عندما يكون السلاح بيد السفاح!

> هاني محمد العولقي

>
عزيزي المواطن، عندما يكون السلاح بيد الجهلة والاغبياء! لا تأمل سلاما ولا أمنا، وعندما يكون الجندي هو الجندي والحكم والجلاد بنفس الوقت! فهنا الكارثة بعينها.. فإذا كانت الشرطة في خدمة الشعب، فقد تكون قاهرة ومرهبة وقاتلة الشعب، وهذا ما حدث للشاب عمرو محمد النعمي بعد أن أصيب برصاص جندي في الأمن، عندما كان جالسا بجوار منزله بحي عمر المختار بالعاصمة عدن، فهذا المذكور ليس له في السياسة ولا ينتمي لأي حزب أو جماعة.. شاب متزوج يعيش هو وأسرته في معزل عن المشاكل والعنف، شاب مسالم، وظل مرقدا في مستشفى الجمهورية لمدة ثلاثة أيام ليفارق بعدها الحياة متأثرا بإصابته تلك.

يحدث هكذا في تصرفات لا مسؤولة من بعض الجنود الذين ينتمون للأمن، ويحدث في ظل غياب الرقابة التامة على أفعال ارتكابهم لمثل هذه الأعمال، مما يجعل الجميع في خوف وقلق دائمين، ولا يستطيع المواطن المسالم أن يأمن على حياته حتى وهو في منزله، فقد يتلقى الأذى من أحدهم لمجرد حمله السلاح وارتدائه ببزته العسكرية.

 الجنود الذين نشاهدهم على الأطقم العسكرية البعض منهم للأسف مجرد همجيين ومتخلفيين في سلوكياتهم وتصرفاتهم الخاطئة، فنجد البعض منهم يبتز  المواطن لمنافعه الشخصية تحت ذريعة عمله الأمني، فمثل هؤلاء ليسوا كما يعتقده الكثيرون بأنهم يؤدون عملهم الإنساني بأمانة وإخلاص.

على الجميع الحذر من مثل هؤلاء الجنود النشاز الذين يظن الكثيرون منا أنهم يخدمونهم، فمثل هؤلاء الجنود يشكلون أكثر خطرا على حياتنا، فالكثير منا يعلم بأن توظيف الجنود لم يكن على المستوى المطلوب وحسب قواعد الانضباط العسكرية، ولم يتلق أغلبهم تأهيلا وتوعية، لكن للأسف تم استيعابهم في السلك العسكري بصورة عشوائية لإثبات وجوده بأنه يخدم مجتمعه ووطنه.   

حاجتنا للأمن شيء ضروري ولا يقبل التأخير، وهذا لا يتم إلا باختيار ضباط اكفاء يعرفون دورهم ومساعدتهم في خدمة مجتمعهم، لكن للأسف واقعنا مرير في ظل ما نشهده من تردٍّ على جميع الاصعدة، ونرى منهم من يبحث عن المال.
فليتذكر المواطن انه يعيش في بلده، وكل شيء فيه مزيف، وأن كل ما يراه مجرد حضور لذلك الجندي لاستلام راتب في نهاية كل شهر، فكما نعلم بأن كثيرا من مسؤولينا ليس لديهم ذرة من الانسانية والإحساس بتحمل مسئولياتهم تجاه مجتمعهم، فلا يمكن للفرد أن ينخرط في المؤسسة العسكرية وهو غير مؤهل للقيام بعمله ومجرد من الاخلاق ومن الإنسانية، واذا صادفنا أمثال هؤلاء فعلينا الحذر منهم، كونهم متهورين حتى وإن كنت جالسا أمام منزلك، فقد يرتكب حماقة بقتلك أو اعتقالك بمجرد اشتباهه بك أو يخلق أعذارا اقبح من أفعاله المتهورة، لأنه لا يملك الوعي الكافي للقيام بدوره.

مجتمعنا أصبح يسوده الجهل والتخلف والظلام، والسلاح هو القانون، في ظل حكومة مهترئة لا تعني بقيمة مواطنيها.. نعم، الحقيقة انها لعنة الفساد الاخلاقي والفكري والعملي، انها لعنة تسفك الدماء وتزهق الارواح وترهب المجتمع.. يا ترى إلى أين سنمضي في ظل واقعنا المزري؟! فالمواطن سئم من واقعه المظلم والمليء بالفساد والظلم.

 فإني أبلغ رسالتي هذه إلى كل مسؤول في الجانب الأمني، إذا كانت لديه ذرة من الأمانة في عمله فيجب عليه أن يعيد النظر في مهامه ويقوم بمراقبة جنوده في تصرفاتهم ومعاقبة كل من يخطأ ويتجاوز القانون.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى