هل هناك أساس شرعي للحرب والأزمة في بلادنا ..؟!

> علي الذرحاني

>
بداية نحن بلد عربي ومسلم، بل أصل العروبة وبلد الإيمان والحكمة، ودين الدولة هو دين الإسلام حسب ما جاء في دستور الجمهورية وحسب الواقع وحياة الناس ومعاشهم. ولسنا دولة علمانية أو ملحدة. من هذا المنطلق فإن ما يحدث أو حدث في بلادنا
من أزمة أو حرب.. هل له أساس شرعي من كتاب الله أو سنة نبوية صحيحة أو تأصيل فقهي؟

ما دمنا نزعم بأننا ندين بدين الإسلام وأننا عند الاختلاف نرجع إلى كتاب الله وسنة نبيه الصحيحة ونحكم أصول الدين. ونحن هنا لا نروج للحرب ولا نحبذ أو نحرض على استمرارها بل نعرف الناس بأن في دينهم تأصيل شرعي لكل أزمة أو حرب أو مصيبة أو حدث أو نازلة أو مشكلة تحدث في حياتهم، مصداقاً لقول الله تعالى في محكم تنزيله «ما فرطنا في الكتاب من شيء» وفي قوله تعالى: «تبياناً لكل شيء» والذي حدث في بلادنا هو قيام طائفة أو جماعة عنصرية بانقلاب على الدولة وعلى الشرعية حولت البلاد إلى دولة فاشلة، طغت وبغت وتجاوزت كل حد من حدود الله، مع أنها تزعم بأنها جماعة إسلامية، بل قرآنية مخالفة في ذلك ما جاء في القرآن الكريم نفسه الذي تزعم وتدعي انتماءها إليه وهو يأمرها بأن تتعاون على البر والتقوى ولا تتعاون على الإثم والعدوان، فما كان من الرئيس الشرعي لهذه البلاد إلا الاستعانة بإخوانه المسلمين من دول الجوار لاستعادة الأمن والاستقرار واستعادة الدولة الشرعية والاسترشاد بقول الله تعالى «وإن استنصروكم فعليكم النصر»، فلبى إخوة الإسلام في دول الجوار نداء الشرعية في بلادنا وقاموا بالواجب وما زالوا يقومون به حتى كتابة هذه الأسطر، فجزاهم الله خيراً لإيقاف طغيان هذه الفئة الباغية والطاغية والمتجاوزة لكل حد من، ومن أجل استعادة الشرعية والدولة المخطوفة والمنهوبة وإعادة الأمن والاستقرار إلى جنوب الجزيرة العربية، ومنع أذرع الاخطبوط الفارسي الصفوي العجمي الإيراني التوسعي في جزيرة العرب والسيطرة على المنافذ البحرية والحاقدين على العنصر العربي منذ الفتح الإسلامي لامبراطورية فارس ومنذ قتل الخليفة الراشد عمر الفاروق على يد عنصر مجوسي فارسي بغيض.

وبالعودة إلى بداية مقالتنا الآنفة الذكر والتي بدأناها بالسؤال المشروع: هل هناك أساس شرعي يبرر الحرب في بلادنا ويرد العدوان ويردع الطغيان والبغي؟

نقول نعم: وهو قول الله عز وجل الذي يعلم ما ينفع الناس أو يضرهم يتمثل في الآيتين الكريمتين (9، 10) سورة الحجرات: «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله، فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل، وأقسطوا إن الله يحب المقسطين، إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم، واتقوا الله لعلكم ترحمون. وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالإصلاح بين المتنازعين فقال «والصلح خير»، ولكن هذه الفئة الباغية لا تجنح إلى السلم أو الصلح فوجب قتالها والاستعانة بالإخوة المسلمين في البلدان المجاورة لردع هذه الفئة الطاغية والباغية مادامت لا ترضخ للسلم ولا للصلح، فربما وعسى أن يكون في قتالها خير لنا، ونحن لا نعلم بذلك على الرغم من كراهيتنا للقتال والدمار وسفك الدماء وإزهاق الأرواح، فقد قال الله سبحانه وتعالى وهو أعلم بما ينفع الناس أو يضرهم «كتب عليكم القتال وهو كرة لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون».

ثم إن الله الحكيم العليم والمحيط بكل شيء قد استنكر ونهى في قرآنه الكريم عن التفرق والتشتت والتمزق في الدين على أساس طائفي أو حزبي، خاصة في مجتمع مثل مجتمعنا الذي لا توجد فيه طوائف غير إسلامية، فقال وهو أصدق القائلين: «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون» الانعام 159
وقال تعالى: «وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون، فتقطعوا أمرهم بينهم زبرًا كل حزب بما لديهم فرحون».

ختاماً ومع حلول هذا الشهر الفضيل يجب التذكير بقوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون».
علي الذرحاني ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى