منتخبات الناشئين والكذبة الكبرى

> عوض بامدهف

>
عوض بامدهف
عوض بامدهف
كما يقولون: في كل مرة لا تسلم الجرة ، ومع علمنا الواثق ، بصحة وصواب هذا القول ، إلا أن مهزلة ما يسمى ، كيفية اختيار منتخبات الناشئين في بلادنا ، تتكرر في كل مرة ، وبنفس التفاصيل المملة لسيناريوهات الاختيار ، وهي تكاد أن تكون طبق الأصل وهي عادة ما تأتي على طريقة (على عرف المرق فتوا) ، وبختك يا أبو بخيت وهذا هو الأحمر.
وعندما تطل مواعيد المشاركات لبطولات منتخبات الناشئين يُسرع الاتحاد اليمني العام لكرة القدم، بتحريك سلاحفه وأدواته ، بقيادة مدرب منتخب الناشئين (الموضوع على الرف) ، وذلك باتجاه المحافظات ، لاختيار عناصر المنتخب بنفس الطريقة العقيمة والمملة ، والغريب في الأمر ، أن فروع الاتحاد العام تتجاوب مع هذا التكرار الممل ، لكيفية الاختيار العشوائي ، وتقوم بتنفيذ هذا الفرمان العجيب ، وذلك من خلال إعداد اللازم وإحضار اللاعبين بطرق غريبة ، ليقوم الساحر أقصد المدرب بإتمام عملية الاختيار ، التي تتم عبر تعويذات الساحر والبركة ولعبة الشطار (يا طابت يا إثنين عور) ، والمهم أن تتم المهزلة وتنطلي الكذبة على الكل.
يا أحباب ويا سادة يا كرام، وحتى لا أكون متجنياً على أحد .. والعياذ بالله ، أضع أمامكم تساؤلاتي ، التي تتلخص فيما يلي: هل أقام الاتحاد دورياً متكامل الأركان خاصاً بالناشئين طيلة الأعوام السابقة .. وهل أقامت فروع الاتحاد بالمحافظات دوريات متكاملة للناشئين ، كل في نطاق محافظته، وبعيداً عن المسابقات الموسمية والاحتفالية ذات الطابع (الساندوتشي) والذي عادة ما يكون شبيهاً بالوجبات السريعة التي لا تغني ولا تشبع من جوع .. إذاً ما هي المعايير المعتمدة في اختيار عناصر منتخبات الناشئين؟ .. وهل تعتمد في الأساس ، على أسلوب النظرة الشرعية الخاطفة ، أو سلق البيض ، أو أن الدنيا حظوظ ..؟
إن عملية اختيار عناصر منتخب الناشئين وهو اختيار عشوائي وبامتياز، ويعتمد على اتباع طريقة (القريب من العين قريب من القلب) ، ولذا عادة ما تنحصر عملية الاختيار على محافظات صنعاء والحديدة ، وقليل من تعز ، وأقل القليل من محافظات الجنوب .. وهؤلاء لا يتعدى دورهم الجلوس على دكة الاحتياط ، أو اللعب لدقائق معدودات في أحسن الأحوال.
وهذا هو الناتج الطبيعي لاعتماد الأسلوب العشوائي المتكرر في التعامل مع اختيار لاعبي منتخب الناشئين وللأسف الشديد ، فإن كل هذا يحدث رغم كل الضجيج والصخب ، بضرورة الاهتمام بالناشئين الذين هم أساس البنية التحتية الكروية ، والاحتياطي الأوفر ، لرفد الفرق ، والمنتخبات بعناصر متجددة الدماء، وجزيلة العطاء والمردود بما يحقق التواصل والتألق لتحقيق الأهداف ومقاصد التطور الكروي المنشود ، ولكن هيهات !!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى