ألا فليتقِ الله من يؤججون الثأرات القبلية (النتنة)

> م. محمد علي حسين

>
م. محمد علي حسين
م. محمد علي حسين
رحم الله زميل الدراسة، والعمل الوطني، منذ ستينيات القرن الماضي الأستاذ الشهيد عبدالله محمد عنبر، ورحم الله رفيقه الشاب الشهيد حسن علي عشال، وجميع الشهداء ممن يُقتلون ظلماً وعدواناً، أو دفاعاً عن النفس والدين، أو عن الحق والعرض!
ولمن لا يعلمون نقول: إن لمديرية مودية أو (ولاية دثينة/سابقاً) سجل حافل بالمآثر المتميزة في المجال الوطني، والاجتماعي، وفي مجال العدل، وغيرها من المجالات قبل الاستقلال، وبعده! حيث مثلث (ولاية دثينة) في عهد المرحوم حسين منصور باجابر (نموذجا للعدل والاستقرار)، فعلى أرضها جرى تنفيذ (القصاص) باثنين قتلا شخصاً آخر، وجرت لهما محاكمة شرعية بمحكمة مودية الابتدائية، حيث اعترفا وأقرّا بالقتل (ثأراً) لمقتل والدهم قبل أكثر من (20) عاماً، وبرئاسة القاضي امهيثمي سميح، أصدرت المحكمة حكماً بإعدامهما رمياً بالرصاص، ورفع الملف إلى حضرة والي دثينة المرحوم حسين منصور، الذي استشعر جسامة المسؤولية فتحرك بالملف إلى عدن، وعرضه على العلامة محمد بن سالم البيحاني، الذي صادق على حكم إعدام الاثنين (بواحد)، ثم ذهب الوالي حسين إلى قاضي الاتحاد الفيدرالي أحمد بن علوي الحداد، الذي وافق على حكم القصاص وأيده، فعاد إلى دثينة، واطلع مجلس الولاية، المتمثل (باللجنة) ٍالتي وافقت على القصاص الشرعي، فصادق الوالي حسين منصور على حكم الإعدام، وتولى عسكر الحكومة ربط المحكوم عليهما إلى (جذع شجرة العلب) بالقرب من السجن الذي كان مع المحكمة تحت حراسة مركز مسمار، وتولى ابن المقتول إطلاق النار عن قرب قصاصاً بمقتل والده، وهتف وكبر لذلك جموع الحاضرين، وفي مسيرة حاشدة جمعت طلبة المدرسة الابتدائية، معنا نحن طلبة المتوسطة، حيث سرنا مع جموع المواطنين نهتف: (عاش العدل، يحيا العدل)، وصدق الله العظيم القائل:((ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب))، مما يعني أن القصاص في الإسلام حل محل (الثأرات القبلية النتنة) قبل الإسلام، والقصاص إنما تقوم به سلطات الدولة القضائية، ولا يحق للأفراد القيام بذلك، حتى وإن كانت سلطات الدولة (رثّة) لأسباب قاهرة كما هو حالنا اليوم في اليمن..
وبنسخة من مقالنا هذا لدولة الأخ رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، ونائبه دولة وزير الداخلية أحمد بن أحمد الميسري، من أجل تجريد حملة عسكرية على موطن من قتلوا الشهيدين ابن عنبر، وابن عشال، وذلك لردع القتلة ومن يجهلون الشرع والقانون، وردهم عن ظلم أنفسهم، وما يوردهم (نار جهنم)، إما ضحاياهم فإن موردهم الجنة بإذن الله تعالى (كمظلومين) لم يتسببا بحادث القتل (السابقة) موضوع (الثار) الذي تسبب بقتلهما ظلماً وعدواناً في يوم الجمعة تاريخ 20/4/2018م، وصدق رسول الله القائل: ((انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، قالوا: مظلوماً وعلمنا بنصره، فكيف ننصره ظالماً، قال: برده عن الظلم)).
لقد تم تجنيد المئات بل الآلاف من أبناء م/أبين، ومودية في صفوف المقاومة الشعبية والجيش الوطني في مختلف جبهات القتال، وإذا كانت ظروف الحرب لا تسمح بسحب بعضهم لحفظ الأمن في مناطقهم فإن القرى والأحياء السكنية تعجّ بالرجال وخاصة الشباب القادرون على حفظ الأمن والاستقرار، إذا ما توفرت لهم أسباب العمل في إطار وزارة الداخلية. كما نرجو أن تتوفر الأنظمة والقوانين، والدورات التدريبية، لتنشيط السلطات المحلية، والمجالس المحلية، والأهلية كذراع لفرض هيبة الدولة، وتحقيق الأمن والاستقرار.
وإلى ذوي الشهداء ممن يقتلون ظلماً وعدواناً، أو دفاعاً عن دينهم، أو عن حقهم وعرضهم، نقول: تهناهم الشهادة، ولتعلموا أن آباءكم، وأبناءكم الشهداء مع الصالحين في الجنة، مما يعني بأن الكثير من أهل الجنة سيكونون من أهل اليمن، وسوريا، والعراق، وليبيا، والروهنجاء، وغيرهم ممن دمرت الحروب، ومشعلوها حياتهم، وإن كنت لا أزكي على الله تعالى صاحب الأمر في الأول والأخير والأحق بالتوبة، والاستغفار، وبالدعاء.
رحمكما الله يا ابن عنبر، ويا ابن عشال، وألهم أهلكما وذويكما الصبر والسلوان، وحفظ الله منطقة (مودية) وسائر مناطق اليمن من المكائد، والمؤامرات، والحروب، وسائر بلاد المسلمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى