ما الذي قدمته الإمارات لجزيرة سقطرى؟ بناء مدينة خاصة للأيتام بسبب إعصاري تشابالا وميج

ما الذي قدمته الإمارات لجزيرة سقطرى؟ بناء مدينة خاصة للأيتام بسبب إعصاري تشابالا وميج

> تقرير/ سعيد الجدمهي

> لدولة الإمارات العربية المتحدة دور بارز في المجال الخدمي والتنموي في عدد من القطاعات بمحافظة أرخبيل سُقطرى، أسهمت بشكل كبير في التخفيف من معاناة أبناء الأرخبيل.
ومن تلك الأعمال تسوير مطار سقطرى الدولي بالأسلاك (شبوك) مخصصة للمطارات، مع توفير منظومة إضاءة حديثة تعمل بالطاقة الشمسية، وتزويده ببعض الأجهزة الحديثة، والعمل جارٍ على تجهيز الصالات المتضررة من الأعاصير التي ضربت المحافظة عام 2015م.
ويُعد المطار من المنافذ ذات الأهمية الكبيرة للجزيرة، والمنفذ الوحيد لها خلال فصل الخريف الذي تشتد فيه الرياح الموسمية.
مطار سقطرى
مطار سقطرى

وتبلغ مساحة مشروع التسوير الخاصة بالمطار في مرحلته الحالية 8 كيلو 800 متر، تنفذه مؤسسة شط البحر للنقليات العامة الإماراتية، ومن شأن هذا المشروع أن ينقل المطار نقلة نوعية بالعمل الملاحي الجوي وسيمكن الطيران من الهبوط في أي وقت، كما سيربط الجزيرة بالعالم الخارجي من خلال الرحلات المتواصلة من وإلى الأرخبيل وبشكل مستمر لاسيما بعد الاهتمام الكبير الذي توليه وزارة السياحة عبر تحويل سقطرى إلى وجهة سياحية بيئية على مستوى العالم والاستفادة من مصادرها الطبيعية ونسيجها الاجتماعي الآمن والمحافظة على الاستقرار في تحقيق استثمار سياحي أمثل للبلاد.
*توسعة الميناء
وشهد ميناء سقطرى توسعة بطول 110 أمتار، وتُعد هذه التوسعة هي الخطوة الأولى نحو إنشاء ميناء عالمي لربط الجزيرة بالملاحة البحرية الدولية؛ كونها تقع في موقع استراتيجي يساعدها بأن تكون نقطة عبور للسفن التجارية بين القارات المختلفة، ويسهم مشروع توسعة الميناء وتجهيزه باستقبال عدد من السفن التجارية ويمكنها من تفريغ حمولتها دفعة واحدة دون أي تأخير أو انتظار، وهذا من شأنه أن يوسع العمل التجاري بالمحافظة ويعزز من مستوى عمل الميناء ونشاطه الملاحي.
*صعوبات
ويواجه الميناء في الوقت الحالي عددا من الصعوبات في استقبال السفن الكبيرة، وكذا في حال ارتفاع الأمواج لضعف الرصيف الوحيد فيه، كما ينقطع العمل فيه خلال فصل الخريف الذي تشتد فيه الرياح الموسمية، وهو ما يمنع وصول أي سفن أو إدخال أي غذاء أو معدات يحتاجها المواطنون، ولهذا تُعد توسعة الميناء مطلبًا وحلما شعبيا في سقطرى لتحسين مستوى خدمات الميناء الذي يفتقر لعدة مقومات في العمل الملاحي البحري.
*القطاع السمكي
وفي المجال السمكي دعمت الإمارات الصيادين المتضررين جراء إعصاري تشابالا وميج اللذين ضربا المحافظة خلال نوفمبر عام 2015م، بـ40 قاربا مع المحركات البحرية كدفعة أولى من مؤسسة الشيخ خليفة، وهناك دفعة من القوارب قد وصلت للمحافظة من قِبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي للصيادين المتضررين في المحافظة؛ للتخفيف من معاناتهم.
و يُعد القطاع السمكي بالجزيرة من أهم القطاعات التي تعتمد عليها شريحة كبيرة من أبناء الأرخبيل ويمثل مصدر رزقهم الوحيد لهم ولأسرهم، فضلاً عن كونه من القطاعات الواعدة التي تعول عليها الدولة بشكل كبير لرفد الخزينة الحكومية بالموارد المالية.
وثمّن الصيادون الدعم الذي تُوليه الإمارات في إعادة نشاطهم السمكي بعد أن خسروا قواربهم جراء الإعصارين المتتاليين اللذين ضربا المحافظة ونتج عنهما أضرار كبيرة في معدات الاصطياد.. وستعمل الإمارات على إعادة تأهيل الإنزال السمكي بمدينة حديبو بشكل أفضل.

*دعم صحي كبير
وأسهمت دولة الإمارات في المجال الصحي ببناء وتجهيز وتشغيل مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في العاصمة حديبو، الذي يُعد المشفى الوحيد بسقطرى الذي يقدم خدماته الطبية لأكثر من 80 ألف نسمة.

ويتكون المستشفى الذي تم افتتاحه في ديسمبر 2012م من طابق واحد، ويضم أربعة أجنحة و40 سريرا طبيا، بالإضافة إلى أقسام الجراحة العامة، وجراحة الأطفال، والباطنية، وقسم النساء والتوليد، وقسم الصيدلة، والأشعة، والمختبر، مجهزة بكافة الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة.
وتنفذ حاليًا أعمال المرحلة الثانية ضمن مشروع توسعة المستشفى والتي تتضمن عيادات خارجية ومكاتب إدارية وسكنا للأطباء وقاعة اجتماعات، ويتوقع الانتهاء منها قبل نهاية العام الجاري.
وتكفلت دولة الإمارات أيضًا بنقل عدد من المرضى الذين تستدعي حالتهم السفر إلى الإمارات لتلقي العلاج.
*بناء الوحدات السكنية
عملت الإمارات على رعاية الأسر اليتيمة والمتضررة من الإعصارين عبر بناء مدينة خاصة للأيتام مكونة من 80 بيتا مع المرافق الخدمية الأخرى، وتنفيذ حاليًا بناء مدينتي زايد 1 - 2 بمنطقتي ستروه وزاحق ودفعر، ضمن اتفاقية إعادة إعمار الأرخبيل الموقعة بين السلطة المحلية والهلال الأحمر الإماراتي.
وتتكون المدينتان من 300 وحدة سكنية للأسر المتضررة من الأعاصير، إلى جانب بناء عدد من البيوت في مختلف مناطق المحافظة للأسر اليتيمة ودعمهم بمستحقات شهرية ومواد غذائية بشكل مستمر.
*المشاريع الإغاثية
وقدمت الإمارات منذ انقلاب الحوثيين على الشرعية الدعم الدائم لأبناء الأرخبيل بالمواد الغذائية المختلفة بهدف التخفيف من معاناتهم جراء الأحداث التي تشهدها البلاد والتي أترث بشكل كبير على أعمالهم في مختلف القطاعات.
وبحسب إحصائيات: يقدر عدد المستفيدين من المشاريع الإغاثية المقدمة أكثر من 70 ألف أسرة.
*دعم عسكري
تكفلت دولة الإمارات بتدريب 700 جندي كدفعة جديدة من أبناء الأرخبيل في الإمارات؛ لسد نقص القوة البشرية باللواء أول مشاة بحري بسقطرى، وأسهم ذلك أيضًا في تخفيف البطالة بين أوساط الشباب بالمحافظة، إلى جانب دعمها اللواء بـ 80 سيارة مختلفة وذخائر ومواد غذائية ومشتقات نفطية، والتي ساعدت اللواء بالقيام بدوره في حماية الأرخبيل وحفظ أمنه واستقراره.
*خدمة الكهرباء
وفي مجال الكهرباء شكلت دولة الإمارات فريقا هندسيا لمعرفة احتياج المحافظة من الطاقة والعمل على معالجة وضع الكهرباء بالأرخبيل بشكل جذري خلال الفترة القادمة.

كما يحظى القطاع الفني والمهني بحرص كبير لدى الأشقاء بدولة الإمارات حيث قدمت ما يقارب 30 جهاز كمبيوتر لمعمل الحاسوب في الكلية ومولدا كهربائيا بقوة 50 كيلو، وهناك مساعٍ كبيرة لتحويلها إلى كلية المجتمع بسقطرى من شأنها أن تساعد بالنهوض بالواقع الحالي.
وفي المجال الزراعي شكلت فريقا فنيا متخصصا في الزراعة للنزول إلى الجزيرة للاطلاع على وضع القطاع فيها عن قرب، لمعرفة أهم الاحتياجات التي يتطلبها القطاع، لتحسينه لكي يُلبي احتياجات السوق المحلي في المحافظة.
وهناك استعدادات كبيرة من قِبل مؤسسة الشيخ سلطان بن خليفة الإنسانية والعلمية بتوريد عدد من الشتلات الزراعية والمعدات والآليات الزراعية الأخرى التي تتطلب في تحسين القطاع بالأرخبيل إلى الأفضل.
*ترميم وصيانة
واستكملت الإمارات ترميم وصيانة 44 مسجدا في المحافظة، إلى جانب ترميم في الوقت الحاضر 17 مدرسة محورية مع إضافة فصول جديدة إليها كمرحلة أولى، سينتهي العمل فيها قبل بدء العام الدراسي الجديد، ويتوقع أن يتم تزويدها بباصات لنقل الطلاب من مختلف القرى المجاورة.
تقرير/ سعيد الجدمهي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى