حوار الجنوبيين مع اليمنيين في تونس يخلص إلى تجاوز مخرجات الحوار اليمني

> «الأيام» العربي/ غرفة الأخبار

> «الأيام» العربي/ غرفة الأخبار:
تشهد عواصم عربية عدة لقاءات سياسية ودبلوماسية مكثفة، بين أطراف الأزمة اليمنية ودبلوماسيين غربيين، في إطار البحث عن تقارب بين الأطراف، تعيدهم إلى طاولة الحوار لإحياء المفاوضات، عبر المبعوث الأممي الجديد، مارتن جريفيثس، الذي يتنقل بين العديد من العواصم العربية، ويجري لقاءات موسعة مع ممثلين سياسيين لبعض الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية الأخرى.
من الأردن إلى الرياض وأبو ظبي فمسقط، يواصل جريفيثس جولته الثانية.. ومن المتوقع أن يصل إلى صنعاء في الأيام المقبلة، للقاء بقيادات حركة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام»، بعد تأجيل الزيارة التي كانت مقررة أمس السبت، بحسب مصادر في صنعاء تحدثت إلى «العربي».
اختتمت الخميس الماضي جلسات النقاشات التي استضافتها تونس لمجموعة من السياسيين اليمنيين والتي استمرت 3 أيام.
النقاشات شارك فيها ممثلون عن الأحزاب السياسية اليمنية كالإصلاح والناصري والمؤتمر الشعبي والمكونات الأخرى كـ«أنصار الله» والمجلس الانتقالي الجنوبي، في ثاني لقاء من نوعه خلال شهور.
ومطلع العام الجاري جرت لقاءات للأطراف اليمنية في تونس، في إطار اللقاء الأول كجزء من النشاط الذي يجري في دول عربية وأوربية، وفي إطار لقاءات موسعة، بعضها ترعاها الأمم المتحدة، وبعضها ترعاها منظمات دولية.
وبحسب مصادر سياسية، فإن «اللقاء في تونس، الذي تنظمه الأمم المتحدة، لا يشكل حواراً (عملياً) بين القوى السياسية حول إيقاف الحرب أو التسوية السياسية، بل تجري فيه مناقشة قضايا تتعلق بالدستور، وأمور أخرى ذات طابع نظري»، مشيراً إلى أنها «لقاءات عادية لا ينجم عنها شيء».
ومن بين المشاركين في اللقاء، بحسب كشف حصل «العربي» على نسخة منه، ممثلون عن حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، و«التنظيم الوحدوي الناصري»، وحزب «الرشاد»، وحركة «أنصار الله»، ومؤتمر «حضرموت الجامع»، و«المجلس الانتقالي الجنوبي».
ومثل «الحزب الناصري»، الأمين العام السابق للحزب سلطان العتواني مستشار الجمهورية حاليا، وأمين عام «الحزب الاشتراكي»، عبد الرحمن عمر السقاف، وسلطان البركاني عن حزب «المؤتمر الشعبي العام» ويمثل المجلس الانتقالي الجنوبي خالد بامدهف ود.فضل الربيعي.
وأوضح أحد المشاركين في هذه الحوارات، وهو ممثل لأحد الأحزاب البارزة، في حديث إلى «العربي»، بالقول إن «الهدف من هذه الحوارات يبدو التأسيس لأرضية أو مرجعية لحوار سياسي جديد، وكأن الأحزاب والمكونات، لم تخض حواراً سابقاً، وتتجاوز مخرجات الحوار الوطني».
وأضاف القيادي المشارك: «طبعاً هذا عمل خطير، ومن الصعب أن نعيد صناعة مرجعية بعد هذا الشتات. يعني الحوار الوطني جاء في وقت كان بالإمكان أن نصنع بيئة حوار مؤاتية، أما الآن، صعب، وكلنا كنا نتفق مع كل الأحزاب على هذا المسار غير الصحيح، وأنه إذا أردنا أن نتحاور فنتحاور في كيفية تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، أو تهيئة البيئة لتنفيذ هذه المخرجات، وكنا نعترض دائماً على هذا، ونعيدها إلى مسارها الصحيح».
وتابع: «بشكل عام، هناك مسار موازٍ لمسار التفاوض الرسمي. والمسار الموازي، في الغالب، ترعاه ألمانيا، وهو مسار يحاول أن يصنع أساسا لحوار ممكن، ينتقل هذا الأساس إلى مسار حوار التفاوض الرسمي، بحجة أن الجميع قد شارك فيه، واطلعوا على ما دار فيه، ودائماً يبحث القضايا التي لا يستطيع مسار التفاوض الرسمي أن يتقدم فيها»، موضحاً أنه «يتم تفكيك القضايا الكبيرة والاستيعاب والدمج ومحاولة التقريب بين وجهات النظر، وطبعاً في مسار محدد لدى الجهات الراعية للتفاوض، وكان من أخطر ما فيه، أنه يحاول أن يفكك منظومة المرجعيات الثلاث التي تستند إليها الحالة السياسية اليمنية».
ويستبعد المتحدث «أن يخرج اللقاء بشيء ربما يتجاوز المرجعيات الثلاث، والجميع يرفض تجاوز المرجعيات الأساسية، ما عدا الحوثيين وجماعة الحراك يوافقون على تجاوز المرجعيات».
ويبدو أن عودة الحوارات هذه تأتي هذه المرة بالتنسيق مع المبعوث الأممي مارتن جريفيثس، الذي تقول مصادر سياسية في الرياض لـ«العربي» إنه «يبحث عن إقناع طرف الشرعية وبعض الأحزاب التي تعمل في صفها على التعديل في المرجعيات الثلاث، والأسس التي تطرحها كشرط أساسي للحل، بحكم أن التمسك بهذا الشرط لا يغير من تعقيد الأزمة، ولا يعمل على تقريب وجهات النظر، بل يعقدها».
وبحسب المصادر، فإن «جريفيثس يتحرك عبر مسارات كثيرة الآن، وعبر دوائر دبلوماسية، أوروبية خصوصاً، تلك التي لها علاقة، ولها تواصل مع الأطراف السياسية اليمنية برمتها، كتلك التي قادت حوارات ولقاءات موسعة بين تلك الأطراف، من بينها حوارات ولقاءات تونس».
ولهذا جاء استئناف اللقاء في تونس هذه المرة كنوع من مساعدة المبعوث في تقريب وجهات النظر.. ولكن وبحكم أن بعض الذين يشاركون لا يشاركون بطرق رسمية في العادة، فإن أي اتفاقات في هذه الحوارات قد لا تفضي إلى اتفاق بقدر ما هي أطروحات تعبر عن وجهات نظر لا أقل ولا أكثر، طبقاً لمعلومات «العربي».
ويسعى المبعوث الأممي إلى بلورة «خارطة سلام» من المقرر أن يعرضها على مجلس الأمن الدولي بعد أقل من شهرين، وفقاً لتعهده بذلك منتصف أبريل الماضي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى