كان فجراً باسماً..!

> محمد نجيب

> سحابة (غمامة) سوداء مشؤومة حلقت وكتمت سماء الجنوب فجر السابع من يوليو 1994م..
وبدأت تنفث سمومها المميتة على كل كبد رطب وكل ما هو حي من إنسان وحيوان وأرض وبحر وشواطئ وجبال وبيئة....الخ
محمد نجيب
محمد نجيب

وأمطرت ماء ملوثا أبت - وبكل كبرياء وهمة - أن تشربه أو تبتلعه أرض وتراب الجنوب الطاهرة والنظيفة المقدسة برغم عطشها وضمأها المنهك.
ماء هطل لم يتذوقه أو يرشفه أي جنوبي حر أبي.. ماء بدأ يتجمع في سدود أحواضها وجدرانها العمالة المطلقة.. ماء أفسد الحقل والأرض، غيوم مشحونة بالكراهية والحقد والغدر والتآمر والخسة هبطت قسرا.. غير مرحب بها، من عدن الى باب المندب ومن عدن إلى المهرة.
ماء حمضي التكوين لأجل حلحلة وتمييع وإذابة الكثير والكثير من العادات الموروثة الرائعة والأخلاقيات الحميدة المتجذرة، ولكن هيهات وألف هيهات.
أجواء ملبدة بقطرات الفساد بكل أشكاله وأنواعه وأحجامه وأوزانه وجهت لكل البنيات الأساسية وهياكلها في الجنوب من مؤسسات ومرافق وإدارات.
خدمات عامة تمس حياة ومعيشة المواطن، فساد أنهك ودمر مؤسسات تعتبر مصيرية كالتعليم والصحة والقضاء. ظلم صارخ فاضح واضح يخطط ويبرمج له بأسلوب ممنهج جوهره العنهجية لإذلال أبناء الوطن. ولكن.. ومع كل هذا وأكثر، قاوم الجنوبي. وبدا أن هذا الظلام الدامس والحالك باقيا أبد الدهر، ولكن ولأن الخالق جل وعلا لا يقبل نصا وروحا بمثل هذه حالة «الله نور السموات والارض.... وهو الذي أخرجكم من الظلمات إلى النور».. بدأت بشائر الخير من رياح المقاومة الجنوبية في تحريك نفحاتها المباركة والصلبة وتنفخ غمامة الاحتلال والظلم والقهر ليظهر النور وتصفو السماء.
ورأى شعب الجنوب بعضه البعض بكل أخوية ومحبة وتضامن وهدف واحد مشترك... استعادة دولته الجنوبية بحدود 21 مايو 1990م. النجاحات التي حققتها كل «فصائل الحراك الجنوبي» دون استثناء في تثبيت «هدف استعادة دولة الجنوب» كانت تقف على مسافة قصيرة من اعتراف وتفهم أمم ودول العالم. ذلك أن المؤامرات والدسائس ضد مكونات وفصائل «الحراك الجنوبي» أنهكته عن «لمّ الشمل» ضمن «إطار واحد موحد» واضح الإحداثيات لكل من يبحث عن السلام والاستقرار في هذه البقعة الجغرافية والاستراتيجية المهمة من العالم.. وأدرك شعب الجنوب الصامد والأبي أن الوقت قد حان ونضج ليقول ويتحرك ويقرر خطوته المصيرية. فكانت مليونية «التفويض» للرئيس القائد عيدروس الزبيدي فجر يوم 4 مايو 2017م، وولادة المجلس الانتقالي الجنوبي التلقائية.. الهدف «استعادة دولة الجنوب».. وفي أقل من عام واحد ولأول مرة منذ أكثر من ربع قرن اعترف العالم، ممثلا بالأمـم المتحدة، بـ«القضية الجنوبية» كمفتاح حل لأي تسويات أو حلول للوضع القائم في جنوب غرب قارة آسيا والجزيرة العربية... فعلا... فجر يوم 4 مايو 2017م.. كان فجراً باسماً على قلوب كل الجنوبيين.. وكل عام وأنتم بخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى