اصنع من وجودك في كل وقت عيدا

> نصر الله محمد أحمد​

> في ذات لحظة عندما تجتمع جميع أحزانك وتمتلئ كل أفكارك تشعر حينها بأنه لم يعد هناك مكانا يتسع لحزن آخر.
وفي لحظة مشابهة عندما تستذكر جميع خيباتك فتتشكل على شكل حلقات تخنقك عن المضي..
تشعر حينها بأنه لم يعد هناك سبيل للأمل، لكن في هذه اللحظة أفرح، لقد أتى العيد.

حينما يتحدث جميع من حولك عن السياسة فينقسموا إلى فئات تصنف كل فئة حسب ولائها السياسي.
تشعر بأنك وحيدا تقودك فئة الصبر الصبر والترقب.

حينما تراقب وطنك وهو يضيع في متاهات السياسة فتناديه لعله يتعظ إذا سمع نداءك.
تشعر حينها بأنك عاجز.. عاجز وحسب.

لكن في هذه المرة انطق: تبا للسياسة!!
لقد آتى العيد..
عندما تعيش حالة حرب ويمر الموت بجانبك ويتركك تعيش تشعر بأنك قد مت مرة قبل موتك عندما تحاصر أصوات الرصاص مسامعك وتهزك شدة الانفجارات تشعر بأنه لا جدوى من صوتك فلم يعد أحد قادر على سماعك، لكن اليوم احيي .. فقد اتى العيد.. أصرخ، لقد اتى العيد.

في يوم ما سترى فقراء يقطنون بجوار منزلك وينتشرون في الأرجاء التي تمر بها، تشعر وقتها بأنك الفارس الذي يعرف وجعهم والخائب الذي لا يستطيع مساعدتهم.
وفي يوم ما آخر ستجد نفسك فقيرا ينقصك ما ينعم به الآخرون.

تشعر وقتها بأنك في عالم تصارع فيه كل شيء.. عالم ليس سوى القدر من وضعك بداخله.
ولكن في هذا اليوم ساعد، لقد اتى العيد.

تفاءل لقد اتى العيد.
في مكان ما هنالك ايادٍ ترجو الصلاح وتود التغني، فتشعر ان انجازاتهم ينتظرها قدومك، فتشارك، لقد أتى العيد.
في وقت ما سيمضي العيد ويعود الجميع إلى عمله، وتبقى أنت وعملك، فاصنع من وجودك في كل وقت عيداً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى