> سررت كثيرا وتسللت فرحة عارمة إلى داخلي عندما قرأت اعتماد السلطة المحلية بوادي حضرموت زيادة رواتب عمال صندوق النظافة والتحسين وصرف العلاوة السنوية، فعامل النظافة يقدم خدمات جليلة يعجز غيره عن القيام بها، بل إنك تجد البعض يأنف من القيام بمهام عامل النظافة في محيطه البسيط وينظر لها من زاوية عالية، بينما يتناسى وينسى ما يترك من مخلفات كان حري به أن يتعامل معها بطريقة أفضل.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فأجد هذه اللفتة الإنسانية واللمسة الحانية التي يشكر عليها صاحب البصمات الواضحة وكيل المحافظة لشؤون مديريات الوادي الأستاذ عصام حبريش الكثيري، فرصة لأن ينظر بعين الإنصاف لتحسين وضعية متعاقدي صندوق دعم التعليم الذين مرت على بعضهم سنوات وهو يمنّي نفسه بتحسين الراتب خلا التوظيف الذي أصبح الحصول عليه يتطلب خطوات متقدمة تتعدى تقديم طلب وحمل توجيه أو كشوفات مفاضلة وأسبقية في التخرج، فبينما تأتي الشروط الكثيرة ضد الطرف الثاني (المعلم المتعاقد) نجد أن الطرف الأول (السلطة المحلية) يلتزم فقط وفقط بدفع راتب تعاقدي وقدره (30 ألف ريال يمني) بما يعادل (64) دولارا أمريكيا أي بـ (239) ريالا سعوديا.
فأي نفسية ستكون لهذا المعلم الذي يتحول داخل الصف إلى مربي وموجه وواعظ وحلال مشاكل وطبيب نفسي وأب؟! وأي أداء سيؤديه وهو يعلم سلفا أن تعاقده وجهده المبذول وأعصابه المحروقة وباله المنهك وطاقاته المستنزفة لن تكافئ بأولوية في التوظيف؟! وأي جودة في التعليم وأي تمكين للشباب سيحضر، وأبسط مطالب الشباب المتعلم غير متوفرة؟!
وفي النهاية أطالب بالتوظيف العاجل لجميع المتعاقدين وقبل ذلك زيادة رواتبهم بنسبة 100 %.
همام عبدالرحمن باعباد