مجلة أمريكية: التحالف يعتقد أن الأمم المتحدة عاجزة عن تنفيذ خطة جريفيثس

> «الأيام» غرفة الأخبار

>  ذكرت مجلة «ذا اتلانتك» الأمريكية أن «إمكانات تحقيق انفراج في حرب اليمن في متناول اليد» على خلفية التحركات والمقترحات التي طرحها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس.
وقالت المجلة الأمريكية في مقال تحليلي للكاتبين روبرت مالي وبيتر ساليزبيري: «الأمر متروك الآن لجماعة المتمردين الحوثيين الذين يحتلون الحديدة جنبا إلى جنب مع حكومة عبد ربه منصور هادي، المعترف بها دوليا، والتحالف لتقديم ردودهم على جريفيثس».

وأضافت «إذا رفض أي من هذه الأطراف خطة جريفيثس، وإذا أخفقت القوى الغربية في ممارسة ضغط كاف على حلفائها في الخليج لقبولها فستكون متواطئة في المأساة التي تلت ذلك وإدامة الحرب التي تسببت في أزمة إنسانية باهظة في العالم».
وكشف الكاتبان أن تفاصيل خطة المبعوث الأممي ومقترحاته فيما يخص الحديدة تتضمن «انسحاب الحوثيين على مراحل من ميناء ومدينة الحديدة، إلى جانب ميناءين آخرين قريبين، وستساعد الأمم المتحدة الموظفين اليمنيين على إدارة مرفق الميناء، كما ستساعد الحكومة المحلية والشرطة في إدارة المدينة. وفي المقابل ستنسحب القوات المدعومة من الإمارات من المدينة تدريجيا وسوف ترتبط الصفقة بوقف إطلاق نار وطني أوسع، والعودة إلى محادثات السلام بعد توقف دام عامين».

وقالا: «حتى الآن أظهر الحوثيون بعض المرونة. لقد وافقوا على تسليم الميناء حتى وهم يتحكّمون في السيطرة على المدينة، من جانبها، كانت حكومة هادي إيجابية إلى حد ما بشأن مقترح الأمم المتحدة، وإن كان ذلك أساساً لأنها تعتقد أن الحوثيين سيرفضونها، لا لأنهم يشعرون بالحاجة إلى التوسط في تسوية معهم. في الواقع، حتى مع إقرارهم لضغوطهم العسكرية لاستعداد الحوثيين الجديد للتوصل إلى حل وسط، فإن كلا من الحكومة والتحالف يجادلان بأن المتمردين لا يتفاوضون بحسن نية».

ورغم مخاوف الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي من مصداقية الحوثيين وتعاطيهم الجدي مع مقترحات جريفيثس إلا أن المجلة الأمريكية ترى أن اقتراح الأمم المتحدة «يستحق بأن يُعطى الحوثيون فرصة».
ويعتقد الكاتبان أن الأمم المتحدة تفتقر إلى القدرة على تنفيذ خطة جريفيثس حتى حال وافق عليها الطرفان المتحاربان.

واستدركا «من المؤكد أن هذا لا ينبغي أن يقف في طريق التوصل إلى اتفاق يمكن أن يجنب آلاف الأرواح. هناك علاج مباشر: إذا احتاجت الأمم المتحدة إلى دعم، فمن المنطقي أن تقدم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة هذا الدعم».
وقالا: «في بعض الأحيان تتصرف الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية كما لو كان يجب مكافأتهما بصفقة أفضل لمجرد كبح نفسها من تنفيذ العملية العسكرية لاقتحام الحديدة. فتجنب معركة الميناء لا يقدم للعالم مآرب، فهو يرقى إلى مستوى الالتزام الأخلاقي والسياسي، ويمنح لنفسه طريقة لحفظ ماء الوجه لتحقيق أهدافه دون خوض معركة قد لا يفوز بها».

وأضافا «في حالة إيران التي ادعت باستمرار أنها يمكن أن تساعد في حل النزاع، هذا يعني إلقاء أقدام الحوثيين على النار في الوقت الذي تضغط عليهم لقبول مقترحات الأمم المتحدة لإدارة الميناء وليس المدينة فقط».
وتابعت المجلة في مقالها التحليلي «المسؤولية عن التوصل إلى نهاية تفاوضية للحرب تقع بشكل رئيسي على عاتق الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. كلهم لديهم نفوذ ملموس على التحالف النابع من مبيعاتهم للأسلحة للسعوديين والإماراتيين. لا شيء على استعداد لاستخدامها. على المستوى الشخصي، يمكن أن يكون كل شيء قوياً في قلقهم من هجوم على الحديدة، لكن علانية هم أكثر خفوتاً بكثير».

ولفتت إلى أن هناك أسبابا تجعل التحالف المناهض للحوثيين يرفض وقف حملته للسيطرة على الحديدة، أهمها التقدم العسكري الذي تحقق للتحالف على مشارف الحديدة، وهذا -وفقا للمجلة- منح التحالف حافزا أقل لقبول خطة جريفيثس.
وخلصت المجلة إلى القول إنه «لا يمكن أن يكون هناك نصر عسكري نظيف بمجرد وصول المعركة إلى مدينة الحديدة. وحتى لو نجحت قوات التحالف هناك، فمن غير المحتمل أن يتلاشى الحوثيون. وأن الأولويات اليوم واضحة: أولاً، إقناع الأطراف بقبول حل وسط في الحديدة، ثم استئناف المفاوضات لإنهاء الصراع الأوسع. توجد فرصة حقيقية، إذا كانت ضعيفة، لتحقيق كليهما. ستكون فرصة ضائعة وفشل أخلاقي إذا تم تبديدها».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى