جريفيثس يعيش لحظة هدوء تسبق العاصفة والتحالف لديه خطة طوارئ لتجنيب المدنيين المعركة

> «الأيام» خاص/ غرفة الأخبار

>  تصاعدت وتيرة الضغوط الدولية، أمس الإثنين، المطالبة بعدم اقتحام وتحرير مدينة الحديدة تحت ذرائع إنسانية، في وقت باءت جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس بالفشل في هذا الجانب، وعلى ما يبدو منذ كان في صنعاء خلال الأيام الفائتة.
وقالت مصادر دبلوماسية وحكومية، أمس الإثنين لـ«الأيام»: «إن جريفيثس مايزال يواصل جهوده مع الحوثيين للتوصل إلى اتفاق حول مصير الميناء وتسليمه إلى جهة محايدة رغم مغادرته صنعاء الأسبوع الماضي خالي الوفاض بهذا الشأن بعيد لقاءاته بقياديين حوثيين، في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة الشرعية اليمنية والتحالف العربي أن تحرير الميناء سيسهم في تحسين الأوضاع في الحديدة على المستوى الإغاثي وإمكانية إجبار الحوثيين على العودة إلى المسار السياسي.

ويستبعد مراقبون سياسيون تمكن المبعوث الأممي من تحقيق إنجاز في ما يتعلق بعرقلة تقدم القوات المشتركة المدعومة من التحالف نحو استكمال تحرير مدينة الحديدة ومطارها ومينائها المطل على البحر الأحمر.
وقالوا: «إن معركة الحديدة وصلت إلى نقطة اللاعودة.. وإن المساعي الدولية لم تعد تتجاوز إطار تهيئة المجتمع الدولي للتحولات في المشهد اليمني في مرحلة ما بعد تحرير المدينة الاستراتيجية».

وفيما يبدو أنها مساعي الساعات الأخيرة لإيقاف عملية تحرير مدينة الحديدة التي وصلت إلى مراحلها النهائية، ووصل جريفيثس أمس إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي في زيارة مفاجئة، لكن مصادر توقعت أن فرص نجاح جهوده في إيقاف «معركة الحديدة منعدمة تقريبا».
وأصبحت قوات ألوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية على بعد بضعة كيلو مترات من مدينة الحديدة ومينائها.

وذكرت مصادر دبلوماسية أممية أن جريفيثس سيغادر أبوظبي إلى سلطنة عمان وأن «فرص نجاح جهوده في إيقاف معركة الحديدة منعدمة تقريبا».
وتزامنت تحركات جريفيثس مع عقد مجلس الأمن لجلسة مغلقة خاصة باليمن، أمس الإثنين، كان مقررا عقدها في الثامن عشر من الشهر الجاري سيشارك فيها المبعوث الدولي عبر دائرة تلفزيونية من سلطنة عمان.

وتوقعت مصادر دبلوماسية أن الجلسة، التي عقدت بدعوة بريطانية، ستصب في اتجاه دعم جهود المبعوث الأممي لإلغاء عملية عسكرية واسعة لتحرير مطار الحديدة ومينائها من قبل التحالف العربي وقوات المقاومة المشتركة التي باتت متمركزة على مشارف المدينة.

وكانت دولة الإمارات التي تقود عمليات القوات المشتركة التابعة لدول التحالف العربي أمهلت المنظمات الإغاثة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية ثلاثة أيام، لسحب موظفيها من مدينة الحديدة.
ونقلت صحيفة (العرب) اللندنية، أمس، عن وزير المياه والبيئة اليمني العزي شريم حول فرص نجاح الضغوط الدولية قوله إنها (الضغوط) ليست المرة الأولى التي تسعى من خلالها بعض المنظمات أو الدول لإنقاذ الحوثيين.
وقال شريم إن «الشرعية سبق وقدمت الكثير من التنازلات والمبادرات من أجل إحلال السلام الدائم في اليمن، لكن كل هذه الجهود كانت تصطدم بتعنت الميليشيات الحوثية ومراوغاتها».

وعن توقعاته لمآلات الحرب في محافظة الحديدة، توقع شريم، الذي قام قبل أيام بزيارة مسقط رأسه في مديرية الدريهمي (جنوبي الحديدة) «ألا يستغرق تحرير مدينة الحديدة الكثير من الوقت بالنظر للتجهيزات العسكرية والتخطيط الذي تتبعه قوات المقاومة الجنوبية المدعومة من التحالف والتي باتت قادرة على اقتحام مطار الحديدة خلال ساعات».

غير أن ما يحول دون ذلك، وفقا لشريم، هو «التزام التحالف العربي والحكومة الشرعية بأعلى درجات المعايير الإنسانية والأخلاقية والحفاظ على حياة المدنيين».
في السياق أكد الباحث والمحلل السياسي اليمني هاني مسهور أن قرار تحرير الحديدة «اتخذ بعد أكثر من سنتين حاول فيها التحالف العربي إيجاد صيغة لوضع ميناء الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة».

وقام المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ بعدة زيارات إلى صنعاء في محاولة لإقناع الحوثيين بضرورة تجنيب الحديدة هذا الصراع، لكنه لم يلقَ استجابة من الحوثيين، الذين استغلوا وجودهم في الحديدة لتهديد حركة الملاحة في البحر الأحمر، وهو ما استدعى توجيه البحرية الأميركية ضربات لأجهزة الرادارات في الساحل الغربي من اليمن.

وأشار مسهور إلى أن التحالف العربي «استنفد الفرص الممكنة ومنح الحوثيين فرصة أخيرة مع زيارة جريفيثس لصنعاء، والذي اصطدم بالتعنت الحوثي، وهو ما استدعى من التحالف إعداد خطة طوارئ ستتعامل مع عملية تحرير الحديدة بما يضمن تجنيب المدنيين آثار المعارك المنتظرة من جانب، ومن جانب آخر ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية وعدم توقف ميناء الحديدة».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى