الدرجات النارية مهنة من لا مرتب له بردفان

> تقرير/ رائد الغزالي

>  أجبرت الظروف المعيشية الصعبة الكثير من العاطلين عن العمل والعديد من الموظفين للجوء إلى استخدام الدراجات النارية كمهنة ومصدر دخل لهم ولأفراد أسرهم.
وتزايد إقبال المواطنين بردفان، محافظة لحج، مؤخرًا على استخدام الدراجات النارية ( الموتورات) كوسائل مواصلات لنقل الزبائن على مدى ساعات النهار حتى الليل، بهدف تحسن وضعهم المادي والمعيشي المتردي نتيجة للأوضاع غير المستقرة في البلاد، لاسيما بعد انقلاب الحوثي وشنه الحرب على البلاد، والتي تسببت بانقطاع المرتبات على موظفي الدولة أو بعدم انتظام صرفها في العديد من المحافظات.
مصدر دخل
وقال المواطن محمد فضل داحي: «أعمل في هذه المهنة ليلاً ونهاراً منذ عدة سنوات، لكون العمل بالدراجة النارية يُعد مصدر دخلي الأساسي والرئيس لتوفير متطلبات العيش الكريم لأسرتي».
فيما أوضح مطيع حسن الدهبلي بأن لجوءه لاستخدام «الموتور» كوسيلة لكسب الرزق ناتج عن عدم انتظام صرف المرتب الذي يتحصل عليه من السلك العسكري في ظل الارتفاع الجنوني في المواد الغذائية والاستهلاكية ومستلزمات الحياة بشكل كلي.

وأضاف لـ«الأيام»: «لستُ وحدي من يتخذ الدراجات النارية وسيلة لكسب العيش بل هناك إقبال كبير عليها من قبل الأفراد، منهم العاطلون عن العمل والموظفون من السلكين العسكري والمدني، والذين أصبحت مرتباتهم التي يتحصلون عليها بعد عدة أشهر غير كافية لتوفير أبسط مستلزمات المعيشة».
وسيلة نقل سريعة
وقال سمير قاسم صالح: «العمل على الدراجات النارية يعد مهنة سهلة وتعلمها ليس بالصعب، فضلاً عن كونها في المستوى الأول مصدرا يدر على صاحبه الرزق، غير أنها في ذات الوقت تشكل خطورة، خصوصاً على الشباب الطائشين والمتهورين، فكثيراً ما تتسبب السرعة الجنونية بتعرض العديد منهم للوفاة أو الإعاقة وما إلى ذلك..

أما بالنسبة لي فأشعر بالارتياح بالعمل عليها فمن خلالها أستطيع توفير حاجيات ومتطلبات المنزل والأطفال، وإن كان القلق والتوتر يُخالجني في بعض الأحيان بسبب الظروف المعيشية غير المستقرة».
حسني سليمان هو الآخر مالك دراجه نارية تحدث لـ«الأيام» بالقول: «توجد العديد من الدراجات النارية في ردفان تستخدم كوسيلة نقل سريعة بداخل المدينة وكذا للأرياف، إلا أن كثرتها والعشوائية السائدة خلقت ازدحاماً مروريًا إلى جانب السيارات وباصات الأجرة، وهو ما يتطلب من الجهات الأمنية وشرطة المرور القيام بواجبها بتنظيمها من خلال الترسيم».
إجراءات الترسيم
من جهته أكد مدير شرطة ردفان العقيد جلال محمد سالم أن إجراءات ترقيم الدراجات سيتم خلال الأيام القادمة.
وقال في تصريحه لـ«الأيام»: «أصبحت هذه الدراجات منتشرة بكثرة في مدينة الحبيلين وعلى مساحات واسعة من شوارعها، وقد تسببت بالعديد من الحوادث المرورية توزعت ما بين إصابات وإعاقات ووفيات، ولهذا أضحت مسألة ترسيمها أمرا ضروريا  لابد منه، وهناك أشياء أخرى أيضاً تستدعي ضبط هذه الدراجات وترسيمها ضمن عمل وخطة تشمل عددا من المحافظات، منها محافظة لحج، ولا ننسى هنا بأننا خرجنا من الحرب، والوضع على مستوى البلاد خاصة في المحافظات الجنوبية لم يستقر بشكل كامل، فخلال فترة الحرب أُجّل البت في كثير من القضايا بردفان، وبدأنا حالياً ولله الحمد البت فيها، ومن ضمن هذه القضايا التي نحن بصدد حسمها موضوع ترسيم الدراجات النارية، ووضعها في نطاق الإجراءات القانونية أصبح أمرا لابد منه».

وأضاف: «شهدت عدد من المدن الرئيسة حوادث قتل واغتيالات عبر دراجات نارية، وترسيمها هو إجراء يخدم مالكها نفسه بدرجة أولى، وذلك بتسهيل الوصول إليها في حال تعرضها للسرقة أو حدوث عمليات القتل، وأيضاً كاحتراز أمني لما فيه مصلحة الجميع، وهذا الأمر قد جرى مناقشته قبل شهرين مع مدير عام المرور في المحافظة ووعد حينها بالبدء بتنفيذ  الإجراءات المتخذة بعد شهر رمضان الفضيل، كما أكد أن قسم المرور سيفعل بشكل الأفضل متى ما توفرت الاحتياجات البشرية والمادية».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى