فيتامين (وطنية) ..!

> محمد العولقي

>
محمد العولقي
محمد العولقي
* ما يجب أن تفهمه الحكومة، ومن يدورون في فلك السياسة من مؤيدين ومعارضين أن الشعب الذي حارب وانتصر، وتحمل الجوع والعطش صاحب بصيرة وبعد نظر بقوة زرقاء اليمامة..
* أرجو من كل قلبي أن تبتعد كل الأطراف المتناقضة عن (التهويل) والمشاهد (الهتشكوكية)، بعد أن صار للرأي العام صوت مؤثر في العملية السياسية ..
* لست في وارد تذكير الحكومة أن قسمها ويمينها يتعلق بتوفير سبل الراحة للشعب ، وليس من بينها أن تكون حاضنا للمهاترات السياسية الفارغة المبتغى والمحتوى ..
* انشغلت الحكومة بجمع هواة (التطبيل) و(التهليل) لتبييض الوجه الحكومي إعلاميا ، و تناست أن معركتها الحقيقية في الميدان مع (غول) الغلاء ، ومع اقتصاد مهلهل يعصر (الريال) اليمني عصرا ..
* وكمراقب لأداء دور الحكومة في المناطق المحررة، فقد تفرغت الحكومة للدعاية الإعلامية للنيل من خصومها ومعارضيها السياسيين ، بدلا من وضع المواطن على رأسها لا تحت ضرسها ..
* أصبح رفع علم (الوحدة اليمنية) عند الحكومة أهم من الحالة المعيشية البائسة لكل مواطن، يهمه أن يشعر بالرعاية والحماية والأمان والضمان الاجتماعي ..
* الخوض في مراهقات كيدية استفزازية أفقد الحكومة وقارها وهيبتها ، ظل الموطن في (عدن) في حالة إحباط ، وقد تولد في داخله شعور بأن هذه الحكومة تداوم في (معاشيق) لهدفين ..
الأول : مطاردة أعلام (الجنوب)،
والثاني : حشد ما تيسر من أصوات للنيل من ثوابت وأهداف الحراك الجنوبي بمختلف تشكيلاته ومكوناته، والتفرغ لمهرجانات خطابية وفنية كيدية، فيها قلة ذوق لا تحترم الدماء الجنوبية التي سالت للركب..
* لو أن الحكومة اتخذت من المواطن درعا واقيا لسياستها، وجعلت من الشعب رأس حربة في حربها مع التنمية والخدمات ، لما احتاجت لتجييش (ديماغوجي) ، ولما أنفقت في سبيل شراء الولاءات والذمم ما يتعارض مع كونها الوعاء الذي يجمع ولا يفرق ..
* كل المواطنين سيهتفون ويصفقون للحكومة عندما يشعرون بتحسن ملموس في الخدمات اليومية المباشرة ، سيكونون لسان الحكومة عندما تسيطر على هرولة (الريال) أمام (الدولار) وبقية العملات الورقية ، وتقضي على ظاهرة حمل السلاح المقلقة للسكينة العامة ..
* عندما تشعر الحكومة بجوع البطون ، وتسارع إلى إنقاذ المدن من طوفان (المجاري) وطفحها ، وعندما تسيطر على السوق السوداء ، وتعيد لمنظومة الكهرباء انبساطها صيفا، وتحمي المواطن من جشع التجار ، عندها فقط سيكون المواطن خط الدفاع الأول عن الحكومة ..
* الوطنية- يا حضرات- فعل وممارسة وعدالة، وليست (كبسولة) تصرفها الحكومة ومعارضوها على مواطن بلا مسكن، ولا (حقنة) تضرب في وريد أم ثكلى، أو زوجة مترملة، أو طفل فقد أباه في معارك الشرف والكرامة، كما أنها ليست (فيتامينات) متوفرة في (البقالات) و (الصيدليات) المناوبة للسياسيين..
* الوطنية في مفهوم البسطاء والمعدمين، عمل ميداني يلامس هموم الناس، و يحد من معاناتهم اليومية مع تدني مستوى الرؤية للأسعار ، وانعدام النظام والأمان ، وارتفاع منسوب الأمراض والأوبئة والبطالة القاتلة ..
* الوطنية عدل ورحمة وشعور بآلام الناس ومعاناتهم اليومية ، وليست (صكوكا) توزع من بطون مصابة بداء التخمة، وليست مجرد خطابة وكلاما مستهلكا لا يقدم ولا يؤخر.
الوطنية يا حكومة ممارسة ورد فعل، وعمل ميداني يضع ثوابت لنظام مدني يشعر فيه المواطن بآدميته وأهميته كرأس مال لا يقدر بثمن..
* أهلا بعودة الحكومة بين ظهرانينا ، والأمل أن تطعم شعب (الجنوب) من جوع، وتآمنه من خوف ، فهذا الشعب الصابر المرابط يريد حلولا لأوضاعه المعيشية والأمنية الصعبة، بعيدا عن فيتامينات (وطنية)..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى