لماذا الجنوبيون دائما لا يكون لهم رأي مستقل؟

> مقبل محمد القميشي

>
مقبل محمد القميشي
مقبل محمد القميشي
لم يكن يوما قرارنا لنا، ولم يكن يوما قط قرارنا بأيدينا، حتى الثوار كانت بريطانيا مطلعة على أخبارهم وتوجههم ضد بعضهم البعض..
ونتيجة لتلك التبعية خسر الجنوب أموالا طائلة كان يفترض ان تدفعها بريطانيا كتعويض لاحتلالها المستعمرات الجنوبية لمدة 129 عاما..
وكذا رواتب للمتقاعدين الذين قايض بهم الحزب وباعها، وكان من المفروض يستلمها أصحابها كرواتب حتى اليوم حسب ما هو سارٍ ومعمول به في دول الكومنولث
التي استعمرتها بريطانيا خلال تاريخ سياستها الاستعمارية للشعوب الأخرى.
كنا تابعين للغير ولازلنا، ما في داعي أن ننعت بعضنا البعض بصفات تعودنا عليها على مر تاريخنا الطويل، استلمنا الاتحاد السوفيتي وطاوعناه ولجأنا إليه عقائديا وكنا لا نخالف تلك الإملاءات التي تصل الينا عبر ساستنا الموقرين.. لا تفرحوا ياقوم (دي أمس اليوم).
دخلنا الوحدة (بدولة) وسرعان ما تفككنا وصرنا أشخاصا تابعين لأشخاص، يشترون ويبعون فينا كما يريدون، والنتيجة ضاعت هويتنا وهيبتنا التي كنا نتمتع بها عند الغير وهي أصلا غير موجودة في ما بيننا ، وكان من المفروض ان توحدنا الوحدة نحن كجنوبيين في مابيننا نتيجة لما عانيناه في ظل الوحدة.
اليوم لم نستفد من تجاربنا الماضية، عادت حليمة لعادتها القديمة، الحراك الجنوبي مقسم وتابع بكل تقسيماته ومسمياته ، وواضح ما في داعي للتفصيل الكل يعرف ذلك من العالم 2007 حتى اليوم.. والشرعية بما فيها من الجنوبيين يشتغلون ضد الجنوب بعكس رفاقهم الشماليين الذين مهما اختلفوا في النهاية يتفقون..
يا قوم ألآ تتذكرون تلك الأحداث المؤلمة التي مرت وعصفت بالجنوب؟ ألم تستفيدوا من اضطهادكم وتهميشكم في صنعاء؟!، لماذا لم تتذكروا ذلك وتستفيدوا من تجاربكم وتغيروا أحوالكم وفكركم نحو بعضكم البعض..
تذكروا وتأملوا كثيرا بأن الجنوب واسع وشاسع المساحة..
وتذكروا أيضا، أن الوضع لا يمكن أن يظل على هذه الحالة.. حضرموت تنادي بدولة مستقلة، وشبوة هي الثروة، والمهرة ستذهب شرقا كما نشاهد المغازلة حولها اليوم.
وعدن ربما لن تتركها بريطانيا للعبث بها ، فلا تستغربوا ذلك فإن للصبر حدود.. وطالما ونحن متعودون على التبعية فكل الأبواب مفتوحة اليوم ، كما هي مفتوحة لكم أيها المتخاذلون (المتخاصمون) التابعون.
قد يقول قائل هناك شعب لا بد من ان يقول كلمته في الوقت المناسب وهي التي ترجح الميازين..
وأنا هنا أقول إن هذا الشعب تابع لقادته وليس متبوعا.. فهو مقسم حسب الحماس والتطبيل الإعلامي والسياسي.
وربما تعودنا على الشعارات الجوفاء
منذ زمن ، شعب لا يعرف مصلحته ، وقد أثبتت الأيام تبعية هذا الشعب للأشخاص والساسة الذين أوصلونا إلى نفق مظلم بتبعياتهم للغير على مدى تاريخهم.
كم أتمنى أن ينهض هذا الشعب من سباته العميق ويبتعد عن التبعية للأشخاص.. كم أتمنى أن تتعانق أبين مع لحج دون عنصرية، ويضعون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.. كم أتمنى من القادة الذين هم سبب تدهور قضية الجنوب أن يبتعدوا ويفتحوا المجال لغيرهم ، من أجل حرية هذا الشعب..
فهل تحصل المعجزة يوما.. وتنتهي تلك القيادات التي تقود الشعب إلى الهاوية؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى