تحت أي جناح ستكون ألوية الحزام والنخب.. العقيدة الجنوبية أم شرعية مأرب؟

> تحليل/ م. جمال باهرمز

>
أحسنت صنعاً منذ البداية دول التحالف العربية وبالذات دولة الامارات حين شكلت الجيش والأمن الجنوبي على شكل تشكيلات عسكرية من ألوية ونخب واحزمة وغيرها وكل تشكيل يخضع لقادة عقيدتهم الوطنية جنوبية وتهدف لاستعادة دولة الجنوب.
وبذلك استطاعت هذه التشكيلات تحقيق الانتصارات العربية على أعداء الأمة وأذرعها المحلية والإقليمية، بعيدا عن مؤامرات وتخاذل جيوش وألوية أحزاب الشمال التي تتحكم بقرارات الشرعية.. فالانتصارات التي تحققت بدءا بتحرير عدن والجنوب والقضاء على إرهاب أحزاب الشمال ومن يدعمهم في الإقليم، وانطلاقا إلى خارج حدود الجنوب لتحرير الشمال، لن تكون ولن نشاهدها إذا كانت هذه التشكيلات تتبع حكومات الشرعية وقادة الجيش الوطني المتواجدين في مأرب والرياض وهم يمثلون أحزاب الشمال.

والحقيقة التي وصل لها المواطن في الجنوب والشمال والعالم أنها لو كانت دول التحالف شكلت هذه التشكيلات الجنوبية ووحدتها وأخضعتها لحكومات وقادة جيش وأمن الشرعية منذ بداية عاصفة الحزم، كنا لن نرى انتصارات على أعداء الأمة العربية، بل سنرى مرة أخرى حربا أهلية في الجنوب يخطط وينفذ ويمولها ثلاثي عصابة صنعاء (الحوثي-الأحمر-عفاش) مع ضمانة ان الشمال أصبح في الحاضنة الإيرانية للأبد.

يتساءل المقاوم الجنوبي الذي يقاتل تحت راية الجنوب ويحقق الانتصارات في الداخل الجنوبي ضد إرهاب أحزاب الوحدة أو الموت الشمالية ومن يدعمها في الاقليم او يقاتل في جبهات الشمال، تساؤل منطقي: بعد زيارة وزير داخلية حكومة الشرعية لدولة الإمارات وتصريحات الطرفين بنجاح الزيارة وحصول تفاهمات كبيرة بشأن توحيد التشكيلات الأمنية وترجمتها على الأرض فورا، هل توحيد الألوية والنخب والأحزمة الجنوبية ستكون تحت العقيدة الوطنية الجنوبية التي تهدف لاستعادة الدولة الجنوبية، أو تحت عقيدة الجيش الوطني في مأرب لإعادة هذه الألوية والأحزمة والنخب والجنوب لباب اليمن من جديد؟.. وهل بعد توحيدها ستخضع لقيادة جنوبية مؤمنة باستعادة الدولة الجنوبية بعد انتهاء حرب العدوان على الأمة العربية؟ أو سيتم إخضاعها لقادة

أحزاب الوحدة أو الموت الشمالية التي تتحكم بقرارات حكومات الشرعية، بحسب المبادرة الخليجية؟
يتساءل المقاوم الجنوبي وهو ممسك بسلاحه بخوف: هل ستتكرر مأساة الجنوب في عام 90م من جديد؟
وهل يعقل أن أبناء الجنوب يكررون نفس المأساة حين سلم قادتهم دولة الجنوب بجيوشها وأمنها وكوادرها وثرواتها لعصابات صنعاء عام 90م بدون أي ضمانات نكاية بالطرف الجنوبي المعارض لهم المتواجد في الشمال حينها بقيادة الرئيس علي ناصر محمد. وكانت الضمانة الوحيدة التي طلبوها من قادة صنعاء حينها إخراج قادة الجنوب من الشمال إلى المنافي؟

وهل وزراء حكومة الشرعية الجنوبيون وعلى راسهم وزير الداخلية يؤسس لنفس الفعل بتسليم الالوية والنخب والاحزمة الجنوبية التي حررت الجنوب وتحقق الانتصارات العربية في الشمال الى قيادة هذه الأحزاب التي غزت وتغزو وتتحين الفرصة لغزو الجنوب وابادة جيوشه وامنه واعادته لباب اليمن من جديد، ايضا نكاية بالمجلس الانتقالي الجنوبي؟
يتساءل وهو يعلم ما حصل سابقا حين عين الرئيس هادي ابطال المقاومة الجنوبية محافظين وقادة مناطق ومدراء امن وعلى سبيل المثال عيدروس الزبيدي وشلال شائع واحمد بن بريك وفرج البحسني.. كيف كانت ردة الفعل لقادة الشمال حين اتجه علي محسن الأحمر للملك السعودي سلمان وطلب إبعاد من عينهم الرئيس من على رأس السلطات في الجنوب لأنهم انفصاليون، وإلا ستنتهي الحرب ليس بتحرير الشمال بل بانفصال الجنوب وخيانة أهداف التحالف العربي ومقررات الأمم المتحدة والمبادرة الخليجية والمرجعيات الثلاث، وطلب أيضا بعدم استفراد الرئيس هادي بالقرارات مهما كانت. وفعلا تمت الاستجابة لطلبه الذي كان في وقتها مبررا، وشُكلت لجنة ثلاثية لاتخاذ القرارات من المندوب اليمني وهو نفسه الأحمر ومن المندوبين الإماراتي والسعودي.

والمعروف انه عندما يتم دمج وتوحيد هذه التشكيلات العسكرية الأمنية الجنوبية لتتبع قيادة جنوبية موحدة منها سيتم إخضاعها مباشرة وبالقرارات الأممية الصادرة بهذا الشأن لحكومات الشرعية وأحزاب الشمال المسيطرة على قرارات هذه الحكومات، وإن رفضت فستعتبر تشكيلات مسلحة متمردة وستضرب بعصا البند السابع، وهنا الكارثة، وهذا ما تنتظره كل قوى ومكونات الشمال التي لا ولم ولن تعترف بالقضية الجنوبية وحق أبناء الجنوب بتقرير مصيرهم.

إذن المنطق والعقل يقول إنه أولا على أبناء الجنوب في حكومات الشرعية وخارجها وفي كل التشكيلات العسكرية للأمن والجيش والمقاومة الجنوبية أن ينتزعوا الشرعية التي سرقتها أحزاب الشمال، لكي تكون جنوبية خالصة.. هذا هو الذي يجب أن يتم أولا قبل التوحيد، وليس ترك أدوات الشرعية يسرقها ويصادرها سكان الفنادق في الرياض وتركيا من قادة أحزاب الشمال، وأبناء الجنوب على الأرض يقاتلون ويحررون الشمال بدلا عنهم.. وإلا ما فائدة تشكيل وتفويض المجلس الانتقالي الجنوبي من أبناء الجنوب في مليونيتين، هل ذلك ليرقص ويطنطن أبناء الجنوب في الساحات بشعارات (ثورة.. ثورة.. يا جنوب) أو ليستردوا سلطة القرار لإدارة محافظاتهم وإدارة الحرب في محافظات الشمال لتحريره بطريقة شرعية بتأييد إقليمي ودولي؟
قد يكون وزير الداخلية انطلق في سعيه لتوحيد هذه التشكيلات من منطلق الحرص عليها وعلى الجنوب، وأن هذه التشكيلات أغلبها قد أقصت مناطق ومحافظات ومكونات جنوبية هامة، وعند توحيدها سيتم غربلتها وإنهاء هذه المشكلة.

وهي فعلا الغلطة التي أعطت أحزاب الشمال الفرصة لتأجيج الفتنة بين أبناء الجنوب بدعوى الإقصاء، مع أنه لازال بالإمكان معالجتها جنوبيا.. لكنه- أي وزير الداخلية الجنوبي - لا يستطيع منع قرارات الأمم المتحدة بعد توحيد الألوية والاحزمة والنخب العسكرية الجنوبية من إخضاعها لحكومة الشرعية التي تتحكم بقراراتها أحزاب الوحدة أو الموت الشمالية. وإن كانت شجاعته وشجاعة مسئولي الشرعية الجنوبيين وحتى الرئيس هادي ستصمد، لكن لا سمح الله وتم التخلص منه ومنهم من قبل عصابات أحزاب الشمال كما هو دأبها منذ أول يوم وحدة بالتخلص من أبطال الجنوب وصناديده، كيف نرهن مستقبل شعب وانتصاراته وأهدافه بهذه الطريقة العفوية.

أتمنى من وزير الداخلية أحمد الميسري ألا يكرر نفس غلطة قادة الجنوب حين سلموا شعبا وجيشا وأمنا وأرضا وثروات ورقاب أبناء الجنوب لقادة صنعاء في عام 90م بكل سذاجة وغباء مدفوعين بحماس قومي وضغط أعضاء المخابرات الشمالية المتواجدين والمهيمنين على المكتب السياسي كأعلى سلطة في الجنوب.
خاتمة..
(فكر وافهم يا بجم / قبل أن تتكلم/ أو تخلق مشكلة / لوطنك من العدم / استعمل عقلك المختم / شغله حركه/ جرب التفكير فيه / قبل أن تندم / فللتفكير والتدبير قد صمم / هكذا ربي أوجده / لتدبر الآيات والحكم / لاتربطه بريموت الافندم / أو لحية الشيخ المعمم / حارب الرق المكمم / قل لهم إنك تعلم / وأنك الملهم والمعلم / ارفض أن يستعملوا عقلك/ حاضنة للفكر الملغم / لتفخيخ وإرهاب وطنك / وإرسالك إلى جهنم).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى