حاملات طائرات أميركية واستنفار لضربة عسكرية محتملة ضدّ سوريا

> «الأيام» عن النهار وروسيا اليوم

> نشطت الاتصالات الديبلوماسية والتحركات العسكرية على خلفية الهجوم السوري المفترض باسلحة كيميائية في دوما، الامر الذي أوحى برد عسكري أميركي وشيك ضد النظام السوري، مع استمرار النقاشات في شأن حجم الرد واحتمال توسع أهدافه من المنشآت المرتبطة بأسلحة كيميائية الى وحدات عسكرية من سلاحي الجو والبر اللذين يشكلان ركيزة أساسية في الحرب التي يقودها الرئيس السوري بشار الاسد، وذلك من أجل تقويض قدرتها على تكرار مثل هذه الهجمات وعدم الاكتفاء بمعاقبة النظام.
وأجرى الرئيس الاميركي دونالد ترامب اتصالات مع زعماء غربيين استعداداً لحسم قراره في شأن طريقة الرد على الهجوم الكيميائي . وكذلك اتصل أمس برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بعد اتصالين بنظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون واتصال برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وذلك غداة تعهده القيام بإجراء سريع في سوريا، وتأكيده أن كل الخيارات مطروحة، بما في ذلك العمل العسكري.
واستقبل ترامب في البيت الابيض أمس أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الذي قال: «اتفقت مع الرئيس ترامب على ضرورة وقف هجمات الأسد لأنه مجرم حرب».
الى ذلك، شدد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير أمس «أننا نبحث مع حلفائنا خطوات الرد على هجوم دوما، مشدداً على ضرورة محاسبة جميع المسؤولين حيال الأوضاع التي تواجهها سوريا.
الى ذلك، أعلن البيت الابيض أن الرئيس الاميركي ألغى في شكل مفاجئ زيارته الأولى المقررة في وقت لاحق هذا الأسبوع إلى أميركا اللاتينية، من اجل «الاشراف على الردّ الأميركي على سوريا».
وبدوره، ألغى وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس زيارة لنيفادا وسان فرنسيسكو لمتابعة التطورات السورية، بحسب شبكة «أي بي سي» الاميركية.
وعسكرياً، تزايدت التقارير عن تعزيزات عسكرية أميركية جديدة قبالة سوريا. ونشرت صحيفة «حرييت» التركية أنه تم رصد سفينة تابعة للقوات البحرية الأمريكية على بعد 100 كيلومتر من ميناء طرطوس السوري، حيث توجد قاعدة بحرية روسية.
ووفقاً للصحيفة التركية، حلقت المقاتلات الروسية 4 مرات على الأقل فوق المدمرة الأميركية «USS Donald Cook» في مياه البحر الأبيض المتوسط.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية، نقلا عن مصادر في البنتاغون، أن المدمرة «USS Donald Cook» كانت قد غادرت ميناء قبرص باتجاه سوريا، وأنها مزودة بـ60 صاروخاً مجنحاً من نوع «توماهوك».
والى «يو أس أس دونالد كوك»، أفادت تقارير اعلامية أن واشنطن دفعت الى المتوسط حاملة الطائرات «هاري ترومان» والناقلة الجوية وحاملة الطائرات التابعة لسلاح البحرية «Carrier Air Wing VII» وطراد الصواريخ - USS Hué City والمدمرة x6 Arleigh Burke-class Destroyers والفرقاطة - Oliver Hazard Perry-class frigate.
بدورها، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن مدمرة أمريكية ثانية قد تدخل البحر المتوسط في الأيام القريبة المقبلة، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين في مجال الدفاع: «توجد شرق البحر المتوسط مدمرة «USS Donald Cook» الصاروخية، ويمكنها المشاركة في أي ضربة على سوريا. ومن المفروض أن تصل مدمرة «USS Porter» إلى هذه المنطقة بعد عدة أيام».
وفي خطوة تشير الى اقتناع روسيا بأن واشنطن ستنفذ ضربات في سوريا، نسبت قناة «أن بي سي» الاميركية للتلفزيون ان موسكو بدأت بالتشويش على الطائرات المسيرة الاميركية فوق سوريا، ما يؤثر على العمليات الأمريكية هناك.
ونقلت عن 4 مسؤولين أميركيين إن القوات الروسية في سوريا قلقة إزاء احتمال قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربات جوية على سوريا ردا على الهجمات الكيميائية المزعومة، وبدأت بالتشويش على إشارات أنظمة «جي بي أس» للملاحة التي تزود بها الطائرات الأمريكية المسيرة.
وقال الخبير في جامعة تكساس الأمريكية الدكتور تود هامفريز لقناة «أن بي سي» إن التشويش على أنظمة «جي بي أس» للطائرات المسيرة ليس صعبا، مشيرا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تعطيلها أو تحطمها.
تصريحات صينية غير مسبوقة بحق أميركا
تحت العنوان أعلاه، كتب بيوتر آكوبوف، في “فزغلياد”، حول تصريح وزير الدفاع الصيني في مؤتمر موسكو للأمن الدولي.
وجاء في المقال: عندما استقبل بوتين، في 5 أبريل، وزير الخارجية الصيني وانغ اي، في الكرملين، كان هناك وزير آخر، هو الفريق أول وي فينغ خه، في طريقه من موسكو، حيث شارك في مؤتمر موسكو حول الأمن الدولي. وعلى الرغم من أن وزير الخارجية كان الممثل الخاص للزعيم الصيني، فإن بيان وزير الدفاع أثار ضجة كبيرة.
تم تعيين وى وزيرا قبل ثلاثة اسابيع فقط، لكن كلماته تعكس موقف القيادة الصينية. لفهم هذا بشكل أفضل، أكد الوزير أن زيارته “تم تنسيقها مع رئيس جمهورية الصين الشعبية، شى جين بينغ”.
فقال: “جاء الجانب الصيني ليعلم الأمريكيين عن العلاقات الوثيقة بين القوات الصينية والروسية المسلحة، خاصة في الوضع الراهن. لقد جئنا لمساندتكم”.
المقصود بـ “الوضع”، بالطبع، تفاقم الصراع مع الغرب بسبب قضية سكريبال. الصين، التي تتجنب تقليديا ذكر طرف ثالث في سياق علاقتها مع بلد آخر، تغير قواعدها. إن “جعل الأمريكيين يعلمون” هو في الوقت نفسه عرض الإخلاص لروسيا ولمسار التقارب الإضافي، والتعبير عن الاستياء من السياسة الأمريكية. لماذا حدث هذا الآن بالضبط؟
الحرب التجارية وطرد الدبلوماسيين؟ ولكن ما أثار استياء بكين أكثر قانون الاتصالات مع تايوان الذي وقعه ترامب مؤخرا، والذي يسمح بسفر المسؤولين الأمريكيين إلى الجزيرة.
والآن، ينظر الزعماء الصينيون بامتعاض كبير إلى المحاولة الجديدة للعب ورقة تايوان بالإضافة إلى الحرب التجارية والأزمة الكورية. فقد قال الوزير وي، في مؤتمر موسكو للأمن، إن “الجانب الصيني يعارض بشكل قاطع قانون الاتصالات مع تايوان الذي وقعه الجانب الأمريكي، فهو تدخل فاضح في الشؤون الداخلية للصين. هذا يزعزع السلام والاستقرار في مضيق تايوان”. وكتبت جريدة غلوبال تايمز الصينية أن بكين يمكن أن توجه ضربة جوابية، فقالت:
“يتعين على البر الرئيس (الصين الأم) أيضا الاستعداد لمواجهات مسلحة مباشرة في مضيق تايوان. يجب أن يكون واضحا أن تفعيل التبادل الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان سيؤدي إلى عواقب وخيمة على تايوان”.
من الواضح أنه لن تكون هناك حرب من أجل تايوان (شبه جزيرة القرم الصينية، كما يحب البعض تسميتها بالمقارنة)، فبكين ستعيد الجزيرة سلميا، كما فعلت مع هونغ كونغ. ولن تؤدي أعمال واشنطن الاستفزازية إلا تعزيز التفاعل الاستراتيجي العالمي بين الصين وروسيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى