شهر مايو الماضي يحتل الصدارة بالكوارث والجرائم بعدن.. مواطنون: انتشار الجرائم سببه ضعف الأمن وغياب الوعي المجتمعي

> تقرير/ نوارة قمندان

>  سجل شهر مايو الماضي الكثير من الكوارث الطبيعية و الجرائم في العاصمة عدن، تنوعت ما بين اغتيال، واغتصاب، وقتل، وتمثيل.
وتشهد المدينة منذ ثلاث سنين جرائم متكررة غير أنها في هذه الشهر راح جراءها ضحايا جدد من فئة الأطفال.
وعزا الكثيرون تفشي الجرائم في العاصمة إلى ضعف الأجهزة الأمنية بدرجة رئيسية.

وسجل التاسع من مايو الفائت جريمة اغتصاب طفل الكبسة بمديرية المعلا والمعروف بـ«ميسي» من قِبل أربعة أشخاص، ثلاثة منهم عسكريون.
وكشفت التحقيقات الخاصة بالقضية بوجود ثلاث ضحايا أخرى للعصابة كلهم أطفال.

وفي العاشر من مايو اغتِيل مدير الشؤن القانونية بمؤسسة 14 أكتوبر صفوان الشرجبي من قِبل مسلحين بالقرب من منزله بحي المعلا.

وفي تاريخ 13 من ذات الشهر أعلنت أجهزة الأرصاد عن حدوث عاصفة مدارية مصحوبة بأمطار غزيرة على الساحل الجنوبي، واستمرت العاصفة المصحوبة بأمطار ورياح متوسطين ليومين أسفرت عن أضرار مادية وبشرية قبل أن تتوجه إلى القرن الأفريقي.
والسادس عشر من مايو سجلت العاصمة أبرز الجرائم بشاعة تمثلت بقتل عميدة كلية العلوم د. نجاة مقبل ونجلها وحفيدتها ذات الأربع أعوام من قِبل وحش بشري بعد اقتحامه للشقة التي يسكنون فيها «بإنماء» وإطلاق وابل من الرصاص عليهم.
ولم تمر سوى 12 ساعة حتى شهدت المدينة جريمة اغتيال موظف في تموين البواخر من مسلحين بالقرب من منزله بالممدارة.

وبتاريخ التاسع عشر من ذات الشهر استمرار التحقيقات مع مرتكب جريمة حي إنماء.
في يوم العشرين من مايو شهدت المدينة جريمة أخرى بحق الطفولة تمثلت باغتصاب وقتل وتمثيل بطفل البساتين المعروف بـ«البارودي» من قبل عصابة مكونة من 3 رجال، وامرأه شاركت بالتحريض بالقتل والتخلص من الجثة.
وفي 22 مايو تمت أولى جلسات محاكمة قاتل د. نجاة وابنها وحفيدتها بالمجمع القضائي بالعاصمة، مع إحالة المتهم إلى طبيب نفسي.

 في اليوم التالي انسحب محامي المتهم بجريمة قتل الدكتورة، نتيجة تهديدات تلقاها بالتصفية له والأفراد أسرته، وفيها صدر حكم الإعدام بحق المتهم من محكمة البريقة الابتدائية في عدن.
المتهم بجريمة إنماء
المتهم بجريمة إنماء

وفي 24 مايو أعلنت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن منطقة بحر العرب ستشهد إعصارا مداريا استوائيا من الدرجة الأولى يطلق عليه «ميكونو»، وبدأت بهطول أمطار غزيرة، وعواصف رعدية قوية على بعض مناطق سلطنة عُمان، وشملت كذلك جزيرة «سقطرى» والتي أعلنتها الحكومة في الساعات الأولى من صباح ذات اليوم بمحافظة منكوبة.

وتسبب الإعصار بوفيات ومفقودين في جزيرة سقطرة والمهرة وهدم عشرات المنازل وجرف الأراضي وسيارات وبأضرار كثيرة في الخدمات العامة فيها.
وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في نشرة بيانه منذ يومين «إن 24 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم بسبب الأعاصير التي ضربت المناطق الشرقية للشريط الساحلي بأرخبيل سقطرى والمهرة الأسبوع قبل الماضي».

وأوضح الاتحاد في نشرته حول تأثير الأعاصير في اليمن وأعلنها على صفحته بـ«الفيس بوك» «أن الأعاصير تسببت بخسائر بشرية وخسائر في الممتلكات في هاتين المحافظتين».
في السادسة والعشرين من نفس الشهر استكملت نيابة التواهي التحقيقات مع المتهمين بقضيه اغتصاب الطفل «ميسي».

في الثامن والعشرين من ذات الشهر اعترفت والدة المتهم الأول بقتل الطفل البارودي بدار سعد «ابني وصاحبه اغتصبا الطفل وقتلاه بالخنجر وقطعاه».
المتهمين بجريمة البساتين
المتهمين بجريمة البساتين

وأثبتت التقارير الطبية الشرعية التمثيل بجثة الطفل.

ونطقت المحكمة بمنطوق الحكم والذي قضى بإعدام 3 متهمين في ميدان عام (المغتصبات والمرأة) وسجن المتهم الرابع (أب أحد المتهمين) سنتين.
وفي الثلاثين من مايو انعقدت «الجلسة الأولى بمحكمة التواهي عرض خلالها أطراف القضية، وعقدت المحكمة في ختام الشهر جلستها الثانية واستمعت فيها لأقوال المتهمين.

سخط شعبي
وعبر عدد من أهالي عدن عن سخطهم تجاه الجرائم المتنوعة والمتصاعدة بشكل مستمر، مطالبين الجهات المعنية بإجراء محاكمات مستعجلة وتنفيذ الأحكام في ميادين عامة ليكنوا عبرة وعظة لغيرهم، كما طالبوا الجهات الأمنية بالكشف عن مرتبكي
الجرائم السابقة التي شهدتها المدنية خلال الثلاث السنوات الماضية وإلى أين وصلت التحقيقات معهم؟
وأكد المواطن أحمد محمد بأن ما يحصل في عدن يُعد جرائم بحق البشرية.

جلسة طفل المعلا
جلسة طفل المعلا
وأضاف: «انعدم الأمن أحال الوضع في المدينة إلى غابة وشجع الحوش البشرية من ارتكاب جرائمها بكل جرأة، وهو ما خلق لدينا حالة من الرعب والخوف غير طبيعي على أطفالنا، لاسيما بعد سماعنا للجريمة التي تعرض لها طفلا الكبسة بالمعلا، والبساتين بدار سعد، وبتنا نشعر نتيجة خوفنا المبالغ فيه على أولادنا بأننا نُعاني من مرض نفسي.. بل أصبحنا نحذرهم بعدم الثقة حتى من أصدقائهم».

أما المواطن علي محمد فأكد بأنه أصبح لا يثق بأحد حتى من أقرب الناس إليه.

وأضاف: «إن سلسلة الاغتيالات التي تحدث اليوم أمام مرأى ومسمع الجميع جعلتني أتحفظ حتى أثناء حديثي، فأخاف أن أقول كلمات فيكون ثمنها كفني، وما حدث للمدير القانوني لمؤسسة 14 أكتوبر بعدن صفون الشرجبي من قتل أمام الناس كان صادمًا، وما يزيد الأمر سوءا هو أننا أصبحنا نرى الباطل بأم أعيينا ولا نستطيع تغييره ونكتفي بالمشاهدة فقط، وما نعيشه من جرائم وخوف ورعب سببه الرئيس ضعف الأجهزة الأمنية في المدينة».

تسيد الباطل
واستنكر المواطن رشيد مهدي التجاهل والصمت المجتمعي تجاه الجرائم المتكررة في المدينة والتي طالت حتى براءة الطفولة دون أن يحركوا ساكنا.

وأضاف: «كان الرجل يُعرف في الماضي بكلمته، وحينما يحصل شيء لا يتناسب مع قيمنا أوديننا أو أخلاقياتنا نعمل على إقامة وقفات احتجاجية نُعبر من خلالها عن شجبنا ورفضنا الشديدين عن ذلك الشيء، أما ما يحدث اليوم فمخالف تمامًا.. طفل يُغتصب ولا يجد من يسانده، أو يقف معه، بل بتنا نرى الظلم ينتشر ويسود ويطال حتى من يكتب كلمتين بإحدى منصات شبكات التواصل الاجتماعي ونحن صامتون، وفي الحقيقة إن ما وصلنا له اليوم هو نتاج أوضاع البلاد وفشل الحكومة».

أما المواطن فراس عبدالرحمن فقال: «الجرائم المتتالية أرهقتنا ولم تترك لنا وقتا لالتقاط أنفاسنا»، غير أنه أشار إلى أن «الأجواء التي عاشتها المدينة من تساقط للأمطار خلال الأسبوع قبل الماضي بثت في قلوب الكثيرين شيئا من التفاؤل والأمل».

وتزايدت جرائم القتل خلال الثلاث السنين الماضية طالت العديد من المشايخ وأئمة المساجد والضباط وجنود وموظفين حكوميين، وجرائم أخرى متعددة توزعت ما بين اغتصاب وقتل وتمثيل واختطاف وعمليات تفجير وسطو مسلح، إضافة إلى تهريب للأسلحة والمواد المحرمة وسرقات وغيرها من الجرائم التي أفقدت المدينة مدنيتها وأمنها اللذين عرفت بهما منذ القدم وأحالتها إلى أشبه ما تكون بغابة لا بقاء فيها للضعيف.

وطالب أهالي من الحكومة والجهات ذات العلاقة بضرورة تفعيل عمل الأجهزة ‏القضائية وتوحيد الأجهزة الأمنية في المدينة والتي من شأنها أن تسهم بشكل كبير في استتباب الأمن وإعادة الحياة إلى طبيعتها.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى