تقدّم وانتصار الساحل يقابلهما جمود وانتظار الصحراء والجبل

> كتب/ جمال مسعود علي

>
> خلال فترة الحرب المؤلمة التي دفع نحوها الحوثيون وأنصار صالح، شاب المشهد السياسي والاستراتيجي العسكري العديد من التناقضات في المواقف والتوجهات، والتبس الأمر على المحللين والخبراء العسكريين في فهم تداعيات الأحداث ونتائج الحرب، واختلطت المفاهيم على البعض حتى وقف العديد من اصحاب الرأي كثيرا في انتقاء المصطلح السياسي او العسكري المناسب لهذا الرأي او ذاك، ففي الوقت الذي يعتبر البعض ما تم إنجازه في الحرب دحرا للانقلابيين وتحريرا للارض يظهر رأي آخر متناقض يعتبر ذلك احتلالا وتدخل في السيادة، وفي الوقت الذي تقاتل فيه القوات المشتركة من المقاومة الجنوبية ممثلة بألوية العمالقة والمقاومة التهامية والجيش الوطني بإسناد من قوات التحالف وبإشراف مباشر من القوات المسلحة الاماراتية، ويأتي في الخبر أن تلك القوات أحرزت تقدما كبيرا في جبهة الساحل الغربي وحررت العديد من المديريات والقرى، وفي جانب آخر من المشهد يتغير الخطاب لتتحول القوات المسلحة الاماراتية بمنطق غير عقلاني من قوات إسناد ودعم نحو التحرير ودحر الانقلابيين الى قوات احتلال وهتك للسيادة اليمنية في بعض المحافظات.

 وتشهد جبهة الساحل الغربي معارك اسطورية سجلت فيها القوات المشتركة انتصارات عظيمة على الانقلابيين خلال فترة وجيزة، بينما في جبهات اخرى في تعز ومأرب وصنعاء يبقى الوضع على ما هو عليه عسكريا وسياسيا.. وبدلا من التفاعل مع الانتصارات التي تتحقق في الساحل الغربي لنفس البلد، فإن تلك المحافظات تشهد حالة من الانعزال والانغلاق المرتبك عن كل ما يدور في الساحة، فتعيش تلك المحافظات أحداثا ومشاهد فرائحية لاعلاقة لها بأهازيج النصر ويغيب تماما عن الساحة ذكر الانجازات والانتصارات تحت مفهوم لايعنينا، فالخطاب المروج له إعلاميا واجتماعيا لايتطرق الى تنمية ورفع الروح المعنوية للشعب المغلوب على أمره ليعيش ولو للحظات بسيطة نشوة الانتصارات والغلبة والتمكين على مغول اليمن الحوثيين الذين تُدكّ أسوار مملكتهم المزعومة بأيدي ألوية العمالقة الجنوبية المقاتلين الحقيقيين وإخوانهم من المقاومة التهامية ورجال المقاومة الحقيقية في الجبهات من الشماليين التواقين للحياة الكريمة والحرية والعدالة، الذين يروون بدمائهم الزكية محافظات شمالية لا تشهد قتالا حقيقيا خلال أكثر من ثلاث سنوات أمضتها في معسكرات التدريب والتموين والتخزين. ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى