عدن في غنى عن التوترات

> نبيل سالم الكولي

>
يتفق جميع الأحزاب والمكونات السياسية بتفويض الرئيس عبدربه منصور هادي، حفظه الله، لدول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لمساعدة اليمن في التخلص من التمرد الحوثي. وكلنا يعلم كيف أتى الحوثي وبمساعدة من سيطر على أجزاء واسعة من اليمن، وسيطر على الجيش وسلاح الدولة، وبات يرسل الصواريخ ويهدد أمن المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وبدعم دولي مخف لإبتزاز دول الخليج وعقد صفقات سلاح بمليارات الدولارات.

لذا فمن مصلحة تجار الحروب ان تطول الحرب دون اية اعتبارات للقتلى والجرحى والمشردين لانهم ببساطة بلا قلوب، يريدون دخل وتنمية لبلدانهم على حساب الدول النامية ثم يأتون بعد ذلك ليتحدثوا عن الإنسانية وحقوق الإنسان وعن اللاجئين والنازحين والمفاوضات، ولعبة المفاوضات هذه يستثمرونها أيما استثمار، لأن مواطني البلد الواحد إذا لم يحلوا مشاكلهم بأنفسهم فلن تستطيع أية قوة أخرى أن تفرض عليهم حلولاً، لأن من أهم أهداف الوسيط هو أن يرضي الدول الكبرى أولاً قبل أن يرضي أو حتى يعمل حساب لعناصر التفاوض أصحاب المشكلة الفعلية.

لذا أوجه رسالتي لجميع الاحزاب المكونات السياسية بألا يكونوا دمى يتحركون كيفما أتت لهم التعليمات، عليهم أن يضعوا مصلحة الشعب الذي يعاني حتى الآن من ويلات الحرب وتبعاتها، وتسخر جهودها لمصلحة شعبها، وأن لا يفتعلوا مواجهات جانبية وهم في غنى عنها، فالمواطن في عدن لم يعد يحتمل معاناة أكثر مما هو عليه، فكفى حروباً ودماءً وتشريداً.

فهناك عشرات بل ومئات وآلاف القصص الحزينة التي حدثت ومازالت تحدث بين الأسر جراء الحرب والفتن، وهناك في عدن ممن يعيشون بأدنى مستويات المعيشة.
فمواطنو عدن في غنى عن أي توترات في محافظتهم المحررة، فمدينتهم فتحت ولا زالت تفتح ذراعيها للجميع، لذا فهي محفوظة بإذن الله، ومن يفكر أن يمارس المكر فيها، فعليه أن يعلم أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله. وينبغي على التحالف العربي العمل مع جميع الاطراف والوصول إلى صيغة تفاهم مشترك لما بعد حرب الحوثي لخدمة الشعب اولاً وأخيراً، فأمن اليمن مرتبط بأمن دول الخليج ارتباطاً وثيقا، وهذا ما لمسناه فعلياً خلال هذه الحرب الأخيرة..
وعلينا جميعا أن نعلم أن أمن واستقرار عدن هو المنطلق لأمن اليمن والخليج معاً والجزيرة العربية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى