الإرهاب.. أوروبي المولد - أمريكي التهجين (14)

> أ. د. علوي عمر مبلغ*

> الإعلام – والإرهاب
 ما دام الإرهاب إذن يسعى إلى نشر الذعر والخوف، وما دام في الأصل أعمالاً موجهة إلى النفوس والعقول، أكثر مما هو موجه موجهة إلى الأجساد والمنشآت والأدوات، وما دام هو وسيلة لنشر قضية ما بإلحاح، فإن عمليتي إفشاء الذعر ونشر القضية تعتمدان أساسًا على أمرين:

• قدرة وسائل الإعلام على نشر الحدث وإذاعته، حيث تتوافق فاعلية الإرهاب، توافقًا طرديًا مع قدرة وسائل الإعلام.

• رغبة وسائل الإعلام في نشر الحدث الإرهابي، فكلما زادت تلك الرغبة كلما حظيت الأحداث الإرهابية بالاهتمام، وتصدرت الأخبار في وسائل الإعلام.

 إن انتشار وسائل الإعلام وتأثيرها، هو أمر ليس محل شك. وهناك كثير من الدراسات المتخصصة في هذا المجال، تؤكد جميعًا على دور وسائل الإعلام في تغيير الاتجاهات وتكوين وتشكيل الرأي العام، “فمن الثابت أن أجهزة النشر العامة تهتم بالأخبار والمعلومات الشيقة، والتي تهم أكبر عدد ممكن من الناس.. الخبر هو الذي يلعب الدور الرئيس في وسائل الإعلام الحديثة. ومن مقاييس الخبر الصالح للنشر أن يكون جديدًا وأن يحدث أثرًا في مساحة ضخمة أو عدد كبير من الناس، وتعتبر العزلة المدهشة من صفات الخبر الهام”.

 وتمثل العمليات الإرهابية قمة الإثارة، بما تحمله من معنى المغامرة والخطر والترقب والحيوية، بل إنها على حد تعبير بعض العاملين في مجال التغطية الإخبارية “عملية خطف لشبكة التلفزيون الوطنية”. ولأن العملية الإرهابية هي خبر هام ومثير فإنها تجذب وسائل الإعلام وتستحوذ على اهتمامها.

 إن الإرهابيين يدركون تمامًا أهمية ودور وسائل الإعلام الجماهيري، فهي الطريق التي لا غنى عنها لحمل رسالتهم، وعملية نقل هذه الرسالة كما يمليها الإرهابيون، هي هدف لا يقل أهمية في نظرهم عن إنجاز ونجاح العملية التي يرغبون في إذاعتها، وهذا الهدف لم يغب عن ملاحظة رجال الإعلام، الذين يحسون بالمسؤولية وأهمية الدور الذي يقومون به في المجتمع.

 إن وسائل الإعلام التي تعتمدها العولمة الإعلامية والثقافية في يومنا هذا الوصول إلى الطرف المقابل، هي التكنولوجيات الجديدة، وقد أدلت تكنولوجيا الاتصالات بواسطة الأقمار الصناعية منذ منتصف الثمانينيات إلى نشوء وسيط جديد قوي له امتداد عالمي، وإلى ظهور شبكات إعلامية عالمية مثل شبكة “CNN” فقد تضاعف تقريبًا عدد أجهزة التلفاز لكل 1000 شخص على نطاق العالم خلال المدة من العام 1980م إلى العام 1995م بحيث بلغ 235 جهازًا بعد أن كان 121 جهازًا. وشهدت التسعينات ازدهارًا في الصناعات المتعددة الوسائط، بحيث بلغت قيمة مبيعات أكبر 50 شركة في العالم من الشركات متعددة الوسائط 110 ملايين دولار في العام 1993م.

 «ويؤدي أيضًا تطور الإنترنت إلى نشر الثقافة في شتى أنحاء العالم، عبر بيئة موسعة للاتصالات السلكية واللاسلكية مكونة من ألياف بصرية وهوائيات تولد إشارات وتعكسها إلى الفضاء الخارجي”.

 “وجدير بالذكر أن الإنترنت في وقتنا الحاضر، يربط أكثر من 32000 شبكة حاسوب، لتوصيل ما لا يقل عن مليوني جهاز حاسوب وأكثر من 30 مليون مستخدم عن طريق خطوط الهاتف في 135 بلدًا، ضمن شبكة عالمية واسعة النطاق”.
 “ومن المؤمل كذلك أن يتم بعد فترة ليست بطويلة إطلاق حوالي 840 قمرًا صناعيًا بكلفة 90 بليون دولار لربط العالم بشبكة واحدة للاتصالات، مما يمكن من إحكام القبضة والهيمنة العالمية على العالم بصورة محكمة”.

 ولا ننسى كذلك، أن هناك إلى جانب الإنترنت وقنوات التلفاز “القنوات الفضائية” والإذاعات والسينما والفيديو، أدوات جديدة للاتصال أسرع وأرخص ثمنًا، مثل وسائل الاتصال الإلكترونية التي تربط ما بين كثيرين من الناس في وقت واحد، وأجهزة الهاتف المحمول وآلات الفاكس المحمولة. وفضلاً عن ذلك تعد الكلمة المطبوعة في الكتب والصحف والمجلات وسيلة لا يستهان بها في نقل أفكار العولمة إلى الملايين من القراء في شتى أنحاء العالم.

 “إن معظم هذه الوسائل هي في الأساس نظام سمعي – بصري، وهي بذلك تعد المصدر الأقوى لإنتاج القيم، وتشكيل الوعي والوجدان والذوق ضمن قالب أمريكي طابعه الترف، إنها ثقافة العولمة”.

 ومن هنا يدرك القارئ ذلك الكم والحجم من وسائل الاتصالات والتقنية الحديثة في مجال الإعلام. ويلاحظ المرء أيضًا كم سيكون ناتج هذا التأثير الإعلامي الضخم حينما يستخدم ضد العالم العربي والإسلامي، وقبل هذا وذاك فقد استطاع الغرب منذ وقت زمني طويل غزو واحتلال العقل العربي قبل أن تحتلنا وتغزونا وسائله الإعلامية. هل يستطيع العقل العربي فرملة وإيقاف هذا الزحف على تجاعيد وجه الإنسان العربي ليتعالج من شيخوخته؟.

 وهذا الأمر أجد صعوبة للإجابة عنه بالنظر إلى حجم المشكلات والصعوبات التي على العقل العربي تجاوزها. وعندما وقع ما وقع في الحادي عشر من أيلول 2001م في نيويورك وواشنطن كان الإعلام الصهيوني على موعد مع ضالته المنشودة كي ينفث كل سموم حقده على العرب والمسلمين.

 فبدءًا من شارون وانتهاءً بكافة وسائل الإعلام الأمريكية المسيطرة عليها من الدوائر الصهيونية راحت أبواقه ضد العرب والمسلمين، تشن أكبر حملة عدائية إعلامية باتجاه ترجمة رد الفعل الأمريكي حربًا مدمرَّة على الشعوب العربية والإسلامية.
 والمراقب للأحداث على مدى شهر من الزمان بعد الذي حدث في أمريكا يرى بأن الإعلام الصهيوني كان يتوجه عدة اتجاهات، ويعمل على عدة جبهات مما يشير إلى طبيعة التوجه التدميرية للتحرك الصهيوني، سواءً كان داخل الأراضي المحتلة في فلسطين أو في أمريكا أو في كافة أرجاء المعمورة.

 وفي الاتجاه الأول، صب الإعلام الصهيوني كل حقده على العرب والمسلمين وصوَّرهم بشكل كلي إرهابيين قتلة، وأن ما حدث في أمريكا ليس إلاَّ من فعل أولئك العرب والمسلمين الحاقدين على قيم الحرية والديمقراطية وقيم العالم الحر.

 وفي الاتجاه الثاني: كرس الإعلام الصهيوني نفسه للدفع بالأمريكيين شعبًا وحكومة باتجاه شن الحرب المدَّمرة على كافة الدول التي حسب زعمه تؤوي الإرهابيين. ولا شك أن الوضع النفسي الأمريكي كان لا يحتاج في هذا الظرف إلاَّ لعود ثقاب ليشعل الحرب باتجاه بعض الدول العربية والإسلامية بعد أن تم إشعالها في أفغانستان تحت حجة مكافحة أسطورة وخرافة الإرهاب.

 وفي الاتجاه الثالث، ربط الإعلام الصهيوني بين ما جرى في أمريكا وبين ما جرى في فلسطين، وحاول بشتى الوسائل دمج الصورتين ليجعل من العرب الفلسطينيين إرهابيين قتلة، ويجعل من العدوان الصهيوني الدموي ضحية لهذا الإرهاب.

 وفي الاتجاه الرابع، صور الإعلام الصهيوني المحتلين الصهاينة وكأنهم الأكثر حرصًا على مشاركة أمريكا عسكريًا في الحملة العسكرية التي تشنّها أمريكا على أفغانستان، والتي تنطوي على توسيع النطاق ليشمل مناطق عربية وإسلامية أخرى، ويظهر دومًا أن هذا التوجه الصهيوني كان يقصد من ورائه إطلاق الحرية الكاملة للكيان الصهيوني كي ينفذ أكبر عملية تصفية للفلسطينيين، وكذلك كي ينفذ بعض الضربات القاسية على لبنان وبعض الدول العربية الأخرى، وخاصة أن العالم منشغل بتداعيات أحداث 11 أيلول، وهذا يعني أن تحركات إسرائيل العسكرية في خضم الانهماك العالمي في هذا الحدث لن تكون مراقبة وسوف تستمر دون حسيب أو رقيب، لأنها تأتي حسب التصور الصهيوني في سياق ما يسمى الحرب على الإرهاب.

 ومن المعروف أن القوى الصهيونية الإعلامية والمالية هي التي تسيطر بشكل كامل على وسائل الإعلام الأمريكية المقروءة والمسموعة والمرئية، وقد بدأت هذه الوسائل بما لها من إمكانيات بحملة تحريض واسعة على العرب والمسلمين، “وكان الصحفي والكاتب المشهور توماس فريدمان على رأس الحملة الإعلامية الموجهة، وقد نشر فريدمان عددًا كبيرًا من المقالات في واشنطن بوست والنيويورك تايمز يحرض فيها الإدارة الأمريكية على شن أكبر حرب على العرب والمسلمين، وتنزيه وتقديس الكيان الصهيوني وتصويره وكأنه الضحية الأكبر لهذا الإرهاب العربي الإسلامي”.

 ولعل من أبشع صور التحريك تلك التي حرضّت الأمريكان ضد العرب والمسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد لجأت وسائل الإعلام الصهيونية والأمريكية ذات التوجه الصهيوني إلى التحريض النفسي ضد هؤلاء العرب وطالبت بطردهم أو قتل بعض الأفراد منهم والتضييق عليهم باعتبارهم حسب الزعم الصهيوني “قنبلة موقوتة داخل البيت الأمريكي، وكان من جراء هذا التحريض أن قام بعض الإرهابيين من اليمين المتطرف بالاعتداء على مواطنين عرب ومسلمين وقتل بعضهم أو حرق متاجر بعضهم الآخر”.

 “وقد لعبت المحطات الفضائية بما فيها المحلية التي يسيطر عليها الأصوليون الأمريكيون دورًا خطرًا في ذلك التحريض حيث ركزت إحدى المحطات التي يشرف عليها الأصولي المتطرف “جيري فولويل” على المقارنة بين صور الضحايا الأمريكيين والضحايا الصهاينة جراء العمليات الاستشهادية في فلسطين وهمشت وغيبَّت كل ما من شأنه الإشارة إلى القمع الصهيوني وإرهابه الدموي العنيف ضد الشعب الفلسطيني”.

 “والأخطر من ذلك كله أن بعض هذه المحطات صورت ما حدث على أنه حرب يأجوج ومأجوج وحرب الكفار على الحرية والديمقراطية والقيم الأمريكية العظيمة”. ولا يخلو ذلك من حس خرافي أسطوري يستند على مقولات توراتية وتفسيراتها الخاصة من وحي الزعم الأصولي الأمريكي.

 ولقد استغلت بعض هذه المحطات ما حدث في أمريكا لتنشر أفلامًا ودعايات ومسرحيات تصور العرب والمسلمين قتلة يتلذذون بسفك الدماء، ويفرحون فرحًا هستيريًا وهم يشاهدون أكبر ناطحات السحاب في نيويورك وهي تنهار وتصبح ركامًا بعد أن كانت تمثل رمزًا شامخًا من رموز العظمة الأمريكية التجارية، بل رمزًا من رموز الحضارة الإنسانية العملاقة، متناسيين تمامًا أن عدد ضحايا الحادث من العرب والمسلمين وصل إلى أكثر من ألف ضحية بينما لا يوجد من الصهاينة ضحية واحدة.

 “وقد نشرت بعض الصحف في الولايات المتحدة صورًا شتى على الصفحات الأولى استخدمت في تشكيلاتها أسوأ التصوير للشخصية العربية والإسلامية، وفي إحداها صورت مساجدها وهي تدفع من قلبها بعشرات من العرب وهم يهددون بالقتل ويحملون بأيديهم أسلحة بيضاء وكالسيوف والسكاكين”. ويأتي كل ذلك بدافع التوجه الصهيوني المسيطر على قطاعات واسعة من الإعلام الأمريكي إن لم يكن بأكمله.

 وعندما نعود بالذاكرة إلى الأيام الأولى التي أعقبت أحداث 11 أيلول تقف أمامنا صورة الاستغلال الصهيوني الكبير للمشاعر الأمريكية، وقد ركزَّ الإعلام الصهيوني مقالاته وصوره التلفزيونية على حملة التبرع بالدَّم التي قام بها شارون وبعض زبانيته لتظهر التعاطف الصهيوني مع الشعب الأمريكي على مداه، لكن الإدارة الصهيونية وعلى رأسها شارون رأت الفرصة مناسبة جدًا لإظهار أقصى حالات التعاطف مع الشعب الأمريكي المنكوب، على الرغم من أن أوساطًا صهيونية دينية استنكرت ذلك لأنه لا يجوز حسب الشرائع التلموذية الحاخامية منح دم يهودي لغيره من أبناء الديانات الأخرى.

 وليس ما حدث في أوكلاهوما سيتي قبل سنوات بعيد عن أذهاننا، ففي تلك الحادثة حاول الإعلام الصهيوني أن يلصق التهمة الإجرامية بالعرب والمسلمين، وكانت تنطلي تلفيقاته على الأمريكيين، لكن اكتشاف الجاني الحقيقي وهو أمريكي من جماعة الطائفة الداودية – جعل الصهاينة يرتدون خائبين، ولا ندري هل تكشف الأيام القادمة عن حقائق تدحض الافتراءات الإعلامية وتردها خائبة كما حدث في مدينة أوكلاهوما سابقًا؟.

 ولا يخفي أصحاب هذا التيار الصهيوني المأزوم أن الاعتدال الإسلامي هو الأشد خطرًا على مصالح إسرائيل ونفوذها في أمريكا، ذلك الاعتدال الذي أقام المؤسسات والبُنى السياسية القادرة على القيام بدورها في التواصل مع الإدارة الأمريكية والمجالس التشريعية والجماعات والمؤسسات والمراكز والأجهزة التعليمية ذات الطابع الأكاديمي المحض.

 ولذا كان لا بد أن تنال “الضربة الهوجاء الظالمة (المعهد العالمي للفكر الإسلامي) رائد هذا التوجه الذي كان لرجاله فضل غرس روح المواطنة في أبناء الجالية الأمريكية المسلمة وتوطين الإسلام في أمريكا، وإقامة مؤسساته المدنية الإسلامية الأمريكية سواءً منها السياسي أم الاقتصادي أم الاجتماعي”.

 إن الذي يُحزن المسلمين في أمريكا – في تعامل الولايات المتحدة مع شعوب العالم الإسلامي وقضاياه الكبرى – هو هذا العمى الإعلامي المنجرف وراء التضليل الصهيوني وإتباع سياسات جائرة ضد الشعوب الإسلامية، وتتمثل هذه السياسات في المساواة بين حركات الإرهاب المعتدية وبين حركات التحرير المجاهدة لإنهاء الاحتلال ووضع حد له وإقرار الشرعية الدولية في فلسطين وكشمير والشيشان، وهو حق مشين بين حق أمريكا في الدفاع المشروع عن نفسها أمام اعتداءات الإرهاب، وبين حق الشعوب في مقاومة الاحتلال ووضع حد للظلم والقهر، بدلاً من انتهاج سياسات تعين حركات التحرير وتقرير المصير لشعوب تعاني الأمرين من العدوان والقهر.

 إن الوجود الإسلامي المحلي والمهاجر في أمريكا وجد ليبقى، ولا يمكن إلغاؤه حتى لو أمكن تهميشه أو محاصرته لفترة ما، وحتى لو أمكن للتأثير الصهيوني على السياسة الخارجية الأمريكية أن يهمش في ظل الظروف القائمة أكثر من ألف مليون مسلم بشعوبهم وحكوماتهم، ولو إلى حين، فإنه لن يلغى بإذن الله سبحانه وتعالى وجود عشرة ملايين مسلم في الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب مشروعية وجودهم، ومشروعية مواطنتهم، ومشروعية مشاركتهم في هذا المجتمع، وبسبب صوت التعقل والاعتدال الذي نجده عند جموع الأصدقاء من المواطنين الأمريكيين، من مختلف الأديان والمذاهب وكذا من مختلف الاتجاهات والمشارب السياسية الأخرى، وفوق هذا وذاك كله بسبب عدالة قضيتنا وصدق مبتغانا في خدمة الإنسان في هذا الوطن بما فيه خير الدارين، وصدق الله العلي العظيم حين قال: “والله معكم ولن يتركم أعمالكم”.

 وعلى هذا فإن من حق الجالية المسلمة أن يكون لها نصيب في هذه الولايات المتحدة، وبخاصة أن هذه الجالية الأمريكية المسلمة، جالية معطاءة في قدراتها العلمية والمهنية والاقتصادية، وفوق ذلك كله في عطائها الحضاري وما تحمله في دينها الإسلامي الحنيف من قيّم روحية وأخلاقية يجد المجتمع الأمريكي نفسه في أشد الحاجة إليها. لقد ساهمت هذه الجالية في حل أخطر المشكلات التي تواجهها الولايات المتحدة اليوم في بنيتها الاجتماعية، مثل مشكلة تفاقم الإجرام وانتشار الجريمة والرذيلة عن طريق البرامج المكثفة في السجون، وتحويل العديد من أولئك المجرمين إلى مواطنين صالحين، وتفكك الأسر عن طريق تقديم نماذج متميزة للأسر المسلمة المتماسكة بالتزاماتها بقيم التدين والخلق والأمانة، ومشكلة الخمور والمخدرات التي لا حل لها إلاَّ بالتحريم النفسي والأخلاقي والقانوني المطلق، وهي جالية قادرة على المساهمة في الإصلاح والتنمية الإنسانية الاجتماعية والروحية والأخلاقية.

 وعليه يبدو أن لدينا غاية وهي الله وحده لا شريك له، ولكن ليس لدينا وسيلة إلى الوصول إليه، وفي الغرب يبدو أن لديهم الوسيلة ولكن لا هدف يسعون إليه، وعندما يتم هذا النوع من التفاعل، خارج صراعات النفي والنفي المضاد، وهي ضرورية ولكن عندما ترسو هذه الصراعات على حضارتين – الحضارة العربية الإسلامية، والحضارة المسيحية الغربية – تعترف أحداهما بالأخرى، سوف تبدأ عملية التكامل بين هاتين الحضارتين، وما الصراع الذي نعيشه اليوم سوى عملية مكابدة لابد منها لإنجاز نوع من التواصل الإنساني الذي لابد أن يتم ممارسته وتطبيقه بصورة أخلاقية وهو ما نسميه الخلافة على الأرض الذي لا شك يلعب الإعلام دورًا أساسيًا فيه كما رأينا سابقًا في هذا المجال.
* عميد كلية الآداب - جامعة عدن
المراجع في الكتاب​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى