلنا يعلم ما الذي يحدثه موسم الصيف وجوه الحر وانعكاسه على المواطنين الذين بدأوا يتفاعلون في تسديد الفواتير لخدمتي الماء والكهرباء، كما أن هناك متابعات تجري وجهودا تبذل لاستجلاب 10 ميجاوات من الطاقة الكهربائية جديدة للتخفيف من معاناة الناس في الصيف القادم، بالإضافة الى اعتماد ترميم خزانات (دندار)، وعمل خزان (برجي)، وربط مياه مغرس بالشبكة في الحوطة لتأمين جزء كبير من منازل المواطنين، ومدهم بالماء خلال الأسابيع القادمة، والتفصيل حول ذلك ستجدها عند المعنيين لتوضيح الصورة أكثر، وهما مديري الكهرباء والمياه اللذان يبذلان جهودا كبيرة في تطوير عمل هذين القطاعين، وتوصيل الخدمتين للناس.
* ما هي الموارد التي تعتمد عليها المديرية؟ ولماذا لم تحقق مستوى الربط المالي خلال العام الماضي؟
- لا توجد أي موارد تعتمد عليها المديرية، لا مصانع ولا شركات ولا أي مصادر إيرادية باستثناء بعض الإيرادات من بعض الأسواق التي خضنا صراعات عديدة ومريرة من أجل تحصيلها وإعادتها إلى مكانها والمتمثل في خزينة المديرية ومنها إلى خزينة الدولة، والتي هي عبارة عن ملاليم مقارنة باحتياجات المديرية التي يتطلب العمل فيها ملايين لكي نستطيع أن نتكلم على إنجازات حققناها من هذه الإيرادات الضئيلة، ونعزو أسباب عدم تحقيقنا للربط في الموازنة العامة لعدة أسباب منها تعرض المديرية لتدمير بنيتها التحتية قبل الحرب وأثناء الحرب وبعد الحرب، الأمر الذي أدى لتدمير كل ما هو جيد في المديرية، واقتحام واستغلال مرافق الدولة وتحويلها إلى سكن من قبل بعض المتضررين حال دون إعادة العمل فيها وبالتالي فقدنا إيرادات تلك المرافق، وبالنسبة للمرافق التي أعيد العمل فيها هي مكاتب سيادية، أي لا تخضع بالدرجة الأولى لنا، ومتابعة إيراداتها تخص السلطات المحلية بالمحافظة، ولا توجد لدينا سلطة عليهم وإيراداتها هم من يتحكمون بها، وعندما نتكلم عن عجز في تحقيق الربط يجب أن ننظر أولا هل أعيدت الحياة في تلك المرافق؟ وهل هذه المرافق ملتزمة بتسديد ما عليها من رسوم محلية ومشتركة؟ وهل الربط مازال كما كان قبل الحرب وما بعدها؟
علينا ان نقيس المسائل وأننا مازلنا في وضع حرب وأن الكثيرين مازالوا يعانون من تبعاتها، فكيف بنا إلزام المواطن برسوم دون أن نوفر له احتياجاته، وعلى العموم حققنا ربطا وعجزنا في المديرية لايتجاوز الـ9 % فقط بإجراء حسابي ومقارنة بالأعوام السابقة بأننا في ظرف حرب، ونسعى حاليا إلى تحقيق الربط خلال الاشهر القادمة حتى نستطيع تنفيذ بعض المشاريع.
* هناك متابعات من قبلكم لإنشاء صندوق نظافة وهناك من يعارض ذلك.. هل يمكن توضيح ذلك؟
- إنشاء صندوق نظافة للمديرية، وخاص بعاصمة المحافظة، يتطلب تفعيل دور صندوق النظافة وليس فصل الصندوق عن المحافظة، لكون المديرية لاتملك موارد كافية ولا آليات خاصة لتنفصل عن الصندوق، فهذا مطلب ملح وضرورة قصوى لكوننا العاصمة، وتعتبر واجهة لكل مرتاديها وزوارها وحتى نستطيع تحقيق ذلك يجب معرفة الأسباب التي تعيق إنشاء هذا الصندوق، وعدم تفعيله رغم أنني عرضت هذا وبصورة رسمية على المحافظ السابق ومدير الصندوق ولكن لم أستلم أي جواب، وعبركم أجدد الدعوة لتفعيل صندوق نظافة الحوطة، وإعطائه مهمة تنفيذ أعمال النظافة ونتحمل مسؤولية الإشراف على تنفيذه للمهام المناطة به، وملتزمون بتقديم كل الدعم لمساندة الصندوق وقيادته لتأدية مهامه على أكمل وجه.. وأستغرب من وقوف البعض ضد هذا المطلب وأتمنى أن احصل على اجابة شافية من المختصين بهذا الشأن وتوضيح تفصيلي لأسباب الاعتراض، وفي الوقت الذي أشكر فيه الجهود الجبارة التي يؤديها مدير وعمال صندوق النظافة إلا أنني أطالبهم ببذل المزيد من الجهد.
* لازالت مشكلة افتراش الشوارع من قبل الباعة مستمرة رغم الجهود المبذولة.. ما هي الحلول لإنهاء ذلك؟
- نعمل إلى جانب رجال الأمن والمرور والأشغال للحفاظ على الطريق وعدم استغلاله من قبل بعض الباعة، والذي لم يرق لبعضهم سوق مخصص لبيع الخضار والفواكه تم إنشاؤه لهذا الغرض واصرارهم على عرقلة عملنا وللأسف ان بعضهم حصل على رخص مزاولة هذه المهنة خارج السوق المخصصة من جهات مسؤولة في السلطة سابقا، وهذا ما أعاق جهودنا في إدخال الكل الى المكان المخصص لبيع الخضار والفواكه، ونخوض في هذا الجانب صراعا مع متنفذين مكنوا البعض من فتح محلات قريبة من السوق ما سبب لنا إرباكا، لكن مع تنفيذ حملة ازالة العشوائيات وتنظيم السوق قد تشهد المدينة تحسنا في هذا الجانب، وتوجد لدينا حلول خلال الايام القادمة، متمثلة في ترميم السوق المركزي للخضار والفواكه، الذي اُهمل منذ فترة، وسيحل لنا جزءا من مشاكلنا، وكذا إلزام الجميع في الدخول الى السوق المخصص لذلك والقضاء على ظاهرة افتراش الشوارع.
* ماهي الصعوبات التي تواجهكم في عملكم؟
- الصعوبات التي تواجهنا في الوقت الحالي كثيرة، منها غياب الدعم المركزي وضعف الموازنة العامة وتخفيض النفقات التشغيلية وغياب للدور الحكومي في تبني كثير من القضايا الهامة، كل هذا اضعف قدرتنا على التنمية وجعلنا في حالة طوارئ دائمة، بالإضافة الى اقتحام المباني من قبل البعض، واستغلال بعضها من قبل المتضررين في الحرب، ما أخرّ عودة هذه المرافق الى العمل وغياب العاملين فيها، الأمر الذي سبب غياب الإيرادات الخاصة بهذه المكاتب، وهنا تكمن صعوبة النهوض بالمديرية لغياب مواردها وإيراداتها، بحيث ورثنا تركة ثقيلة من الهموم والمشاكل لاحصر لها، ونحاول التغلب عليها مع الوقت.
* كيف هي علاقتكم بالسلطة المحلية في المحافظة؟
- علاقتنا بالسلطة المحلية متينة وقوية، ومبنية على التعاون وتذليل كل الصعوبات التي تعترض عملنا وتواصلنا الدائم أساس نجاحنا المستمر في إعادة تطبيع الحياة في الحوطة، وسبق وتعاملنا مع المحافظ السابق د.ناصرالخبجي، الذي لم يبخل في تقديم كل العون والمساندة، واليوم في ظل وجود المحافظ تركي، الذي يولي اهتماما خاصا بالحوطة كونها واجهة المحافظة، كما يوجد تنسيق مع كل المكاتب التنفيذية وكل المديريات المجاورة لما فيه خدمة الناس أكانوا ساكنين أو نازحين.
* ما هي خططكم المستقبلة؟
- بالنسبة للخطط المستقبلية، وضعنا الكثير من الخطط المستقبلية التي من شأنها النهوض بالمديرية، وعلى مستوى كل المجالات اعددنا تصورات ودراسات لكثير من المشاريع وقمنا بحصر كامل لكل الاسر في الحوطة، كما قمنا بحصر النازحين المتواجدين في المديرية عبر مكتب منسقنا العام لدى المنظمات والجمعيات المهندس هاني مليكان، وتوصيل صوتنا لكل المنظمات الداعمة للوقوف معنا للتغلب على كثير من المشاكل والمعوقات ومساعدتنا في انتشال الحوطة من وضعها الكارثي، شادين على أيدي الكل تقديم كل ما يستطيعوا لمساندتنا ودعمنا.
* كلمة أخيرة تود قولها في نهاية لقائنا؟
- أدعو كل أبناء الحوطة إلى الالتفاف حول قيادتهم في المديرية، وتقديم كل العون لها لتستطيع تأدية واجبها الوطني تجاه أهلنا في المديرية، وأحمد الله وأشكره على توفيقه لنا، وأتقدم بالشكر لصحيفة «الأيام»، التي تبذل جهودا كبيرة لتلمس أوضاع الحوطة وإظهارها وتوصيل صوتنا للكل، بأن الحوطة آمنة وترحب بكل المستثمرين لتنفيذ أي مشاريع خدمية والإسهام معنا في البناء والتنمية.
حاوره: هشام عطيري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى