"علي رضا" من عامل نظافة لحارس مرمى إيران الأول في كأس العالم

> «الأيام» متابعات

>
 * علي هو إبن عائلة بدويّة، هرب منها ليعمل في مصنع ملابس، ثم في غسل السيارات ، ثم كعامل نظافة في الشوارع (نعم .. عامل نظافة) .. لا تستغربوا .. وعلي ليس وسيمًا كزميله الحارس حجيتي مثلًا ، لكن قصّة حياته هي إلهام لآلاف الناس.
 كما أسلفت ، ولد علي لعائلة بدويّة ، تتنقل بين الأرياف للعثور ، على العشب كي تطعم خرافها .. علي كان الإبن الأكبر لعائلته ، لذا من الطبيعي أن يعمل في سن مبكر لمساعدتهم.

 وظيفته الأولى كانت الرعي ، وكلّما وجد وقت فراغ ، كان يلعب لعبة محلية تسمى "دال باران" وكذلك كرة القدم مع أصدقائه ، تقوم هذه اللعبة على رمي الحجارة إلى مسافات طويلة، قد تظن أن هذه اللعبة لا علاقة لها بكرة القدم ، لكنّها وعلى المدى الطويل ، ساعدت علي رضا كثيرًا.

 في سن الـ 12 من عمره ، كان يتمرّن مع ناد محلي ، بدأ كمهاجم ، وعندما كان يتعرض حارس مرمى ناديه لإصابة كان يقوم باللعب بديلاً له ، ولذلك قرّر علي أن يصبح حارس مرمى ، ولكن والده عارض ذلك بشدّة ،
فوالده كان كسائر الآباء في هكذا بلاد ، ظنّ أن كرة القدم ليست مهنة ، ولن تساعده في حياته فكان يفضّل أن يصبح إبنه عاملاً بسيطاً.
 علي أخبر صحيفة الجارديان : "والدي يكره كرة القدم كان يريد مني أن أصبح عاملاً، لدرجة أنه قام بتمزيق ثيابي وقفازاتي عدة مرات".

 بسبب والده وأسلوب حياة عائلته ، هرب علي رضا إلى طهران ، باحثًا عن فرصة في أحد الأندية الكبرى هناك .. وهنا (بدأت المعاناة الحقيقية) ، فقد اقترض علي المال من أحد أقاربه ، وسافر عبر الحافلة .. وفي الحافلة قابل مدرباً لفريق محلي يدعى حسين فيز ، المدرب أخبره أنه سيسمح له بالتدرب مع فريقه مقابل 30 باوند ، لكن علي لم يكن يملك لا مال ، ولا حتى مكان للنوم.

 علي قال : "كنت أنام أمام باب النادي ، أستيقظ صباحًا لأرى العديد من العملات النقدية إلى جانبي ، فقد كان الناس يعتقدون أني متسول ربّما ، وكانت تلك أول مرة أتناول فيها وجبة فطور لذيذة".
 المدرب وافق أخيرًا على منح علي رضا تجربة مجانية في النادي ، كما طلب من كابتن الفريق دعمه ، علي أيضًا عمل في مصنع ملابس يملكه والد أحد زملائه في الفريق ، وهناك أصبح ينام في المصنع.

 وظيفة علي رضا الثانية كانت العمل في غسل السيارات ، وبسبب طوله الفارع، أصبح متخصصًا في تنظيف السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات .. وفي أحد الأيام ، واجه علي موقفاً صعباً مع أسطورة كرة القدم في إيران (علي دائي) الذي كان يريد تنظيف سيارته .. زملاء علي رضا نصحوه ، بأن يتحدث مع الكابتن علي دائي مهاجم بايرن ميونيخ السابق على أمل أن يساعده في بدء مشواره بأحد الأندية لتتطور مسيرته لكن علي لم يأخذ بالنصيحة ، وفضّل شق طريقه بنفسه.
 يقول الحارس علي رضا : "كنت متأكداً ، من أن علي دائي ، سيساعدني، لو أني طلبت منه ذلك ، لكني كنت محرجًا من إخباره بوضعي الحالي وقتها".

 بعد ذلك قابل علي مدرب نفط طهران وانتقل للعب هناك ، النادي سمح له في البداية بالنوم في غرفة الصلاة، لكن بعد ذلك منعوا عنه ذلك.
 علي ذهب للعمل في محل بيتزا ، ليس لشيء ، فقط كي يجد مكاناً ينام فيه ليلًا وهناك تعرض لموقف محرج، مدربه في نفط طهران جاء لتناول البيتزا ، ولم يكن يعلم أن علي يعمل هناك ، علي كان محرجاً ، ولم يرغب في أن يراه المدرب ، لكن مالك المتجر طلب منه أن يخدمه بنفسه ، فترك علي رضا العمل.

 علي واجه أقسى أيام حياته بعد ذلك ، لأنه لم يجد عملًا يتيح له النوم فيه ، وفي النهاية ، وافق على العمل في تنظيف الشوارع ، أحيانًا كان عليه تنظيف حديقة كاملة ، فكان من الصعب عليه، أن يكون لائقًا للمباريات بعد كل ذلك المجهود الذي يبذله.
 بعد فترة ، تم طرده من نادي نفط طهران ، لأنه تدرب مع فريق آخر وتعرض للإصابة فانتقل إلى ناد يدعى حوما .. مدربه الجديد كان مترددًا في منحه عقداً فشعر علي أن حلمه يموت.

 مدرب نفط طهران تحت 23 عاماً إتصل به وأخبره أن الباب مفتوح له للعودة ما لم يكن قد وقع لفريق آخر.  يقول علي رضا : "ربّما تردد مدرب حوما في منحي عقداً كان خيرًا لي ، لأنني لم أكن لأصل لما وصلت إليه لو منحوني ذلك العقد".
 نجم علي رضا بدأ بالسطوع إذ أصبح حارس مرمى فريق نفط طهران الأول ، واختير لمنتخب إيران تحت 23 عاماً في 2015 ، ثم أصبح حارساً للمنتخب الأول بعد عناء شديد .. علي رضا حقق 12 (كلين شيت) وهو (رقم قياسي) في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا.
 علي يقول : "تعرضت للعديد من المواقف واللحظات والأيام العصيبة ، التي تجعل حلمك صعب المنال ، لا أريد نسيان تلك اللحظات ، فهي التي جعلتني الشخص الذي أنا عليه اليوم".
 (علي) هو صاحب الأسيست التاريخي الذي سلط أنظار الصحافة العالمية عليه ، أسيست من على بعد 70 متراً باليد ، (علي) يمتلك قدرات هائلة على رمي الكرة بيده ، ويعود الفضل فيها لممارسته لعبة دال باران في صغره ، كما ذكرنا سلفًا.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى