لا أخشى على المرقشي

> فهد البرشاء

>
فهد البرشاء
لم أشاهد قط بحياتي رجلا بتلك العزيمة والصلابة والقوة والصبر والتحدي!.. لم أشاهد رجلا يصنع من السجن متنزها، ومن الوجع سعادة، ومن الحزن فرحة، ومن القضبان وردا..!!

رجلٌ جعل من ابتسامته الساحرة الصادقة البريئة سلاحه الوحيد أمام ذلك الظلم والطغيان الذي طاله من سجانيه، فاحتار جميع من عرفه فيه.. فكيف لرجل قُيّدت حريته، وكُبّلت يداه، وسُلبت حقوقه، وطاله الظلم والعذاب بكل أشكاله وأصنافه أن يمتلك مثل هذه الابتسامة التي حيرت الألباب وأسرتها في ذات الوقت..

لم يهن.. ولم ينكسر.. ولم يخنع.. ولم يستسلم.. لم ترهبه غطرسة سجانيه، ولم تخفه عنجهية ظالميه، ولم تزعزع ثقته بالله تلك الخطوب والمنايا منذ عشر سنوات ونيف.. فخط بصبره وعزيمته وتحديه حكاية خلدت له في قلوب محبيه كل الود والحب والإعجاب والانبهار..

ورسم بابتسامته الساحرة أجمل الصور وأروعها، لمعاني التحمل والجلد ومجابهة الخطوب والمنايا، وعدم الخنوع والانكسار واليأس والإحباط مهما بلغت المحنة، ومهما اشتدت قسوتها ومرارتها..

لا أخفيكم سراً أنني منبهر به، لأنه جمع بين جوانحه كل الخصال والصفات الحسنة، فما زاده السجن غير إيمان وثقة بالله بأن الأقدار بيد الرحمن، مهما تجبر الطغاة، ومهما عاثوا في الأرض فساداً، فعدالة الرحمن ستحل لا محالة..

منذ سنوات ليست بالكثيرة تعرفت على هذا الرجل عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتابعته مراراً وتكراراً، فأيقنت أن لا مجال لكسره، ولا مجال أمام من يحاولون تدميره أو إنهاكه نفسياً ومعنوياً، فهو يمتلك عزيمة كـ(الفولاذ) وصبراً كـ(الحديد).. ولا محالة ستبوء جميع محاولات من يسعون إلى ذلك بالفشل الذريع..

وأيقنت أن لا خوف عليه مهما توالت السنوات وتعاقبت، ومهما تفنن الطغاة في طرق ووسائل إرهابه، ومهما خذله الجميع وتناسوه.. والخوف كل الخوف علينا نحن الذين نهاب من أنفسنا ونرضخ لها، فكيف لو كنا في ذات موقفه ومكانه؟!

حديثي عنه قاصر، وكلماتي عنه عاجزة، وبلاغتي أمامه جهالة، ومديحي له غير كافٍ، وشهادتي فيه مجروحة، بل وأخجل أن أكتب ما لا يستطيع أن يسبر أغواره أو يصوره لمن لا يعرفه بالشكل الصحيح والمطلوب..

ربما يعرفه الكل، فهو لا يكل أو يمل، ولا يستكين.. منه تعلم رفاق سجنه الكثير، حتى بات لهم المعلم القدير، ومنه يستمد الأحرار قوة النضال وإكمال المسير رغم أنهم مكبلون وعاجزون ومتناثرون..

تحية لك أيها العملاق وعميد الأسرى الجنوبيين، وصاحب الابتسامة الساحرة والإيمان القوي والصبر الجميل.. تحية حب لك أيها الحر أحمد عمر المرقشي..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى