يزيد عددهم عن 12 ألف نسمة.. سكان الريف الجبلي بردفان: نعاني شحة مياه خانقة ولا دور للمعنيين

> تقرير/ رائد الغزالي

> يُعاني سكان المناطق الجبلية، الواقعة شرق مديرية ردفان محافظة لحج، من أزمة مياه خانقة، أُجبر على إثرها الكثير من الأسر على النزوح إلى مناطق أخرى.
فيما يقطع النساء والأطفال عدة كيلو مترات في سبيل الحصول على شربة ماء نقية.
ويأتي في مقدمة القرى التي أصابها الجفاف قرى: وحدة، عقيبة، دبسان، ضرعة، أيمن، نمرة، ومناطق ظاهرة البكري والجبلة.
الاعتماد على مياه الأمطار
ويوضح أحمد جمال أن «الحي الخامس، أو ما يُعرف بحي الشهداء ومسقط رأس الشهيد لبوزة، هو من أكثر المناطق التي تشهد شحة مياه، على الرغم من أنه يقع في آخر مناطق ردفان ويمتلك في باطنه مخزونًا كبيرًا من المياه الجوفية، حسب ما أكده مهندسون في علم الهيدرولوجيا (علم المياه)، لاسيما في مصب أودية الحي عند نقطة غيل الباقي ومنطقة وادي بناء، التابعة إداريًا لمناطق الحي الخامس».
وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: «تُعاني المناطق الواقعة شمال الحي أزمة حادة من نقص المياه، نظرًا لنضوبها من الآبار، وفي مقدمتها مناطق: دبسان، وضرعة، ونمرة، وأيمن، والبلد. والمؤسف هنا أن هذه القرى برغم تقديمها شهداء كُثر في مختلف الثورات التحرير، إلا أنها ما تزال تفتقر لأبسط الخدمات، وبات الأطفال والنساء في هذه الأيام يقاسون كثيرًا في سبيل عملية البحث للحصول على شربة ماء نقية من مناطق بعيدة جدا».
بعض آراء من أهالي المنطقة
بعض آراء من أهالي المنطقة

وأشار جمال إلى أن «الحي أصبح بحاجة ماسة لمشروع محوري من شأنه أن يزود المناطق بالمياه من غيل الباقي»، مطالبًا في ذات السياق السلطات بـ«البحث عن منظمات داعمة لتنفيذه، فمن العيب أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين وما زال فيه أطفالنا ونساؤنا يقطعون عدة كيلومترات من أجل أن يحضروا لترات من المياه».
شرب مياه ملوثة
وقال د. سالم البكري، وهو أحد سكان منطقة الظاهرة: «إن منطقته من أكثر القرى معاناة من شحة المياه بسبب موقعها على جبل، واعتماد أبنائها كلياً على مياه الخزانات التي يتم تجميعها في موسم تساقط الأمطار عبر مساقي غير نظيفة، وهو ما يجعلها عرضة للتلوث بسبب الأتربة والحشرات، ويصاب على إثرها الأهالي بالعديد من الأمراض كالكلى والحصوات والبهارسيا والإسهالات، فضلاً عن أنها أماكن مناسبة لانتشار البعوض الناقل للملاريا وحمى الضنك، وأمراض فيروسية أخرى».
منطقة الظاهرة
منطقة الظاهرة

وأضاف: « كان هناك مشروع مياه صمعان البكري، حيث تم تنفيذه على مراحل مختلفة، وقد بدأ في عام 1990م، واعتمد فيه على المياه السطحية، أعقبه حفر ثلاثة آبار جوفية وبناء أربعة خزانات كبيرة بسعة تزيد عن 150 ألف لتر، وكان من المقرر أن يتم الضخ منها على ثلاث مراحل، ولكن المشروع تعثر بسبب حدوث بعض المشكلات من ملاك الأرض، إضافة إلى الانفلات الأمني منذ سنوات، ولو أنه كُتب له النجاح لحل المشكلة لجميع القرى والمناطق الجبلية بدءا بالخلاء إلى منطقة عقيبة فالفرع والسبابة».
أزمة مياه شديدة
أما عبدالله فضل مقبل، أحد سكان منطقة عقيبة، فقد عبر عن معاناة منتطقته من أزمة المياه بالقول: «منطقتنا جبلية ويبلغ عدد سكانها نحو 3000 ألف نسمة تقريبًا، وقد بتنا في الوقت الحالي نشعر بقلق كبير نتيجة شحة المياه التي وإن وجدت بندرة فهي غير صالحة للشرب وتتسبب بالكثير من الأمراض كحصوات الكلى وغيرها، والتي تزايدت خلال العام الماضي، وهذا العام بكثرة».
طفلتان يحملان دبتين من الماء
طفلتان يحملان دبتين من الماء

وأوضح في حديثه لـ«الأيام» عن «تمكن نزوح عدد من الأسر الميسورة إلى مناطق أخرى من المناطق، بحثاً عن مياه صالحة للشرب، ولهذا نناشد الجهات المسؤولة، وكذلك المنظمات الدولية، زيارة منطقتنا والنظر إلى حاجة الأهالي من مياه مع توفير وسائل لتنقيتها، لاسيما أن وضع الناس ومنهم الأطفال أصبح صعباً جدا».
دور غائب للمسئولين
من جهته أوضح عضو مجلس محلي مديرية ردفان عثمان قائد الصراني أن «الكثير من المناطق بردفان بحاجة ماسة إلى تقديم المساعدة في هذه الخدمة».
وأكد الصراني في تصريحه لـ«الأيام» أن «هذه المشكلة أضحت معقدة في منطقة عقيبة وما جاورها من مناطق الحي الخامس: دبسان، ومناطق الظاهرة، والجبلة، وحدة، وباتت تُقلق سكانها والتسبب بنزوح الكثير من الأسر إلى أماكن أخرى».
وأوضح بأن «دور السلطة مُغيب تمامًا عن هذه المناطق ولم يلتفت إليها، ويتوجب عليها أن تسعى لإيجاد الحلول من خلال اللقاء بالمنظمات أو تقديم ملفات طلب مساعدة عاجلة لمساعدة سكان تلك المناطق، التي يزيد عدد سكانها عن 12 ألف نسمة، بالحصول على مياه نظيفة، كما نتمنى من تلك المنظمات زيارة هذه المناطق واللقاء بالسكان قبل حلول شهر رمضان الفضيل والإسهام بحل مشكلتهم».
وأشار في ختام تصريحه إلى «وجود خطط ومقترحات لإيجاد البدائل، ولكن ينقصها الإمكانات».
تقرير/ رائد الغزالي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى