(ديشان) مدرب منتخب فرنسا مهندس الفوز

> سان بطرسبورغ «الأيام» أ ف ب

>
 النجمة الأولى التي على القميص كانت بصفته قائداً لمنتخب فرنسا .. أما النجمة الثانية فكانت بصفته مدرباً فقد جسد ديدييه ديشان مكانته أكثر وأكثر في تاريخ كرة القدم الفرنسية من خلال انتزاعه لقب كأس العالم بفوز منتخبه مساء أمس الأحد على كرواتيا 4-2 في نهائي مونديال روسيا 2108.

 وحذا الفرنسي ديشان (49 عاماً) حذو البرازيلي ماريو زاجالو و"القيصر" الألماني فرانتس بكنباور بإحراز اللقب العالمي كلاعب ومدرب.
 على المستوى الوطني ، وبعد فوزه على بلجيكا 1-صفر في سان بطرسبورج في نصف النهائي، نجح ديشان في أن يصبح أول مدرب لفرنسا يقودها إلى مباراتين نهائيتين متتاليتين ، بعد كأس أمم أوروبا في عام 2016 التي خسرها فريقه أمام البرتغال صفر-1 بعد التمديد.

 ولم تكن بدايات ديشان مع المنتخب الفرنسي جيدة لأنه عاش كابوس بلغاريا في تصفيات كأس العالم المؤهلة إلى مونديال 1994 ، والتي غاب عنها منتخب الديوك ، قبل أن يرفع الكأس بعدها بأربع سنوات بفوز فريقه العريض على البرازيل ، وظاهرتها (رونالدو) بثلاثية نظيفة ، في المباراة النهائية على ملعب ستاد دو فرانس في ضاحية سان دوني الباريسية.

 وكان ديشان لاعب الوسط الدفاعي المجتهد، قد دخل التاريخ أيضاً كونه كان قائد أول فريق فرنسي (والوحيد حتى الآن) يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا ، عندما قاد مرسيليا للفوز على ميلان 1-صفر عام 1993.
 وضرب ديشان الموعد مع قدره الذهبي في موسكو ، بعد أن كان منهاراً بعد خسارته لنهائي كأس أمم أوروبا 2016 وقال بعد بلوغ فريقه (نهائي المونديال)، اثر الفوز على بلجيكا الثلاثاء الماضي : "عندما تبلغ المباراة النهائية ، يتعين عليك الفوز بها ، نعم .. ذلك لأننا حتى الآن لم نهضم خسارة الكأس قبل سنتين".

 كانت النتيجة في المباراة النهائية هي الأهم ، بالنسبة إليه بغض النظر عن العرض الذي يقدمه فريقه ، وجاء السيناريو كما يتمناه .. كان فريقه أمس الأحد (الحلقة الأضعف) ، في معظم فترات المباراة ضد كرواتيا، التي استحوذت على الكرة بنسبة 71 في المئة ، طوال الدقائق التسعين ، لكنه عرف من أين تُؤكل الكتف وقد يكون الحظ وقف إلى جانبه في بعض الأحيان.

المدرب المحظوظ؟
 لاحقت ديشان سمعة (المدرب المحظوظ) على العموم ، وفي هذه البطولة أيضاً ، وتكررت في المباراة النهائية .. فهدف السبق الذي سجله مهاجم كرواتيا (ماريو ماندزوكيتش) خطأ في مرمى فريقه ، هو الأول يسجل بهذه الطريقة في تاريخ المباريات النهائية لكأس العالم ، كما أن ركلة الجزاء ، التي حصلت عليها فرنسا هي أول حالة في مباراة القمة ، بعد اعتماد نظام تقنية المساعدة بالفيديو ("في إيه آر") ، والتي استخدمت للمرة الأولى في البطولة ، في مونديال روسيا 2018.

 لم ينف ديشان سمة الحظ الذي ترافقه بقوله :"ربما أكون دائماً في المكان المناسب وفي الوقت المناسب لكنني لا أتذمر من ذلك .. ربما ثمة مدربون أفضل مني ، وآخرون أسوأ مني".
 ولم تكن عملية تطوير المنتخب الفرنسي مفروشة بالورود دائماً ، فقد اضطر الفريق إلى خوض الملحق ضد أوكرانيا لبلوغ مونديال 2014 ، بعدما تخلف ذهاباً أمام أُوكرانيا صفر-2 ، قبل أن يفوز إياباً 3 - صفر، وفي النهائيات خرج الديوك على يد ألمانيا التي تُوجت لاحقاً باللقب.

 لم يكن ديشان لينقذ نفسه لو خسر أمام الارجنتين ، في ثمن نهائي نسخة روسيا 2018 ، وقد اعترف بذلك مساعده (جي ستيفان) الذي قال : "نملك من الخبرة ما يخولنا معرفة ماذا كان ليحصل".
 لكن المباراتين ضد أوكرانيا وضد الارجنتين ، كانتا نقطة الانطلاق بالنسبة إلى ديشان وجهازه الفني، فبعدما قدم فريقه عروضاً مخيبة في دور المجموعات ، نجح في قلب المعادلة ، في الأدوار الإقصائية ، بفوزه على الإرجنتين 4-3 وعلى الأوروجواي 2-صفر وعلى بلجيكا 1-صفر، وهو ما فتح له باب النهائي.

 في النهاية لم يقف أي شيء في وجه (ديشان) ، الذي أضاف (نجمة ذهبية عالمية ثانية) على قميص المنتخب الفرنسي في عهد الرئيس إيمانويل ماكرون، بعد ثلاثة أيام من إحياء فرنسا الذكرى العشرين لرفعه كأس العالم على ملعب ستاد دو فرانس ، إلى جانب الرئيس السابق جاك شيراك.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى