قـصـة شهـيـد "مدحت عفيف حسن أمين" (شهيد باب المندب)

> تكتبها / خديجة بن بريك

> ولد في أتون حرب 1994م واستشهد في حرب 2015م.. الشهيد مدحت عفيف حسن أمين، من أبناء منطقة القلوعة بمحافظة عدن، كان يدرس في كلية الاقتصاد، وكان المعيل لأ سرته حيث كان يدرس ويعمل في آن واحد، فقد عمل في شركة (جروب فور) بالإضافة إلى العمل بالمساء على نقل الركاب على (الدراجة النارية)، استشهد في جبهة باب المندب، فهو أحد أبطال المقاومة الجنوبية الذين سطروا أروع الملاحم البطولية وأعلنوا للعالم بأن أبناء عدن رجال حين يحملون السلاح يهابهم الجميع.
تقول أمه: “في حرب 2015م أراد ابني مدحت أن يحمل السلاح ويقف في وجه العدو الذي كان يقصف المعلا بكل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، كان يخرج خلسة مني ويذهب للتدريب مع الشباب بقيادة صالح الجمهوري، حيث كان الشهيد القيفي يعمل على تدريب الشباب على استخدام السلاح.. اشتدت الضربات علينا وبدأت المليشيات الحوثية تتوغل في المعلا وصولا إلى القلوعة وبادرت بقصفها، حاول ابني الخروج وكنت أمنعه بشدة، وكانت المساجد تنادي (حي على الجهاد، حي على الجهاد) وكان يقول لي (يا أمي عندما كان يقول إمام المسجد حي على الصلاة كنت تطلبين مني الذهاب للمسجد للصلاة وتصرخين علي حينما أتأخر عليها.. فما بلك اليوم والمسجد ينادي حي على الجهاد)”.
بعد صمت وبكاء وحشرجة في صوتها أردفت قائلة: “جاءنا خبر استشهاد مدربه القيفي، لم يتمالك نفسه فطلب مني السماح له برؤية القيفي وتوديعه فخرج مسرعاً، وبعد لحظات خرجت وبحث عنه وصوت الانفجارات في كل مكان والرصاص يمر من فوق رأسي وشباب المقاومة يصرخون لأبتعد عن مرمى القناص، كنت أبحث عن ابني في كل مكان حتى عدت إلى المنزل، وبعدها سمحت له بأن يشارك في المعارك ولم يكن لديه سلاح فطلب من جارة لنا بأن تعيره سلاح زوجها المسافر فأعارته وطلب مني أن أعيد لها السلاح في حال استشهد”. وأردفت: “وبعد سيطرة المليشيات الحوثية على القلوعة خفت من بطش المليشيات بأولادي فنزحنا بحراً إلى الخيسة، وبعد سقوط التواهي نزح ابني مدحت والقائد الجمهوري وشباب المقاومة إلى البريقة وانضموا إلى شباب المقاومة في المنصورة، وهناك تم تسليم سلاح لابني وأعاد سلاح جارتنا.

كان يحكي لي عن المعارك بعد عودته منها، وكان يقول لي بأن أقوى المعارك التي شهدها هي معركة البساتين، وعندما بدأت الانتصارات كانت فرحتي كبيرة بأن ابني سيعود وستنتهي الحرب، وعندما دخل لتحرير القلوعة مع شباب المقاومة سجد شكر لله لتحرير منطقته.
بعد هذه الانتصارات انتقل مع شباب المقاومة لتحرير باب المندب، وبالفعل ذهب ابني معهم، وفي أحد الأيام عاد وأخذ معه سيكله (دراجته النارية) والذي كان يعيلنا بالعمل به، وأخذ مواد غذائية للشباب في باب المندب.. وفي تاريخ 16/11/2015م كان مع شباب المقاومة في باب المندب في أحد الشاصات وأثناء عودتهم من المعركة انفجر فيهم لغم أرضي واستشهد عدد منهم على الفور وبعضهم كانوا على قيد الحياة ولكن وقعوا في أسر المليشيات التي عملت على تصفيتهم بالحال وابني كان من ضمن الذين تم تصفيتهم”.
وتختتم قائلة: “ابني كان هو المعيل لنا كونه البكر، وبعد استشهاده تخبطت كثيرا بحثا عن (سيكل النار ) الخاص به ولم أجد التعاون من أحد غير من فهد مشبق مدير مديرية المعلا الذي ساندني وعمل على إخراج (السيكل) وأمر بإصلاحه ليعمل عليه ابني الأصغر لإعالتنا، كما أني ذهبت أبحث عن راتب الشهيد حتى يساعدنا على مواكبة الظروف المعيشية فأخذت ملف ابني إلى مبنى التحالف الخاص بالشهداء في البريقة وبعد قراءتهم للملف قالوا لي بأن ابني من شهداء 2015م من الذين خرجوا في سبيل الله ولن يتم صرف لهم راتب حتى تعود الحكومة، أما شهداء 2016 وما فوق فهم من لديهم راتب، ووجدت نفس الرد أيضاً من مكتب الشهداء في المنصورة. فكل ما أستطيع قوله هو لولا تضحيات ودماء أبنائنا الذين خرجوا لحماية الدين والعرض والأرض دون مقابل لما كنتم اليوم على كراسيكم ومكاتبكم ولما كنتم اليوم في عدن تمرون بمصفحاتكم بسلام وأمان.. رحمة الله على الشهداء”.
تكتبها / خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى