عدن.. ضاعت الإدارة فتدهورت الإرادة

> عفان عبدالله نعمان

> عدن تدفع ضريبة الصراع وأهلها المتضررون.. ضاعت الإدارة فتدهورت الإرادة وتفشى الفساد.. لا تمر سنة إلا و تولد أزمات من مشتقات نفطية وكهرباء ومياه وعدم صرف رواتب المواطنين في وقتها، كلها ولادات متعسرة بسبب ضعف الإدارة وتفشي الفساد ولم يتم محاسبة أي مدير عن فساد إدارته في كافة المؤسسات الخدمية والإيرادية بسبب غياب الدولة، فلا وجود للدولة بمعناها الحقيقي إلا بالإعلام، فالحكومة لا يمكن أن تقوم بخدمة الشعب وهي في فنادق الرياض أو محشورة في بقعة صغيرة في عدن (معاشيق)، تاركة الأمر لمدراء فاسدين لم يقدموا أي شيء منذ تحرير عدن غير التصفيق والظهور الإعلامي وهم غير مؤهلين لإدارة مؤسسات الدولة، ونفعهم بذلك الصراع بين الحكومة والمجلس الانتقالي وعدم محاسبتهم في فسادهم وفشلهم الإداري.
وتدهورت الحياة المعيشية للموظف الحكومي في ظل عدم اكتراث الحكومة بالنظر في رواتب الموظفين، مما زاد ذلك في معاناته بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية نتيجة لهبوط قيمة العملة المحلية مقابل العملة الأجنبية، حيث لم تعمل الحكومة على زيادة رواتب موظفيها أو العلاوات والتسويات، وكأننا مغتربون في عدن والدولة في الرياض، وعدن اسمها فقط عاصمة مؤقتة بينما هي مسقّطة، والفرق واضح بين مأرب وعدن ولا تعليق.
مسكينة عدن لم تعد تقوى على الوقوف، فمنذ عام 67م وهي تعاني الصراعات والحروب بعد أن كانت ثاني ميناء في العالم ولها خصوصياتها التجارية، أصبحت الآن كرة يتقاذفها صغار القوم ويلعب بها جهلاء القيادة والإدارة. لو أردت أن تنبهر بعدن، جوهرة الجزيرة والخليج، افتح تاريخها قبل 67م وتصفح ما كتبه الأستاذ نجيب يابلي عن عدن ومكانتها في صحيفة «الأيام»، وإن أردت أن تبكي وتضحك فشاهد مستقبلها اليوم كيف أصبح بسبب الصراع السياسي.
كل المواطنين في عدن على لسان واحد يريدون وقف إطلاق النار، أكان في الأعراس أو في غيره، وكل المواطنين مع وقف البناء العشوائي، وكلهم مع إيقاف أعمال البلطجة.. ولكن أين الدولة؟ وأين موقع عدن من هذه الدولة؟. ضاعت الإدارة فتدهورت الإرادة وتفشى الفساد.. أهالي عدن يدفعون ثمن الصراعات والمماحكات الحاصلة فيها، وهم لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. والسبب الحرب التي فُرضت عليها، واللاعبون كثيرون محترفون وأساسيون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى