لماذا يغيب التوافق الجنوبي؟

> عبدالقوي الأشول

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
لاشك أن القضية الجنوبية عادلة ومشدودة بإرادة شعبية جبارة وفق معطيات سنوات أو عقود من العطاء والتضحية ورفض سياسة الأمر الواقع ومحاولات فرض القوة التي مورست بحقنا.. ذاكرتنا دون ريب متعلقة بحجم المعاناة والمآسي والآلام التي حلت بأرضنا وشعبنا، واقع قدم إزاءه هذا الشعب الأبي آلاف الضحايا من الشهداء والجرحى ومازالت المأساة ترسم فصولها على كل شبر في أرضنا التي ظلت تنهب مقدراتها وثرواتها في ظل حالة عوز أصحاب الحق.
بالمجمل لا أحد بمقدوره إطفاء جذوة حماسنا نحو استعادة هذا الحق الذي دون ريب كلفنا ويكلفنا الكثير.
نعم هناك محاولات للنيل من التلاحم الجنوبي وخلق تباينات في واقعنا بحيث يمكنهم النفاد عبر ذلك للنيل من هذا الحق الذي تقره الديانات والشرائع السماوية والقوانين. ما نعانيه دون ريب هو ما يلازم مسارات نضالات الشعوب في سبيل حريتها. وإزاء ما سلف لا نمتلك سبيلاً إلا تعميق لحمتنا الداخلية للبناء عليها وتجاوز ما تعتمل من عراقيل في مسار نضالاتنا الشاقة.
وحتى لا نُجز إلى مربعات ردود الفعل التشنجية علينا أن نسعى قدر الإمكان لخلق توافق ولو نسبي يدعم تيارات نضالات شعبنا من أجل استعادة حقوقه المشروعة.من أولويات ذلك تدعيم تيار الإرادة الشعبية بنسيقها السياسي والقبلي، حتى تمثل رافداً قيماً يضفي على مسار نضالاتنا قوة نوعية تتلاشى إزاءها محاولات التفكيك القائمة.
والثابت أن المكونات المجتمعية الجنوبية القبلية والسياسية مجمعة على هذا الحق، الأمر الذي يجعلها الأقرب إلى أي خطوة توافقية تدعم مسارات استعادة الحق والخروج من شرنقة المراهنات التي تحاك ضد ارادتنا.. فمن المؤسف أنه خلال الفترة الزمنية الماضية وإزاء ما لاحت من فرص ثمينة لم يتم العمل على هذا الصعيد .. أعني خلق توافق مجتمعي قبلي وسياسي يظهر زخم الإجماع الجنوبي على التحرير والاستقلال.
المثير حقاً أن الآخر استطاع جرنا إلى ساحات أخرى بعيدة عن جوهر قضيتنا، وهذا ما يريده هؤلاء بخلق مستوى من التشظي الجنوبي بالعزف على مزمار المناطقية القبيحة وتنامي حالات تنافر ماكان لها أن تكون. مع أن كافة المعطيات تشير إلى إمكانية تحقيق تقدم ملحوظة وفاعل على صعيد المكونات السياسية التي تؤمن بعدالة قضيتنا، وهي- دون شك- الأقرب إلى التوافق الذي يمكنه أن يخلق توافق شعبي قبلي لتدعيم هذا الحق. بمعنى ساحة العطا التي ينبغي تجسيدها في هذه الأثناء أو إزاء المنعطفات الجادة واللحظات المصيرية يمكن تجسدها في واقعنا بتكثيف حالات التوافق الجنوبي واستمالة كافة الرموز المؤثرة للعمل بهذا الاتجاه الذي يمكنه أيضاً أن يلغي تماماً ما يجري من إذكاء للمناطقية التي باتت تشكل العقبة الأساسية المؤدية لحالة الضعف في الجسد الجنوبي عموماً.
ولا أدري سر غياب المبادرات والجهود بهذا الاتجاه في هذه الأوقات بالذات، والتي حل عوضاً عنها للأسف تنامي حدة الانقسامات واستحضار الماضي.. الحال الذي يضع الجميع أمام مخاطر جسيمة وتعصف بنضالات وتضحيات هذا الشعب الصابر الصامد تحت وطأة المعاناة بكل صروفها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى