بن دغر يسلم جريفيثس رد الحكومة وهادي يدعو الجيش لرفع الجاهزية القتالية

> عدن «الأيام» خاص

>  مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس تتعقّد يوماً عن يوم وتبدو أقرب إلى التعثر والانهيار بسبب المواقف المتصلبة والمراوغة التي يبديها طرفا النزاع الممثلان بالحكومة الشرعية وجماعة الحوثي.
محادثاتٌ كانت مقررة بين الجانب الحكومي ونائب المبعوث الدولي الخاص باليمن معين شريم تعثرتْ بعد أن تبين أن جماعة الحوثي تراوغ في قبولها للخطة المقترحة من المبعوث الدولي وفقا لما نقلته جريدة البيان الإماراتية عن مصادرَ سياسيةٍ وصفتها بـ«الرفيعة».

رئيس الوزراء اليمني ورئيس اللجنة المكلفة بالرد على مقترحات جريفيثس استقبل أمس في الرياض المبعوث الأممي وسلّمه رد الحكومة اليمنية على مقترحات المبعوث التي طرحها بشأن إيقاف العملية العسكرية على الحديدة والبدء بمفاوضات سلام واسعة.

ويبدو أن رد حكومة بن دغر لا يشير إلى أية تفاهمات قد تمهّد إلى عملية سلام يؤمّل عليها جريفيثس ومن خلفه الحوثيون لوقف الحرب.
وشدد بن دغر على أن الحكومة اليمنية تسعى إلى «السلام العادل والشامل وفقاً للمرجعيات، والتزام الميليشيا الحوثية الإيرانية بالانسحاب الكامل من صنعاء والمدن، وتسليم السلاح للدولة وعودة السلطة الشرعية»، ما يشير إلى تمسك الجانب الحكومي بالشروط التي يرفضها الحوثيون والسير بالجهود الأممية إلى طريق مسدود قد يعيد الطرفين إلى دائرة صراع أوسع.

مصادرُ سياسيةٌ أشارت إلى أن رد الحكومة تضمن أيضا شروطا لبدء المفاوضات مع الحوثيين كضرورة لإبداء حسن النوايا، ومن هذه الشروط «إطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين في السجون الحوثية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية لكافة المتضررين في عموم محافظات البلاد».

وتقترح خطة المبعوث الأممي انسحاب الحوثيين من مدينة وميناء الحديدة، ووضع مراقبين دوليين للإشراف عليهما، ومن ثم الدخول في محادثات سلام شاملة، واتفاق لوقف إطلاق النار، كما أن 80 بالمئة من الأفكار التي قدمها المبعوث الأممي تتمحور حول وضع الحديدة ومينائها وطبيعة الجهات التي ستشرف على الميناء والقوات التي ستنتشر داخل المدينة بموجب الاتفاق.

وتتجه جهود المبعوث الأممي نحو تهيئة الأجواء لتفعيل المسار السياسي في مرحلة لاحقة، من خلال عرض أفكار ومقترحات عامة ما زال يجري النقاش حولها في الأوساط السياسية اليمنية وفي المحافل الدولية قبيل صياغتها كرؤية شاملة للحل في اليمن.
وسيبني جريفيثس رؤيته النهائية لحل الأزمة في اليمن من خلال مواقف الفرقاء اليمنيين، قبل عرض الخطة على مجلس الأمن الدولي بهدف حشد التأييد الدولي لها.

ووفقا لمراقبين سياسين يمنيين فإن جماعة الحوثي التي وافقت على وجود مراقبين دوليين في ميناء الحديدة، تتحايل حتى الآن على شرط سحب مسلحيها من الميناء والمدينة، وتطالب بالبقاء إلى حين إنجاز اتفاق سلام شامل، وتطالب بأن يتم إعلان وقف شامل للعمليات العسكرية قبل الذهاب إلى محادثات السلام المقترحة، وهو أمر يتعارض مع المقترحات التي وضعتها الأمم المتحدة، ووافقت الشرعية والتحالف عليها.

مصادر سياسية كشفت أن لقاءات عقدها سفراء غربيون مع فريق المفاوضين عن الشرعية، وطالبوا الحكومة بتجاوز شرط الانسحاب الكامل لمسلحي الحوثي من مدينة الحديدة، والقبول بوجود مراقبين دوليين كخطوة أولى نحو استئناف محادثات السلام.
وقالت المصادر ذاتها «إن بعض السفراء الغربيين أظهروا مواقف مهادنة للميليشيا، إلا أن الجانب الحكومي نبه هؤلاء إلى توافق المجتمع الدولي على ضرورة أن يكون أي حل سياسي مستنداً إلى القرارات الدولية والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل».

واستبعدت المصادر نفسها العودة إلى المشاورات خلال الأيام المقبلة، مؤكدة أن الوضع على الأرض يُبين أن جماعة الحوثي استخدمت الهدنة في الحديدة لالتقاط الأنفاس، بعد الهزيمة التي منيت بها في الهجوم المفاجئ على المدينة، ووصول القوات المشتركة إلى مطار المدينة.

وبحسب مصادر يمنية فإن جماعة الحوثي أرسلت تعزيزات قتالية كبيرة إلى مدينة الحديدة طوال فترة الهدنة، كما أقامت العشرات من الخنادق والسواتر الترابية في مداخل المدينة ووسط إحيائها، وحولت المناطق السكنية إلى مواقع عسكرية، واحتجزت السكان كرهائن لاستخدامهم كدروع بشرية، وكلها وقائع توضح أن الجماعة الحوثية ليست جادة في حديثها عن قبول الخطة الأممية بشأن ميناء ومدينة الحديدة.

وبالتزامن تواصل قوات الشرعية حشد الآلاف من المقاتلين في جنوبي مدينة الحديدة وأطرافها، من أجل الالتفاف على المدينة والتحكم بمداخلها، وقطع كل خطوط إمدادات الحوثيين في المدينة والميناء، لإجبارها على الاستسلام دون الدخول في حرب شوارع وسط تجمع سكاني يضم مئات الآلاف.
ويأتي التحشيد العسكري في ضواحي الحديدة مع دعوة أطلقها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس للجيش والأمن إلى رفع اليقظة والتعزيز المتواصل للجاهزية القتالية والعسكرية لمختلف قطاعات ووحدات القوات المسلحة لتأدية مهامها وواجباتها المناطة بها في مواجهة الحوثيين.

وشدد هادي خلال استقباله بالعاصمة المؤقتة عدن قائد القوات البحرية والدفاع الساحلي اللواء الركن عبدالله سالم النخعي على أهمية إعادة مكانة ودور القوات البحرية والدفاع الساحلي من خلال إعادة بنائها وتجهيزها وتأهيل كوادرها ومنتسبيها والتحلي بالضبط والربط العسكري لتحقيق النجاحات والانتصارات المطلوبة.

تمسك الشرعية بالمرجعات التي تقتضي إخراج الحوثيين من اللعبة السياسية وتجريدهم نفوذهم ومكاسبهم على الأرض لا يعني إلا أن الحل السياسي في اليمن لايزال بعيد المنال وأن التسويات السياسية التي تستند لـ«المرجعيات» لن تأتي إلا بحسم عسكري وهزيمة تشل قدرات الحوثيين وتسلبهم ثقلهم السياسي وحضورهم العسكري في مناطق باتوا هم المتحكمين بها.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى