فيرمينو: اللاعب الذي حملته أسنانه البيضاء إلى عالم الكرة

> «الأيام» متابعات

>
 لا تخلو أبدًا كرة القدم من المفاجآت .. هذه واحدة من الأمور التي أثبتها تاريخ اللعبة ، فمهما تخيلت أنك شهدت ما يكفي من الأفكار التكتيكية المختلفة، واستمتعت بأكثر المهارات الاستثنائية التي أبدع اللاعبون في ابتكارها ، وتعرفت على أغرب القصص ، التي تدور حول المستديرة ، داخل وخارج الملعب، فإن كرة القدم ستفاجئك لاحقًا بما هو جديد.

 اليوم نسرد تفاصيل واحدة من أغرب قصص لاعبي كرة القدم في الوقت الراهن ، الواقعة التي نحن بصددها تخص البرازيلي «روبيرتو فيرمينو» مهاجم ليفربول .. إنها قصة مختلفة ، بدأت في البرازيل ، وكان لها أثر كبير في مسيرته الاحترافية التي أخذت بالصعود عندما التقطته أعين طبيب أسنان ، وليس مدربًا.

 تقول صحيفة ديلي ميل الإنجليزية أن مدينة ماسايو ، التي تقع في الشمال الشرقي لجمهورية البرازيل ، كانت تصنف ضمن أخطر 10 مدن في العالم خلال سنة 2015 .. فبالرغم من أن ماسايو تطل على شاطئ المحيط الأطلسي الساحر ، فإن معدلات الجريمة كانت مرتفعة للغاية بتلك المدينة الساحلية ، والسبب في ذلك يعود إلى فقر الأغلبية الكاسحة من سكان ماسايو ، ومن بين هؤلاء كان روبيرتو فيرمينو الذي ولد بالمدينة عام 1991 لأسرة متواضعة وبسيطة للغاية.

 «فيرمينو» الذي يقول أنه نشأ في بيئة فقيرة ، تفتقد مقومات الحياة الأساسية وأنه كان معرضًا في أي لحظة للانجراف نحو الممارسات الإجرامية ، لولا شغفه بلعب الكرة في حواري ماسايو ، كان روبيرتو واثقًا ، أنه سيحصل على فرصة لاحتراف كرة القدم ، والنجاة بأسرته من محيطه القاسي ، لكن بقت الأزمة في بنيته الجسمانية الضئيلة ، التي حرمته من اهتمام مدربي الفرق المحلية ، فقد كان بحاجة في تلك اللحظة ، إلى من يؤمن بإمكانياته وقدرته على التطور.
 
لماذا تبدو أسنانه ناصعة البياض؟
 * تحت هذا العنوان ، تساءل الموقع الجماهيري لليفربول EmpireOfTheKop عن السر ، وراء اهتمام فيرمينو الملفت بأسنانه .. انتظر الموقع أن يجيب القراء ، حتى كشف لهم الأمر برمته .. فأثناء مشاركات الصغير روبيرتو في مباريات الهواة في الشوارع ومراكز التدريب ، أُعجِب بأدائه ومهارته طبيب أسنان كان يعمل بالقرب من إقامة فيرمينو ، يُدعى ذلك الطبيب الذي سوف يغير حياة الصغير : «ماركيلوس بورتيلا».
 توجه بورتيلا لسؤال روبيرتو في أي ناد يلعب ، ليفاجأ بأن الأخير لم ينتظم بعد في صفوف أي فريق ، وهو الأمر الذي أثار دهشة الطبيب الذي آمن بمهارات الصغير البرازيلي سريعًا، عندها فكر بورتيلا بعض الوقت، ثم عاد من جديد إلى فيرمينو ، وعرض عليه التعاون معًا.

 كان التعاون يتلخص في أن يستمر روبيرتو فيرمينو بالتدريب ، والاعتناء بشكل أفضل بحالته البدنية ، فيما سيسعى بورتيلا لأن يجد له فرصة جيدة للانضمام لأحد الأندية البرازيلية ، ووافق على الفور روبيرتو الذي كان متعجبًا من اهتمام وثقة بورتيلا فيه ، ومن تلك اللحظة بدأ يخطو خطواته الأولى بمشواره الاحترافي رفقة صديقه الجديد ووكيل أعماله المستقبلي «ماركيلوس بورتيلا».
 علي الجانب الآخر ، كان طبيب الأسنان يخوض مغامرة غريبة ، ودون أي خبرة إدارية ، أو رياضية سابقة، ما دفعه فقط بالمضي في هذا الطريق هو قناعته بما يمتلك روبيرتو من إمكانيات، إذ يقول: «عندما كنت أخبر أحدهم أن فيرمينو سيصبح يومًا ما لاعبًا كبيرًا ، يمثل منتخب بلادنا ، كانوا يخبرونني بأني موهوم ، وأضيّع وقتي مع لاعب هاو ضئيل الحجم» ، فأراد «بورتيلا» أن يثبت لهم أنه كان على حق.

 وبالفعل نجح بورتيلا في توفير أول فرصة حقيقية لـروبيرتو، فقد قام الطبيب بإدراج إسم الصغير باختبارات شباب ناد برازيلي كبير بحجم (ساو باولو) .. استعد فيرمينو قبيل الاختبارات ، وحاول الحد من نقاط ضعفه، وذهب في الموعد إلى مقر النادي.
 خلال الاختبارات، فوجئ روبيرتو أن كرة القدم الحقيقية تختلف كثيرًا عن نمط الاستعراض الذي اعتاد عليه في مباريات الهواة ، فلم يظهر سوى بشكل سيئ، حيث برزت معاناته بالالتحامات البدنية، وفشل في الحصول على الكرة أغلب الوقت ، وأخفق فيرمينو في اختباره الأول ، وخرج من ساو باولو ، دون أن يعيره أحد ، أي اهتمام .. غير أن ذلك لم يزد فيرمينو وصديقه بورتيلا ، إلا كل إصرار ، فلم يتمكن اليأس من حماسة الصغير وشغفه بالكرة أبدًا ، بل بدأ الاستعداد من جديد ، فور أن أخبره رفيق رحلته ، بأنه سيبذل جهده لإيجاد فرصة اختبار ثانية بأحد الأندية الأخرى.

 صدق بورتيلا في وعده ، فلم يمر وقت يذكر حتى أخبر روبيرتو أنه على موعد للاختبار بنادي فيجورينسي، كان المراهق البرازيلي يدرك جيدًا أن عليه التركيز بشدة لأجل الظهور بأفضل صورة ، وكان طبيب الأسنان يؤمن بأن لاعبه لن يخيب ظنه هذه المرة ، خلال الأسبوع الأول من اختبارات فيجورينسي، نجح روبيرتو في لفت انتباه المدربين ، فكان له أن حصل على عقد انضمام بصفوف الفريق المحلي.

 لعب فيرمينو لمدة موسم كامل في فريق الشباب ، قبل أن يتم تصعيده في موسم 2009/2010 إلى الفريق الأول وهو إبن الثامنة عشرة ، حيث تم توظيف اللاعب الشاب بمركز لاعب الوسط الارتكاز ، نظرًا لقدرته على التحكم بالكرة، وتمكنه من مهارة التسليم والاستلام بدقة كبيرة، كما تميز برؤية جيدة للملعب، وبقدرة في استخلاص الكرة من الخصوم.

 خلال موسمه الاحترافي الأول ، استطاع روبيرتو اكتساب ثقة مدربه، كما لفت انتباه كشّافي الفرق الأوروبية المنتشرين بأمريكا اللاتينية لمتابعة أدائه ، وبدأت تنهال على وكيله بورتيلا الاتصالات والعروض ، في سبيل الوقوف على موقف فيرمينو وناديه من الاحتراف بالخارج.
 من بين هؤلاء المهتمين باللاعب البرازيلي ، كان كشّافو نادي هوفنهايم الألماني ، صاحب السمعة الطيبة في الاستعانة باللاعبين الشبّان ، حيث نجحوا بالفعل في فتح خطوط اتصال مع ناديه ، بينما رحب بورتيلا بانتقال لاعبه للدوري الألماني ، حيث مناخ من الجدية والاحتراف والتنوع التكتيكي سيُثقل من موهبة روبيرتو.

 في الأول من يناير عام 2011 ، حصل نادي (هوفنهايم) على خدمات صاحب العشرين عاماً ، نظير أربعة ملايين يورو ، ليبدأ فيرمينيو فصلًا جديدًا من حياته ، مع وكيله بورتيلا الذي لم ينسَ أن يجري للاعبه تركيب تقويم لأسنانه قبل السفر إلى ألمانيا.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى