المعاق.. ومعوقات الطريق

> جهاد عوض

>
جهاد عوض
جهاد عوض
نلاحظ في كثير من مناطق ومدن العاصمة عدن انتشارا للكثير من المطبات العشوائية وغير القانونية في الشوارع والطرقات العامة والمليئة بالحفر والعوائق أصلا، بحجة وقوع حادث مروري هنا أو هناك، من سائق متهور لا يضع قيمة لحياة الناس، وهذا يعرقل حركة المركبات والمارة، خاصة من كبار السن والمعاقين من فئتي الإعاقة الحركية والبصرية ويزيدهم معاناة وعائقا إضافيا، ويحرمهم التنقل والمرور بين الاحياء وشوارع المنطقة بيسر وسهولة، بل وتشكل خطورة بالغة عليه إذا غامر وحاول المرور بمفرده دون مساعدة من الآخرين، نظرا لكبر حجم المطبات وارتفاعها عن سطح الطريق، لدرجة مرور السيارات بصعوبة، فما بال الكرسي المتحرك ذو الإطارات الصغيرة، مما جعل المعاق يتردد ويفكر ألف مرة قبل الخروج لوحده لممارسة حياته الطبيعية عندما يعلم أنه سيمر ويعبر على هذه المطبات والحواجز المعيقة له، ولعلمه بسقوط البعض ممن أنهم على شاكلته، مما يحرمه من أهم حق قانوني وإنساني بحرية التنقل والحركة في المدينة، خاصة أن بعض الحالات إعاقتهم شديدة، كالشلل أو أنهم مصابون في العمود الفقري، ويتأثرون ويتأذون من تلك المطبات، والتي تشكل هاجسا وخوفا دائمين لهم..
يقول لي أحد المعاقين: بينما أنا أمشي على كرسيي المتحرك في احد الطرق الفرعية، إذا بأحد كبار السن يبدو أنه يعاني من ضعف البصر يتعثر ويسقط على ركبتيه جراء ارتطام إحدى رجليه بمطب ما كان يتوقع وجوده، فهب بعض الشباب لمساعدته للوقوف مرة ثانية، وهو ساخط وعاتب على من أقام وعمل المطب، من دون طلائه بأي لون، حتى يميز ويرى، للحذر والانتباه منه وتجنبه على الأقل.
فحمدت ربي عز وجل، حمدا كثيرا على نعمة البصر، وإن كنت معاقا ومسلوب الحركة إلا على كرسيي المتحرك هذا.. فعلا من يتجول يرى هذا الأمر، والظاهرة تزداد وتتوسع في أغلب الشوارع والاحياء، وبصورة فوضوية تسيء وتشوه حاضر مدينة عدن التي عرفت بجمال ونظافة شوارعها، والتزام المواطن بالنظام والقانون في ما مضى من أيامها، فيما دول وشعوب العالم تتسابق وتحاول تقديم وتسهيل كل الخدمات المجتمعية للمعاقين، بما فيها تيسير وسهولة حركة تنقلهم في الشارع والطريق العام، بل إيجاد مركبات تناسب إعاقاتهم وكراسيهم المتحركة، وهذا حلم نحلم به بالمستقبل وليس ما نتمناه الآن، لمعرفتنا بصعوبة واستحالة حدوث ذلك في القريب المنظور.
هنا نتساءل: من المسؤول عن ذلك؟، أين جهات الاختصاص مثل إدارة الأشغال والمرور في المديريات للقيام بدورها وواجبها؟!! بالذات إدارة المرور كسلطة مشرفة ومسيّرة لحركة المركبات، من حقها ومهامها تحديد وعمل المطبات للمكان المحدد أمام المدارس مثلا، وبشكل متوازن وانسيابي، يتناسب ويراعي مستخدمي الطريق العام من مركبات وأفراد.
إننا نطالب الجهات المعنية بالقيام بحملة واسعة لإزالة المطبات والحواجز، لما لها من آثار سلبية في تشويه منظر المدينة، وتعقيد وإنسياب الحركة المرورية، ومنع إقامتها عشوائيا ومحاسبة من يقوم بعمل ذلك دون إذن أو ترخيص من الجهات ذات الصلة، وأن تزيل أي عوائق وحواجز تحد من حركة المعاقين وتنقلهم، وهذا واجب وعمل يحتم على الجميع تقديمه للمعاقين، حتى يمارسوا حياتهم الطبيعية، ومساعدتهم على الاندماج والانخراط بشكل فعال في المجتمع وهذا أقل شيء يمكن تقديمه لهم مقارنة مع ما يعطى لهذه الشريحة في البلدان الأخرى.
جهاد عوض

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى