الزُبيدي: ننتهج الحوار وجاهزون لأي تهديدات

> عدن «الأيام» خاص

>
 أشاد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، بالنجاح الذي حققته الجمعية الوطنية للمجلس ومضيها قُدمًا وبشكل جيد نحو تفعيل العمل المؤسسي للذراع التشريعي للمجلس الانتقالي المتمثل في الجمعية الوطنية الجنوبية التي جاءت كجزء من المجلس بعد نضالات وتضحيات قدمها الشعب الجنوبي.

وبارك الزُبيدي في كلمته، صباح أمس، بفندق كورال في مديرية خور مكسر بالعاصمة عدن، انعقاد الدورة الأولى للجمعية، متمنيًا التوفيق لأعضائها في «مهامهم الوطنية الجسيمة التي يخوضونها في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ شعب الجنوب».
وقال: «إننا نلتقي بكم اليوم مرة أخرى، بعد مرور ستة أشهر على انعقاد الدورة التأسيسية للجمعية الوطنية الجنوبية، بعقد الدورة الأولى للجمعية الوطنية الجنوبية، ونجد أنفسنا جميعًا أمام لحظة دقيقة وفارقة من عمر قضيتنا العادلة، لذلك فإنني أود القول وبكل وضوح أن وجودكم هنا يجب أن يُعبر جليًا عن إرادة الشعب وما يقرر هو ما يريد تحقيقه، ارسموا خارطة المستقبل ولتتحملوا مسؤوليتكم الوطنية بكل جدارة، فنحن جميعًا قد قررنـا استعادة الوطـن الجنوبي من خاطفيه وضحينا لأجل ذلك القرار ولازلنا نضحي حتى اليوم، وبدون أدنى شك أن إحدى ثمار تضحيات الجنوبيين هو وجود هذه الكوكبة المحترمة من أبناء هذا الوطن الجنوبي كممثلين لشعبه ومعبرين عن طموحه وآماله وأهدافه».

وأضاف: « انكم اليوم ترسلون رسالة للعالم كله مفادها قدرتكم على ارساء قواعد نظام ديمقراطي، ومفادها أيضًا نيتكم الصادقة في إعادة بناء مؤسسات الدولة الدستورية.
ولقد استطاع شعبنا الجنوبي العظيم عبركم أن ينتصر لمستقبله وأن يستعيد حلمه، والمضي في ذلك حتى استعادة كافة الحقوق السياسية ومن ثم بناء مؤسسات الدولة في إطار تتوازن فيه السلطات تحت مظلة الديُمقراطية.
وقد أثبت الجنوبيون سلميتهم وقوتهم وعظمتهم حين قرروا إنفاذ إرادتهم الوطنية رغم الصعاب والتعقيدات التي تُوضع أمامهم في كل منعطف، وإننا جميعًا ماضون قدمًا في مشروع وطني يهدف إلى الاستقلال وبناء دولة جنوبية حديثة ولن نسمح لأي كان أن يعرقل تقدمنا مهما كانت الظروف».

وتابع: «كما قلت لكم سابقاً يوم انعقاد الدورة التأسيسية أعيد عليكم اليوم ما قلته لأذكركم أن جميع أبناء شعبنا الجنوبي العظيم يتطلعون اليكم ويثقون بكم.. فلا تخذلوهم.. كونوا على قدر المسئولية التاريخية الملقاة عليكم.. وإنه لشرف ما بعده شرف.. وثقوا بأننا سنقف معكم في جميع ما يمكن أن يساعدكم على انجاز مهامكم الوطنية على أكمل وجه، فنحن قد دفعنا سوياً من التضحيات ما لا يسمح لنا أن نعود إلى الوراء نهائياً، لذلك نحن نتطلع الى رأيكم وما تقررونه بالنيابة عن الشعب».

إننا منذ البداية على دراية كاملة بواقع الأوضاع الصعبة التي تمر بها بلادنا والتي يمر بها الشعب نتيجة لاستمرار خصومنا في محاولاتهم المستميتة لتغيير واقعنا الذي بات لا يخدم مصالحهم وأهدافهم الباطلة.. وفي هذا الصدد فإنني لا اُخفي عنكم حقيقة صعوبة المهمة إلا أن هذا كله لم يغير ثقتنا أبداً في أن شعبنا الجنوبي قادر على المواجهة وتحدي المخاطر والعبور بسلام نحو مستقبل رسمناه، وهذا ثابت ما دمنا نمتلك الوعي الحقيقي لقيم الثورة والإرادة الصلبة.

لم تتزعزع ثقتنا وإيماننا قط في أننا سنبلغ غايتنا وسنحقق أملنا وهدفنا وإنني اجدد لكم العهد، عهد الرجال للرجال أن تبقى راية هذا الوطن الجنوبي عالية وخفاقة بأيدي أبنائه جميعاً».
إن الأوضاع التي تمر بها بلادنا السياسية والأمنية والاقتصادية تمثل تحديات لم يسبق لها مثيل وإنها لتفرض علينا جميعاً مسئولية تاريخية واستثنائية يجب أن يبقى فيها بنياننا شامخاً وثابتاً ودوركم هنا في الجمعية الوطنية التي تمثل البرلمان الجنوبي هو أن تمارسوا هذه المهام في سياق ديموقراطي يضع مصالح الوطن العليا أولوية قصوى».

وأضاف في كلمته التي القاها بمناسبة انعقاد الدورة الأولى للجمعية الوطنية: «لقد واجهنا في الفترة الماضية أحداثا عدة وعاصرنا تفاصيل قضايا مختلفة، أولها ملف الحكومة التي يرأسها أحمد بن دغر والتي مارست على الشعب تعذيبا ممنهجا يهدف إلى اخضاع الناس ودفعهم إلى التنازل عن أهدافهم وكسر إرادتهم وإرغامهم على القبول بمصير سياسي لا يمثل رغبتهم ولا يعبر عن تطلعاتهم.. لقد واجهتنا هذه الحكومة بورقة الخدمات والمرتبات وسياسة التجويع والحرمان، وتطور الأمر إلى استخدامها القوة ضد من خرجوا سلمياً مطالبين بحقوقهم مما اضطر بقوات المقاومة الجنوبية إلى الدفاع عن أرواح الناس، وهذا دور سنقوم به بكل تأكيد كلما فكر أي أحد أن يهدد حياة شعبنا، ولقد تدخلت دول التحالف العربي كوسيط ضامن على الطرفين، ولأننا دعاة للسلام ولأننا صادقين عندما نقول إننا نريد المضي بكم في طريق آمن بعيد عن العنف، طريقاً یسلّم الجميع من تبعات نحن في غناء عنھا، ووفاء لتحالفنا مع دول التحالف العربي، فقد استجبنا لدعوة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، واخترنا طريق التهدئة والهدنة، اختيار الأقوياء والمنتصرين، لا اختيار الضعفاء ولا الخائفين، وكان الجميع يعرف أين كنا وأين سنكون فيما لو أردنا ذلك.

واليوم وبعد هذا كله، نؤكد على انتهاجنا الحوار من أجل السلام إيماناً منا بأن وحدة الصف الجنوبي هي خير ضامن لمستقبلنا السياسي، ولأن التصالح والتسامح مبدأ لا خلاص للجنوب ولا انتصار إلا به، سنستمر بالحوار وبكل الوسائل الممكنة حتى استعادة دولتنا وحقوقنا السياسية كاملة.

إن انتهاجنا للحوار السلمي ما هو إلا إيمان منا بضرورة خلق صيغة سياسية متفق عليها يُجمع عليها أبناء الجنوب وتكون بمثابة الطريق الآمن نحو استعادة دولتنا وصناعة مستقبلنا الآمن، وبنفس المستوى من الرغبة في الحوار والسلمية، فإننا جاهزون دائما لمواجهة أي تهديدات تنتقص من حق شعبنا ماضيه وحاضره ومستقبله».

وتابع بالقول: «لقد عملنا بكل الإمكانات على إعادة وبناء العلاقات السياسية مع العديد من الأطراف الخارجية الفاعلة، ونجحنا بفضل من الله ثم بجهود المخلصين لهذا الوطن الجنوبي بفتح قنوات اتصال سياسي مع بعض الدول الكبرى والدول الإقليمية الفاعلة والعديد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية.

وفي إطار انفتاحنا السياسي على العالم انتهجنا لبناء علاقات دولية رشيدة قائمة على التفاهم والتعاون والاحترام المتبادل، واستطعنا أن نعزز من دورنا وحضونا الإقليمي والدولي، واستطعنا عقد عدة لقاءات ناجحة مع سفراء بعض دول الـ 18 وعرضنا عليهم رؤيتنا للحل وناقشنا مختلف الملفات والقضايا العالقة في بلادنا، ونقلنا تطلعات الشعب الرامية نحو دولة مستقلة يسودها الأمن والسلام والوئام، كما التقينا أيضًا بالمبعوث الأممي الخاص وبمكتبه مرات عدة، وأكدنا على أننا جزء من عملية السلام وأننا كجنوبيين حاضرون للجلوس على طاولة المفاوضات بالنيابة عن أنفسنا، وأكدنا أننا لن نسمح إلا بحلول يرتضيها الشعب وتكون كفؤة لنضالاتنا وتضحياتنا ودماء شهدائنا».

كما أننا لن نقبل بأي تأجيل لقضية الجنوب لإدراكنا الكامل أن قضيتنا العادلة هي مفتاح للحل، ولأن معطيات الواقع السياسي الحالي تقول ذلك أيضاً، فإننا نوهنا للجميع على ضرورة الاخذ بزمام المبادرة وانتهاج طريقة ناجحة للحل تبدأ بالبحث عن حل القضية التي لا تنازل عنها، فمن لا يستطيع تطبيق أي التزامات على الأرض عليه وبكل تأكيد أن لا يغامر للتوقيع على أمر يخص الجنوب وشعبه وقضيته».

وقال: «كما نجدد دعمنا ووقوفنا إلى جانب دول التحالف العربي في الحرب على الميليشيات الحوثية حتى تحقيق أهداف عاصفة الحزم والأمل، وبجانب هذا الالتزام، ومع ادراكنا الكامل لضرورة وظروف الصراع العربي الفارسي، إلا اننا نؤكد أن كل التحالفات التي نشأت أو قد تنشأ نتيجة ذلك لن نقبل أبداً أن تكون هذه التحالفات على حساب قضيتنا أو حضورنا أو مستقبلنا السياسي».

وأضاف مخاطبًا رجال قوات المقاومة الجنوبية: «أحييكم، أحيي بسالتكم وشجاعتكم، أحيي فيكم صبركم وجلدكم وإقدامكم غير المتناهي، أحييكم حين رفعتم رؤوسنا ورفعتم اسم الجنوب عالياً، أحييكم كلما رفعتم رايتكم الشماء عالياً خفاقة لا يقف تحتها غيركم ولا يلازمكم ويلازمها إلا النصر، النصر الذي كسر شوكة خصومكم وأخرس أفواه طالما أخطأت بحقكم.

إنكم اليوم وعلى مختلف الجبهات سواء في الداخل الجنوبي أو في الساحل الغربي وعلى حدودنا المختلفة، ترسمون بدمائكم الطاهرة ملامح مستقبلنا، فأنتم مصدر فخر واعتزاز الجنوبيين والأمة أجمع، ونؤكد لكم أننا على نفس الدرب ماضون حتى انجاز ما نريده».
وللماجدات الجنوبيات قال: «أخاطب اليوم من خلالكن المرأة الجنوبية، المدرسة التي طالما صنعت رجالاً من أجل الوطــن، اليوم أنتن على عتبات عهد جديد يجب أن تعبرن فيه عن تطلعاتكن وقضاياكن ولتكونن صوتاً للحق، ولتتمسكن بأحلامكن فأنتن الوطن وأنتن نصف المجتمع، وصورة الرجل ومرآته».

وعن الشباب صانعي المستقبل قال: «إنني أرى فيكم الأمل والمستقبل وثقتي فيكم ليس لها سقف ولا حدود، مؤمن أنكم عجلة التغيير نحو المستقبل الآمن، وأنتم نواة حقيقية لحياة سياسية متجددة، فأنتم عماد الثوابت الوطنية وحماسها الحقيقي ونبراسها الذي لا ينطفئ، فخور أن أراكم هنا ممثلين للشعب ومعبرين عن تطلعات الشباب الجنوبي العظيم رمز التحدي والقوة».

ودعا الزبيدي في ختام كلمته ممثلي الشعب لأن يكونوا «انعكاسًا حقيقيًا لنبض الشعب وصوت الجماهير، مارسوا مهامكم بتجرد ونزاهة وكلنا فيكم ثقة، أوصيكم بالخروج من هنا أكثر إرادة وقوة عنوانها إعلاء مصالح الوطن الجنوبي، وصونوه فهو أمانة في أعناقكم، ضعوا قضايا المواطن على أولويات عملكم وأجندتكم، وتذكروا أن الجنوبيين ينتظرون منكم الكثير.. اعملوا ما ترونه مناسباً وسوف نتقدم صفوفكم دائمًا من أجل الوطن، وكما قلنا سابقاً بالعمل سوياً سنجتاز كل الصعاب حتى نصل إلى الضفة الأخرى حيث الأمان والسلام والاستقلال».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى