10 سنوات على رحيل أشهر كاتب كسول في العالم

> «الأيام» متابعات

>
 «إنها حالة من الكسل الملحوظ الذي يجب الوقوف عنده أو هو سلوك غير مبرر بالمرة، فالكاتب حين تسأله عن هذا التصرف لا يرد عليك بإجابة شافية وكأنه يتكاسل»، هكذا تحدث الكاتب الكبير محمود قاسم عن الأديب الكبير الراحل ألبير قصيري، فى مقدمته للترجمة العربية لرواية الأول «كسالى فى الوادي الخصيب».

فما هي تلك التصرفات التي دفعت «قاسم» لوصف الكاتب المصري من أصل سوري والذي يكتب بالفرنسية، والذي حلت علينا ذكرى رحيله العاشرة أمس الأول، حيث رحل فى 22 يونيو 2008، عن عمر ناهز حينها 94 عاما بأنه «أشهر كسول فى العالم».
وبحسب ما ذكره الناقد محمود قاسم، فى كتابه «الأدب العربي المكتوب بالفرنسية» فإن «قصيري» والذى هاجر إلى فرنسا فى أربعنيات القرن الماضي، بعدما عمل فترة على مركب صيد استقرت به الأحوال فى فندق صغير بباريس عقب نزوله المدينة، وظل يسكن به منذ ذلك التاريخ ولا يفكر أن يغيره، وكان هذا الفندق يقع فى الحي اللاتيني الذي يقع فيه مقهى المونمارتر الذى يجلس عليه أشهر أدباء فرنسا، وقد صادق كل من جان بول ساتر وسيمون دى بوفوار وجان جينيه، أما أقرب أصدقاء إلى نفسه فقد كان الكاتب الكبير ألبير كامي.

ويشير «قاسم» إلى أنه رغم أن الكاتب عاش فى باريس كل هذه السنوات، إلا أن الصحف الفرنسية أطلقت عليه اسم «المنسي من الجميع» أما مجلة لاكتويل فقد قالت فى عددها الصادر فى إبريل عام 1990 إنه أشهر كاتب كسول فى العالم.
ويذهب الكاتب إلى هذا الكسل لم يدفع صاحبه إلى الكتابة عن الكسالى والذين لا يحبون العمل فقط، فربما تأثر هو به فلم يقدم إلا ثماني روايات فقط «كسالى فى الوادي الخصيب، شحاذون ومعتزون، العنف والسخرية، مؤامرة مشعوذ، طموج في الصحراء، ألوان العار.

وكنموذج قريب مما عاشه قدم «قصيري» فى روايته «شحاذون ومعتزون» شخصية أستاذ التاريخ الذي قدم استقالته احتجاجا على تفاهة وزيف المناهج، وقرر أن يعيش كسولا في غرفة ليس بها من الأثاث سوى ورق الحصف، وهو رجل يعشق الليل لما به من سكون، ويبتعد عن النهار لما به من حركة وحياة صاخبة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى