عدن.. زحمة سيارات ودراجات نارية

> عبدالله ناصر العولقي

> لم تضع السلطة في عدن تدابير ومعالجات سليمة لتفادي زحمة السير التي صارت لا تطاق في معظم الأوقات، ولم تلق بالا لتلك الاختناقات المرورية المزعجة لنفسية المواطن والمرهقة لوقود سيارته وقطع غيارها والهادرة لجزء مهم من وقته.
عبدالله  العولقي
عبدالله العولقي
 
من الواضح أن الاختناقات المرورية في عدن قد لازمت بعض الطرقات والتقاطعات الرئيسة لفترة طويلة، حيث صارت مصدر إزعاج للمواطن بل كابوسا يحل عليه عند التفكير بالخروج لقضاء احتياجاته أو لأداء عمل، وعلى وجه الخصوص في أوقات الذروة، فحينها تقطع السيارة مسافة الخطوة الواحدة بألف ميل!!

فمن المؤكد أن السبب الرئيس لتلك الاختناقات هو زيادة عدد السيارت مع زيادة الكثافة السكانية في محافظة عدن، في حين ظلت الطرقات على وضعها وحالها القديم. كما أن هناك أسبابا تؤدي إلى اختناقات مؤقتة ومنها قلة ذوق بعض السائقين حين لا يلتزمون بنظام السير ولا يحترمون الآخرين، فيتسببوا في عرقلة الحركة وإغلاق طريق بالكامل، مستغلين عدم تواجد رجال المرور.

كما أن هناك ظاهرة جديدة برزت في شوارع وطرقات محافظة عدن وهي انتشار الدراجات النارية وبأعداد هائلة وبشكل لافت للنظر، والتي تتسبب في إزعاج سائقي السيارات بخطورة تجاوزاتهم أثناء السير حين يمرقون من اليمين واليسار وبدون سابق إنذار، إلى جانب تسببها في بعض الأحيان في مضايقة المشاة.

قد يقول البعض إن الدراجات النارية ساهمت في تقليص حركة السيارات في الطرقات، فهذا الطرح صحيح، إلا أن أثره بسيط، فالبعض يفضل التنقل عبر الدراجة النارية ويعتبرها فارس الحلبة وسط الازدحام إلى جانب أن أجرتها زهيدة مقارنةً بالسيارة، ويرى وجهها الإيجابي في بلوغ الهدف في أقصر وقت أثناء اكتظاظ الطريق بطوابير من السيارات حيث تستغل الفراغ البسيط بين السيارات لتنطلق منه كالغزال تاركةً طابور السلاحف تزحف خلفها!، متناسياً وجهها السلبي المتمثل في فقدان أبسط معايير السلامة، والتي أهمها وجود الخوذة التي يفترض أن تكون على رأس السائق والرديف لحماية رأسيهما من الارتطام بالأرض في حال وقع حادث للدراجة ومن عليها، لا قدر الله، كذلك تجاوزها لحمولتها على الحد المسموح به، والتي بلغ بها أن تقل بدل الرديف الواحد أربعة على مقعدها الصغير، وبذلك يتعاظم خطر حوادثها.

لقد اندهشت عندما مرت أمامي دراجة نارية عليها أربعة ركاب، تصورت حينها أنها دراجة ذات تصميم خاص وطراز جديد بمقعد طويل شبيه بالكنبة مخصص لنقل جماعي، ولم أتوقع أنها ذاتها الدراجة العادية!
في الحقيقة أهملت السلطة كثيرا من الخدمات ومنها الطرقات، فنجد بعض مشاريع الطرق التي  رصدت تكلفتها المالية قد تعثرت ولم تنجز، كمشروع توسعة طريق الجسر (كالتكس ريجل)، هذا المشروع الكبير الذي أهمل لسنوات بعد أن قُطع فيه شوط لا بأس به، وكذلك جسر البريقة، والذي توقف العمل فيه.

بينما المواطن يطمح إلى اهتمام أكبر من السلطة بالطرقات وفي تشييدها جسورا في التقاطعات الرئيسة (الجولات) مثل كالتكس وريجل والقاهرة والمنصورة وكذلك إجراءها تعديلات على بعض الطرقات بشكل عملي وعلمي، واهتمامها بتخصيص مواقف للسيارات، وإن تطلب ذلك في بعض الشوارع اقتطاع جزء من مساحة الرصيف وإلحاقه بالطريق الإسفلتي ليستغل المواطن هذا الحيز موقفا لسيارته، ولكن المهم والأهم هو موقف السلطة إزاء طموح المواطن وسد احتياجاته الضرورية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى